الأيام تمر والشهور تتوالى والسنون تتحرك وفقا لناموس الله.. يخضع لها أكثر من 8 مليارات بنى آدم يأكلون ويشربون ويتعلمون ويمرضون ثم يعالجون وكله بفضل ورعاية وعناية رب العزة والجلال.. هؤلاء الثمانية مليارات المفترض وهم يعيشون حياتهم وفقا للناموس الإلهى -كما أشرت آنفا -ألا يتعرضوا لأى عمل من أعمال القتل أو السحل أو التعذيب.. أو.. أو..!
لكن لأن الإنسان يحاول أن يفلت مرة من هذا النظام المحكم دون أن يقربه أحد ومرة أخرى حينما يعيش حياته الدنيا وهى شبه آمنة أو على الأقل خالية من الدماء إلى حد كبير.
للأسف هناك شعب واحد من تلك الشعوب التى فاق عددها الثمانية مليارات شخص تنهمر من أبنائه وبناته دموعهم وهم فى بداية شهورهم الأولى ثم تنهمر أكثر وأكثر عندما يتقدم بهم العمر فى نهاية الطريق.
هذا الشعب هو بكل أسف الشعب الفلسطينى الذى كان حتى وقت قريب يشكو من الفاقة.. ومن التفرقة ومن ومن..!
>>>
المهم.. هذا الشعب المغلوب على أمره مضى على عملية السرقة الفاشية التى تعرض لها 85 عاما من الزمان يعيش أبناؤه الآن ..فقراء ..جوعى بينما الدنيا كلها تعرفهم لكن يبدو هذا الدفاع كأنه نوع من توزيع الأدوار الذى يجرى إرضاء للطرف الآخر الذى يفصله عنهم الجبال والرمال والصحراء .. أقول يبدو من هذا الدفاع أنه نوع من توزيع الأدوار بل وهو حقيقة بالفعل لا سيما بعد أن تم الإعلان رسميا وشعبيا ونهارا وجهارا عن تدمير الفلسطينيين تدميرا شاملا وعاما وكاملا.
والآن لابد وأنكم قد تثبتم أن الشعب الفلسطينى هو المقصود وهو الشعب الذى دفع من دماء أبنائه وحرياتهم وكرامتهم وعرضهم الكثير والكثير حتى بلغ السيل الزبى وشاعت فى الدنيا بأسرها تهديدات وتصريحات وصراخات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذى هزته من الأعماق عملية طوفان الأقصى التى تمكن الفلسطينيون يوم ٧ أكتوبر من قض مضاجع عدوهم التقليدى حيث وجهوا لضباطه وجنوده سلسلة من صواريخ القسام حولت حياتهم إلى جحيم فجأة وبلا سابق إنذار مما أجبرهم على الخروج من غرف النوم وهم بملابسهم يصرخون ويولولون ويبكون بكاء حارا ومريرا.
ولعل ما أصاب الإسرائيليين بالهلع والخوف والفزع فى آنٍ واحد هو الذى جعل الكثير من المعاهد والكليات العسكرية فى العالم وكذلك وزارات الدفاع والحربية تعترف بأن صواريخ كتائب قسام ليس لها مثيل.
>>>
بديهى أن يفقد «سفاح القرن» المسمى بنيامين نتنياهو عقله وتوازنه ليخرج على الملأ مهددا بإبادة الفلسطينيين من أولهم لآخرهم وعلى رأسهم حركة حماس.
>>>
طبعا لقد تابعتم جماهير القراء على مستوى العالم ما جرى وما يجرى حتى كتابة هذه السطور والتى أتوقف عندها أمام موقف غريب من جانب الإدارة الأمريكية من ناحية المناضلين الفلسطينيين ومن ناحية أخرى بعد أن وصلت ضراوة الانتقام أقصى مداها يجيء نتنياهو ليصر على الإجهاز عليهم فردا فردا من خلال اجتياح رفح الفلسطينية..!
طبعا تلك ذروة الخطر لأن هذا التصرف الأحمق من شأنه زيادة اشتعال النيران .
>>>
استنادا إلى تلك الحقائق السابقة يمكن القول إنه فى الأيام الأخيرة استشعرت الإدارة الأمريكية أكثر وأكثر بالخطر الذى يحيط منطقة الشرق الأوسط بل وأوروبا ثم العالم كله لا سيما بعد أن تفهمت واشنطن أبعاد موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى وحرصه على الذود عن السلام بشتى الصور والوسائل وقد انعكس هذا التغيير على تصريحات الرئيس بايدن نفسه وتصريحات وزير خارجيته انتونى بلينكن حتى جاء آخر كلام من جانب بلينكن حيث قال: لابد من وقف إطلاق النار الآن..!
>>>
نعم كلمة الآن فى الدبلوماسية الأمريكية تعنى أن هناك موقفا معينا تؤيده واشنطن بما ينطوى عليه من قرارات وتحركات بأسرع ما يمكن وإلا فليتحمل الطرف الآخر نتيجة أعماله.
>>>
الغريب فى هذا الصدد أن يرد نتنياهو قائلا إن اجتياح رفح مسألة مفروغ منها لأن هذا الاجتياح سيتيح لنا القضاء على البقية الباقية من أعضاء حركة حماس.
واستمر نتنياهو فى صلفه وعناده مدعيا أن هناك مساحة أرض تم تخصيصها ينتقل إليها النازحون من غزة أثناء ضرب رفح حفاظا على أرواحهم..!
على الفور أصدرت منظمة الاونروا وجميع المنظمات الإنسانية توضيحا بأنه لم توجد أرض خصصت ولم توجد أى وسيلة حماية للأفراد والنساء والشيوخ.
>>>
فى النهاية لم أشأ أن أنهى هذا التقرير دون التعرض لأمر هام بل بالغ الأهمية.. أعنى ما يدور فى السودان الآن.
انتبهوا أيها السادة فى كل مكان أن ما يجرى فى هذا البلد العربى لن يختلف كثيرا عما حدث ويحدث فى فلسطين عام 1948 وفى العراق 2003 وفى اليمن وفى الصومال وفى سوريا وكلها دول مستقلة تمزق جيشها وتشتت شعبها..!
>>>
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..
>>>
و..و..شكرا