في مأساة هزت محافظة المنيا، توفي والد الأطفال الستة ضحايا “قرية دلجا” بمركز دير مواس، ليلحق بأبنائه الذين فارقوا الحياة تباعًا خلال ساعات قليلة، بعد إصابتهم بحالة إعياء شديدة في ظروف غامضة. وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف سر وفاة الضحايا السبعة.
تفاصيل المأساة
بدأت المأساة عندما تلقت مديرية أمن المنيا إخطارًا من مستشفى دير مواس المركزي يفيد بوصول ثلاثة أطفال أشقاء في حالة إعياء شديدة، وهم: محمد نصر محمد (11 عامًا)، وريم نصر محمد (10 أعوام)، وعمر نصر محمد (7 أعوام)، وتوفوا تباعًا خلال ساعات قليلة. وبعد حوالي 24 ساعة، لحق بهم شقيقهم الرابع أحمد نصر محمد (5 أعوام)، الذي فارق الحياة بعد نقله إلى العناية المركزة، لتخرج الجثامين في جنازة جماعية.

الضحية الخامسة
بعد أيام قليلة، وفي نفس الأسبوع، تدهورت حالة الطفلتين الشقيقتين “رحمة وفرحة” بمجرد خروجهما من مستشفى صدر المنيا، حيث ظهرت عليهما أعراض مرضية مشابهة من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وقيء مستمر، وإسهال حاد، وتشنجات عصبية، واضطرابات في الوعي. ورغم الجهود الطبية، توفيت “رحمة”، ثم لحقت بها الشقيقة السادسة والأخيرة بنفس الطريقة الغامضة، ليودع الأب الحياة بعدها بقليل، ليرتفع عدد الضحايا إلى سبعة أفراد من أسرة واحدة.
غموض الحادث
باشرت النيابة العامة بمركز دير مواس التحقيقات بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، في محاولة لكشف ملابسات الواقعة. وتم انتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا وأخذ عينات لتحليلها في معامل وزارة الصحة، لتحديد أسباب الوفاة.
كما استدعت النيابة فريقًا من الطب الشرعي لفحص الجثامين التي تبين خلوها من أي إصابات ظاهرة. وأرسلت وزارة الصحة لجنة وقائية إلى منزل الأسرة لفحص البيئة المحيطة وأخذ عينات من المياه والطعام، للتحقق من وجود ملوثات أو سموم.
تقارير الصحة
أصدرت مديرية الصحة بالمنيا بيانًا رسميًا نفت فيه أن تكون الوفيات ناتجة عن التهاب سحائي، مؤكدة أن الأطفال كانوا يتلقون تطعيماتهم بانتظام. وأوضح البيان أن التشخيص المبدئي يرجح إصابة الأطفال بحالة إعياء حادة نتيجة عوامل غير معروفة، وأن التحاليل ستحدد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن تسمم غذائي، كيميائي، أو مرض آخر.
رواية العم
روى علي محمد، عم الأطفال، تفاصيل ساعات الرعب التي عاشتها الأسرة، مشيرًا إلى أن الأطفال كانوا بصحة جيدة قبل تناول وجبة طعام الأخيرة والتي، أصيبوا بعدها جميعًا ومعهم الأب بحالة إعياء شديد.
وأضاف أن حالة” رحمة”، كانت صعبة للغاية، حيث استمرت تعاني من القيء وارتفاع الحرارة حتى وفاتها، ولم يُسمح له برؤيتها في ساعاتها الأخيرة بسبب منع الزيارات عنها بالمستشفى.
وقد سيطرت حالة من الصدمة والفزع بين أهالي قرية دلجا، وطالب الأهالي اجهزة الدولة المختلفة بسرعة كشف أسباب الوفيات التي جعلتهم يعيشون في رعب دائم وأحزان لاتنتهي بسبب تلك الكارثة والمصيبة التي حلت بهم فجأة وبدون سابق إنذار.
ورغم نفي وزارة الصحة لفرضية “الالتهاب السحائي”، أثارت الواقعة شبهات حول احتمالية التسمم الغذائي أو الكيميائي، خصوصاً بعد تصريحات العم التي أشارت إلى تناول الأسرة وجبة طعام قبل ظهور الأعراض.. وأكدت مصادر طبية أن الأعراض الحادة، مثل التشنجات وفقدان الوعي، قد تكون مرتبطة بتعرض الأطفال لمادة سامة، سواء من الطعام أو البيئة المحيطة.. ولايزال التحقيق مستمرًا لبيان ما إذا كان الحادث مرضًا أم به شبهة جنائية.