ظروف صعبة تعيشها المرأة الفلسطينية تحت وطأة القصف الاسرائيلى المتواصل على قطاع غزة فهى الضحية الحقيقية فى هذه الحرب التى لا تعترف بقوانين الانسانية ولا المواثيق والاتفاقيات الدولية التى تحرم المساس بالمدنيين تحت سماء غزة المضيئة بالصواريخ والقنابل.. تقبع امرأة بين الأنقاض والركام تودع شهيدا من ذويها أو تبحث عن آخر مفقودا أسفل البنايات المهدمة.. تكتم آلامها وهى تضع مولودها دون مخدر بعد أن نفدت كل الأدوية والمستلزمات الطبية من جميع المستشفيات حامل فقدت جنينها اثر الخوف والهلع الذى تعيشه يوميا بفعل دوى الصواريخ.. أو أم نازحة تحمل صغارها وتهرع هربا من جحيم الحرب وويلاتها.. وفى كل هذه المشاهد تبدو قوية رغم الألم والفقد والحزن فى غزة الآن أكثر من ألف امرأة تعول اسرتها بعد وفاة زوجها.. وما يقرب من 493 ألف امرأة وفتاة تم تهجيرهن من منازلهن فى غزة.. وهناك 50 ألف امرأة حامل منهن 5500 على وشك الولادة بحسب احصائيات الأمم المتحدة للمرأة التى أكدت ان أرقام الأرامل والنازحات فى ارتفاع مستمر فى ظل عدم وصول المساعدات بشكل كاف.
تحكى وفاء عبدالرحمن ناشطة نسوية ومدير مؤسسة فلسطينيات من خلال قنوات التليفزيون «ان المرأة الفلسطينية لها تاريخ كبير فى الدفاع عن اسرتها الصغيرة ووطنها الأكبر.. وتبذل مجهودات خارقة من أجل الحفاظ على أبنائها وزوجها وحياتها الشخصية».
فالمرأة فى غزة هى رأس العائلة ودائما فى حالة انشغال تام بزوجها وأطفالها وأقارب زوجها، فهى شريكة فى كل تفاصيل حياة اسرتها.
فالمرأة فى فلسطين تقوم بدور الممرضة لأطفالها وكبار السن فى عائلتها.. وفى أيام القصف الغاشم تداوى جراح المصابين بجانب التمريض النفسى لأفراد اسرتها من التوتر والخوف والقلق عند سماع دوى القنابل والصواريخ وهى تتساقط على المنازل فى غزة.
المرأة الفلسطينية وقت الحرب تتحول إلى سيدة خارقة تفعل كل شيء ولا تنام إلا بعد التأكد من ان اطفالها وزوجها أمام عينيها فى أماكنهم وأكدت الجهات المعنية بصحة المرأة ان هناك أكثر من 50 ألف سيدة فلسطينية حامل فى وقت الحرب وان 5500 منهن كان من المفترض أن يلدن خلال شهر أكتوبر الماضى وحتى الآن لا أحد يعرف مصيرهن وهناك حالات اجهاض تعرضت لها كثير من السيدات بالإضافة إلى سقوط عدد كبير منهن شهيدات تحت القصف قد يكون أكثر من 75٪ من 535 و34 ألف شهيد وكثير من النساء الفلسطينيات وضعن أبناءهن دون تخدير وبعضهن تعرض لاستئصال الرحم بسبب النزيف المستمر بعد الولادة أو بعد الاجهاض فى ظل عدم وجود أدوية كافية.
وفى حوار لمدير مؤسسة الفلسطينيات خلال وسائل الاعلام وقد شاهد الجميع أماً تحمل طفلين وتمسك بطفلين آخرين.. والفلسطينية فى مراكز الايواء تفعل كل شيء تستيقظ مبكرا لتقف فى طوابير الخبز للحصول على العيش من أجل اطعام اسرتها.
فى أوقات الحرب تتحول المرأة فى غزة إلى مقاتلة شرسة تحافظ على منزلها وأطفالها من هجمات العدو.. فهى لا تقوم فقط بالانجاب ورعاية الأطفال.. انما تقاتل من أجل الحفاظ على أطفالها وعائلتها من العدوان الغاشم.
لقد أصبح عدد الشهداء أول أمس 34 ألف شهيد منهم 10 آلاف سيدة وتسعة عشر ألف طفل فقد أصبح الوضع مأساة بالنسبة للمرأة والأطفال وتتزايد بينهن الأمراض وسط ظروف معيشية غير انسانية ولا تستطيع أكثر من مليون امرأة وفتاة فى غزة الحصول على الحد الأدنى من الغذاء ومياه الشرب النظيفة.
الشاعر سيد حجاب
ان درت ضهرك للزمن يتركك
لكن سنابك مهرته تفركك
وان درت وشك للحياة تسبكك
والخير يجيك بالكوم وهمك يهون
ويرفرف العمر الجميل الحنون