القدرة على الإنقاذ من السقوط، ثم القدرة على حماية أمن واستقرار وطن فى آتون الصراعات والنزاعات والتوترات الدولية والإقليمية، والحرائق المشتعلة فى كل اتجاه استراتيجي، دون الانزلاق أو السقوط فى مستنقع الاستدراج أو التهور تمثل أعلى درجات الحكمة، بل ربما أصفها بعبقرية القيادة التى تستطيع عبور الأزمات والتحديات والتهديدات والمخاطر، دون خسارة تذكر.
أيضاً هناك قدرة واضحة جلية أنه رغم ما يدور ويجرى من صراعات وتهديدات وأطماع واشتعال الجوار فى كل اتجاه، وهى استمرار وحماية المشروع الوطنى لأكبر ملحمة بناء وتنمية من أجل تحقيق التقدم، فلا قدر الله أى خطأ فى تقديرات الموقف، أو الحسابات، أو الاندفاع نحو التورط، يجهض أى محاولات أو مشروعات للبناء والتقدم، لذلك فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي، لديه مدرسة استثنائية فى القيادة أبرزها الثقة، وتقديرات الموقف العلمية، والحسابات الدقيقة، وبدائل وأوراق أخرى لعبور التحديات والتهديدات بعيداً عن الصدام أو إطلاق رصاصة واحدة، والحقيقة أنه دائماً يربح هذه التحديات ويخرج منتصراً، دون أى تكلفة وهو ما يعكس مدى عمق الحكمة الرئاسية فى قيادة دولة فى حجم مصر التى خرجت من التو من معارك طاحنة مع الفوضى والإرهاب، وضعف مؤسسات الدولة الوطنية، وأزمات اقتصادية قديمة، ومتراكمة، أو من تداعيات أحداث 25 يناير 2011 والتى خسرت فيها مصر قرابة الـ 450 مليار دولار، أو تداعيات أزمات وصراعات عالمية، من جائحة «كورونا» إلى الحرب الروسية ـ الأوكرانية، إلى الاضطرابات الجيوسياسية فى المنطقة، ويعكسها العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والذى قارب على ٧ أشهر، ورغم كل هذه التحديات والتهديدات والأزمات خرجت مصر ـ السيسى منتصرة، قوية، واثقة، فليس هناك أصعب مما مضي، وما واجهنا من تحديات طاحنة وقاسية، نجحنا فى تجاوزها.. والحقيقة أن ذلك لم يتحقق إلا بخصوصية وعبقرية القيادة التى امتلكت الرؤية والحكمة والإرادة الصلبة واستباقية التعامل والاستعداد الجيد لهذه التحديات والتهديدات والأزمات سواء بامتلاك القوة والقدرة الدفاعية الوقائية التى تحمى وتردع كل من يفكر فى المساس بأمن واستقرار ومقدرات مصر، أو على صعيد البناء والتنمية وامتلاك القدرة على الوقاية من تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية، والعمل على توفير الاحتياجات محلياً قدر المستطاع، وقطعت مصر شوطاً كبيراً غير مسبوق فى مجال الزراعة والطاقة والصناعة والاستثمارات، لأن هناك رؤية رئاسية، تعمل على تخفيض فاتورة الاستيراد والعمل على الاعتماد على الذات فى توفير القدر الأعظم من المتطلبات وهناك طريق طويل فى هذا الإطار لكننا بدأناه بالفعل ونحقق فيه نتائج عظيمة وهائلة.
ربما يتساءل البعض، كيف تعيش دولة مثل مصر، تواجه الكثير من التهديدات والمخاطر والتحديات والأزمات التى فرضت عليها وعالم يتطاحن، وإقليم يتصارع وجوار مشتعل وتداعيات أزمات اقتصادية عالمية، فعندما تنظر على الخريطة تجد أزمات فى السودان وفى ليبيا، فى غزة وفلسطين، فى البر والبحر واضطرابات فى الأسعار العالمية، ومعدلات التضخم، ورغم ذلك فإن المولى عز وجل ساق لمصر قائدا عظيما، يقود سفينتها بحكمة واقتدار، ورؤية وإرادة، لذلك الحرائق من كل اتجاه، ومصر لم تمسسها نار، الأطماع والتهديدات والمؤامرات والمخططات ترتد فى صدور أصحابها من قوى الشر، وحملات على مدار الساعة من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك تستهدف تزييف العقل المصري، وبناء وعى غير حقيقي، لكن هذا الشعب يزداد وعياً وفهماً واصطفافاً حول قيادته.. لأن المصريين وثقوا واطمأنوا بقيادة وطنية مخلصة شريفة واستثنائية، لم تغامر يوماً بالوطن أو الشعب، ولم تبع الوهم أو تجمل واقعا غير موجود، ولا تعرف سوى العمل والتحدى والإنجاز، لذلك فتش عن قوة الدولة الوطنية التى بناها الرئيس السيسي.
تحيا مصر