فى الوقت الذى تشهد فيه الجامعات الأمريكية احتجاجات واسعة مناهضة لاسرائيل ومؤيدة لفلسطين، أقر مجلس النواب الأمريكى تعديلا يوسع تعريف مصطلح «معاداة السامية» ، فى أحدث محاولة أمريكية لاحتواء غضب الجامعات.
تأتى تلك الخطوة، التى لا تزال بحاجة لأن يقرّها مجلس الشيوخ، ردّاً على الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين فى جامعات البلاد. ولكى يصبح هذا النصّ تشريعاً سارياً يتعيّن على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكّد، قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.
اقترح التعريف الجديد، ما يسمى بـ»التحالف الدولى لإحياء ذكرى المحرقة»، وأقرّه المجلس بأصوات نواب من الحزبين الجمهورى والديمقراطي، ويعتمد تعريف معاداة السامية. ووفقاً لهذا التعريف فإنّ «معاداة السامية هى تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفراداً يهوداً أو غير يهود أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة.
يتّهم جزء من الطبقة السياسية الأمريكية المتظاهرين فى الجامعات بـ»معاداة السامية»، ويستدلّون على ذلك، برفع المحتجّين شعارات معادية لإسرائيل.
بالمقابل، يقول منتقدو مشروع القانون إنّ هذا التعريف يحظر انتقادات معيّنة لدولة إسرائيل، وهو أمر يدافع عنه التحالف الدولى لإحياء ذكرى الهولوكوست. ويتّهم معارضو النصّ، أعضاء الكونجرس، بالسعى لإقرار هذا التشريع سريعاً من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير فى الجامعات الأمريكية.
حذّر النائب الديمقراطى جيرى نادلر الذى يعارض النصّ من أنّ «التعليقات التى تنتقد إسرائيل لا تشكّل فى حدّ ذاتها تمييزاً مخالفاً للقانون».
فى الوقت نفسه، انتشرت الشرطة الأمريكية فى عدة جامعات أمريكية لتفريق مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة.وانتشر مقطع فيديو للشرطة المحلية وهى تطوق مظاهرة فى جامعة كولومبيا فى الولايات المتحدة، بينما كان المتظاهرون يرددون عبارات وشعارات داعمة لفلسطين.. وكما أبلغت جامعة كاليفورنيا الطلبة وأعضاء هيئة التدريس أن الدراسة يومى الخميس والجمعة ستكون عن بعد بسبب المظاهرة الحاشدة الداعمة لفلسطين، حيث انتشرت شرطة لوس أنجلس بأعداد كبيرة أمام جامعة كاليفورنيا بينما يرفض المعتصمون المغادرة وأكدت شبكة «سى إن إن» أن شرطة لوس أنجلس ستقتحم حرم جامعة كاليفورنيا للتعامل مع الاعتصام. ويتسع نطاق الاحتجاجات الطلابية فى الجامعات حول العالم ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنديدا بالمواقف الأمريكية تجاهها.. وسبق أن ألقت الشرطة الأمريكية القبض على أكثر من 100 شخص فى الأسبوع الماضى وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم جامعة كولومبيا فى مانهاتن لكن المتظاهرين عادوا بسرعة وأقاموا الخيام مجددا.. وقالت منظمة حقوق الإنسان الدولية «هيومن رايتس ووتش»، إن رد الفعل على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين من قبل إدارة الجامعة كان قاسيا للغاية وحرم المشاركين من الحق فى الاحتجاج السلمى.
التظاهرات أشعلت فرنسا حيث قامت مجموعة من الطلاب الذين يطالبون بوقف إطلاق النار فى غزة، للمرة الثانية خلال أسبوع بإغلاق مبنى جامعى فى مدينة «سانت إتيان» فى جنوب شرق فرنسا، حيث جمعوا صناديق القمامة أمام مداخل مبنى جامعة «جان مونيه» الذى يضم قسم الدراسات السياسية والإقليمية، وفرع معهد التعليم العالى فى ليون، وكلية سانت إتيان للاقتصاد.. وكانت الشرطة الفرنسية تدخلت الثلاثاء الماضى لفض اعتصام عشرات الطلاب داخل الجامعة، وعلى الفور التقى رئيس الجامعة ممثلين عنهم الذين طالبوا بتنظيم محاضرة حول فلسطين إلا أن أحد ممثليهم برر غلق المبنى مرة أخرى لعدم تمكنهم خلال هذا الاجتماع من التوصل إلى اتفاق. . وشهدت العاصمة الفرنسية باريس فى الأيام القليلة الماضية، مظاهرات طلابية وصلت لأعرق جامعات البلاد وسرعان ما امتدت إلى مدن ومناطق فرنسية أخرى وذلك للمطالبة بوقف الحرب فى قطاع غزة.
فقد قام عشرات الطلاب باعتصام داخل المبنى التاريخى للعلوم السياسية الأسبوع الماضي، نظمته لجنة فلسطين بالمعهد، بعد ذلك انضم إليهم آخرون قدر عددهم ما بين 200 إلى 300 شخص وأعلنوا اعتصاما أمام المبنى.