ضرورة وقف الحرب وإدخال المساعدات
الرئيس ترامب قادر على إيقافها وأنا أقدره شخصيًا
موقفنا واضح فى رفض التهجير لأنه سيؤدى إلى تفريغ حل الدولتين وعدم إقامة الدولة الفلسطينية
القطاع يحتاج ما بين ٦٠٠ و ٧٠٠ شاحنة يوميًا فى الظروف العادية
وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى نداء عاجلاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والأشقاء العرب بضرورة بذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة الفلسطينيين، كما وجه نداء شخصيا إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلا: «أقدر الرئيس ترامب شخصيا، وهو قادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك».
وشدد الرئيس السيسى – فى كلمة حول الأوضاع فى غزة – على حرص مصر على إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. و»لا يمكن أن نقوم بأى دور سلبى ضد أشقائنا الفلسطينيين ودورنا محترم وشريف ولم ولن يتغير.. نحرص على إيجاد حلول للأزمة الحالية ووقف الحرب وتخفيف التوتر فى المنطقة».
وأضاف الرئيس: «نعمل على إدخال أكبر قدر من المساعدات ونسعى لإيقاف الحرب وإطلاق سراح الرهائن وتحقيق فكرة حـل الدولتيــن.. واصفــا الوضع داخل قطاع غزة بالمأساوى ولا يطاق، ولابد من إدخال أكبر حجم من المساعدات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى فالقطاع يحتاج ما بين 600 إلى 700 شاحنة يوميا فى الظروف العادية.
وتابع الرئيس السيسى: إن مصر حرصت منذ أحداث السابع من أكتوبر على أن تشارك بصورة إيجابية مع شركائها فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل ثلاث نقاط محددة، الأولى تتمثل فى إيقاف الحرب، والثانية إدخال المساعدات والثالثة الإفراج عن الرهائن».
وأضاف: «أتحدث معكم فى هذه المرحلة الراهنة لأن هناك الكثير من الكلام يثار، ويجب أن أذكر الناس بمواقفنا التى كانت دائما إيجابية وتدعو لوقف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية، وكان لنا موقف واضح فيما يخص رفض التهجير، لأننا تصورنا أن عملية التهجير ستؤدى إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو عدم إقامة الدولة الفلسطينية».
وقال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى «إن المساعدات إلى قطاع غزة تمثل نقطة مهمة تم التطرق إليها خلال الفترة الماضية».. وأكد أنه خلال الـ21 شهرًا الماضية، حرصت مصر على إدخال أكبر حجم من المساعدات، مع الوضع فى الاعتبار أن معبر رفح هو «معبر أفراد»، وتشغيله مرتبط بوجود طرف على الجانب الأخر، وأن هناك خمسة معابر متصلة بالقطاع إضافة إلى معبر كرم أبو سالم ورفح، الذى لم يتم إغلاق الجانب المصرى منه.
وأوضح الرئيس السيسى أن حجم المساعدات الموجودة والمتاحة، والشاحنات المستعدة للدخول إلى القطاع منذ بداية الأزمة وحتى الآن، ضخم جدًا، مضيفا: «لا يمكننا أن نمنع دخول هذه المساعدات.. لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظرف أو المسئولية الوطنية تسمح بذلك».
ونبه إلى أن دخول المساعدات يتطلب تنسيقا مع الطرف الآخر الموجود داخل الجانب الفلسطينى من معبر رفح، ليكون مفتوحًا حتى يمكن استقبال هذه المساعدات وعبورها إلى القطاع، لافتا إلى أن هذا هو الجهد الذى كان يتم بذله ضمن النقاط الثلاث: إدخال المساعدات، إيقاف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن.
وأوضح الرئيس السيسى أن هناك تفاصيل كثيرة تتم مناقشتها فى المباحثات مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، بمشاركة قوية ومخلصة من الأشقاء فى قطر، وأيضا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، مبينا أن الشهور الماضية كان كل الجهد يتركز للوصول إلى هذا الحل، وكانت الأمور تتعثر أحيانًا وتنجح أحيانًا، ثم تتعثر مرة أخري.
ولفت إلى أن الحديث لا يقتصر على المساعدات الغذائية فقط، بل يشمل أيضا المساعدات الطبية وكل ما من شأنه أن يساهم فى التخفيف من حدة الأزمة ورفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين.
ووجه الرئيس السيسى حديثه للمصريين قائلا: «أريد أن أقول لكل المصريين، لا تتصوروا أبدًا أننا يمكن أن نقوم بدور سلبى تجاه الأشقاء فى فلسطين، ورغم صعوبة الموقف إلا أنه لا يمكن تصور أن نفعل ذلك.. مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين، لا يتغير ولن يتغير»، مشددا على حرص مصر على إيجاد حلول تخفف التوتر والتصعيد، وإنهاء الحرب وإيجاد حل نهائى لهذه القضية.
وفى ختام كلمته، وجه الرئيس السيسى نداء عاما لكل دول العالم، ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، والأشقاء فى المنطقة العربية، لبذل أقصى الجهود خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة.. كما وجه نداء خاصا للرئيس الأمريكى دونالد ترامب- نابعا من تقديره الشخصى بإمكانياته ومكانته- ببذل كل الجهود لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات، حيث حان الوقت لإنهاء هذه الحرب.
الدبلوماسيون:
كلمة الرئيس تعكس الثوابت المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية
كتب . شريف عبد الحميد وأحمد توفيق
أكد الدبلوماسيون أن كلمة الرئيس حول الأوضاع فى غزة، تعكس الثوابت المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية وجهودها لوقف الحرب وإدخال المساعدات للقطاع موضحين أن مصر تمارس سياسة شريفة وهادئة لدعم الأشقاء فى فلسطين وان التشكيك فى دورها وراءه اهداف خبيثة واجندات سياسية.
أكد السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قدر أهمية أن يوجه هذا النداء فى هذه المرحلة الحرجة من تطورات الوضع فى منطقة مضطربة من العالم وبصفة خاصة قطاع غزة للتأكيد على ضرورة أن نضع نهاية لهذه المأساة الإنسانية التى يعانى منها الفلسطينيون العزل ووضع نهاية لهذه الحرب وما تسببت فيه من تصعيد التوتر فى المنطقة .
وقال السفير الحفنى إن الرئيس السيسى يعلم مدى قدرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على توجيه الاحداث وحسم الموقف الراهن وذلك من خلال وضع نهاية لهذه الحرب العبثية الدائرة فى قطاع غزة .
وتابع : وخيراً فعل الرئيس السيسى لتذكير الرئيس الأمريكى وزعماء دول الاتحاد الأوروبى وزعامات الدول العربية الشقيقة بثوابت الموقف المصرى اتصالا بالقضية الفلسطينية وما بذلته مصر من جهود حثيثة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن كونها النقاط الثلاث التى بذلت فيها مصر أقصى جهود ممكنة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر الشقيقة .
واضاف أن الرئيس السيسى اكد أن حجم المساعدات التى يتم إدخالها حاليا لن تكفى لسد جوع سكان قطاع غزة من الفلسطينيين خاصة مع سيطرة المجاعة التى تفشت فى القطاع مؤخرا، ونبه لخطورتها دول العالم والمنظمات الدولية محذرا من مغبة استمرارها .
وشدد السفير الحفنى على أن كلمة السيد الرئيس السيسى تأتى بحيث تتواكب مع المؤتمر الدولى الذى افتتح أعماله امس بالامم المتحدة بنيويورك وبإشراف كل من فرنسا والسعودية وهو المؤتمر الذى تتركز اعماله على وضع تصور لنهاية مأساة الشعب الفلسطينى المستمرة من اربعينيات القرن الماضي، وأهمية إقرار السلم والأمن والاستقرار فى هذه المنطقة وهو الأمر الذى لن يتسنى سوى من خلال تطبيق حل الدولتين اى دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
السفير اشرف عقل سفير مصر لدى فلسطين الأسبق يرى أن موقف مصر المساند للقضية الفلسطينية ثابت على مدار التاريخ لم يتغير بمرور الزمن، بالرغم من التحديات والأحداث المتسارعة التى تضرب العالم والمنطقة، لذا كانت كلمة الرئيس السيسى مؤكدة على الموقف المصرى الواضح من القضية الفلسطينية ودعم مصر للأشقاء وسعيها لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية.
ويتابع أن مصر منذ 7 اكتوبر بذلت جهودا مضنية لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، فنظمت مؤتمر القاهرة للسلام، وتحركت بقوة فى الأمم المتحدة لدعم فلسطين، وايجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.
واضاف أن جهود مصر أثمرت حشد الدعم الدولى لفلسطين وأثمرت هذه الجهود اعتزام بعض الدول بالاعتراف بدولة فلسطين فى خطوة على الطريق الصحيح مشيرا إلى أن مصر بذلت جهودا كبيرة لتحقيق التوافق بين المكونات الفلسطينية ودفع عملية التفاوض لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.
واستكمل أن المشككين فى دور مصر الداعم لفلسطين وراءهم أجندات سياسية ويتاجرون بالدم الفلسطيني، كما أن تنظيم الإخوان الإرهابى يسعى للنيل من مصر وتوظيف القضية الفلسطينية فى خدمة اهدافه السياسيه الخبيثة.
السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق أوضح أن كلمة الرئيس السيسى أكدت مواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والجهود التى بذلتها خلال الفترة الماضية حيث سعت مصر بقوة لتحقيق عدة أهداف فى مقدمتها وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن مشيرا إلى أن «القاهرة»لديها أولويات للتعامل مع ما يحدث فى غزة، اولها وقف الحرب، وثانيها إدخال المساعدات، وثالثها هو إطلاق عملية تفاوض للوصول لحل شامل للقضية الفلسطينية.
وتابع السفير بيومى : إن مصر لديها موقف شريف فى التعامل مع القضية الفلسطينية لم يتغير على مدار التاريخ، فـ»القاهرة» تواصل جهودها باستمرار عبر الدبلوماسية الهادئة والعمل على أرض الواقع من خلال مساعٍ دؤوبة لرفع المعاناة عن الفلسطينيين ومصر قدمت آلاف الشهداء من أجل فلسطين .
ويستكمل أن تقارير الأونروا تؤكد أن غالبية المساعدات التى دخلت قطاع غزة مقدمة من مصر مما يفضح الأكاذيب والادعاءات التى تزعم غلق مصر لمعبر رفح على عكس الحقيقة فالمعبر مفتوح على الدوام والجانب الإسرائيلى من يمنع دخول المساعدات الإنسانية لغزة مؤكدا أهمية دور الإعلام فى عرض الحقائق، فمشاهد عبور شاحنات المساعدات الإنسانية لغزة ترد على المشككين فى دور مصر الداعم لفلسطين.
