الصراع بين الكاوبوى الامريكى والتنين الصينى مستمر وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً كبيراً فى الآونة الاخيرة ولا نعرف الى اين يصل لأنه صراع اقتصادى عسكرى وسياسى وجغرافى وتكنولوجى التوتر فيما يتعلق بقضايا التكنولوجيا والتجارة نجد التحرك الامريكى بشأن حظر تطبيق تيك توك احدث الردود الامريكية على المخاوف المتعلقة بالأمن القومى رغم عدم إظهار المشرع الامريكى أى دليل على استخدام الصين التطبيق كتهديد للمصالح الأمريكية.
تأتى أزمة «التيك توك» التى تهدد امريكا بحظره والذى يستخدمه ما يقرب من 170 مليون امريكى حوالى 36 ٪ من الشباب والمخاوف الامريكية تكمن فى الخشية من حصول الصين على بيانات المستخدمين واحتمال التأثير فيهم من خلال وظيفة (من أجلك) فى التطبيق خاصة ان هذه الخوارزمية غامضة وغير معروفة للامريكيين ويمكن أن تستغل فى التأثير والتلاعب فى سلوك المستخدم والتأثير عليه فى الانتخابات ولذا يأتى التلويح الامريكى بالحظر رغم ان هذا الاجراء سيدمر ٧ ملايين شركة بغلق منصة تساهم فى الاقتصاد الأمريكى بحوالى 24 مليار دولار سنويا.
حظر منصة والتضيق على تطبيق ليس كل ما تلوح به امريكا من عقوبات ضد الصين وإنما جاءت زيارة وزير الخارجية الامريكية الاخيرة للصين لتحذيرها من التوريد لروسيا المواد ذات الاستخدام المزدوج مثل الرقائق المستخدمة فى الأسلحة الحديثة وضرورة التوقف عن بذل الجهد لتأسيس منظومة بنكية ومالية مستقلة عن المنظومة الغربية ونظام سويفت المعمول به دوليا لأن نجاح هذه المنظومة سيكون بمثابة إعلان موت للمنظومة المالية الغربية وانهيار الدولار الا ان التلويح بالعقوبات سيكون كما يرى بعض خبراء الاقتصاد بمثابة الانهيار التام للاقتصاد الأوروبى بعد ان كان قطع الغاز الروسى عن أوروبا صفعة موجعة لهذا الاقتصاد.
أمريكا لا تسعى فقط لاحتواء الصين اقتصاديا بل تسعى خططها لتطويق المجال الجيوسياسى فتعمل على ثلاث جبهات فى آسيا.
مقومات الاحتواء الامريكى للصين اما بنشر الجنود مثلما فى كوريا الجنوبية واليابان واما باستخدام الانفصاليين فى الهند وباكستان او التعاون الاقتصادى او الانقلابات مثلما حدث فى ميانمار أو إثارة القلاقل والخلافات الحدودية لتجد طريقها لبناء القواعد العسكرية فى جنوب الصين ونشر صواريخ تايفون وهى اشارة لخطط امريكا العسكرية فى محيط الصين فهل تنجح خطط امريكا فى جرجرة الصين لمواجهة عسكرية ام ستلتزم الصين الصبر وتسير فى طريقها لخلق نظام عالمى متعدد الاقطاب بالتعاون مع روسيا والدول المؤسسة لمجموعة بريكس وتترك الغرب لإدارة مرحلة ما قبل السقوط؟