لم تستطع مصر عبور تحدياتها، ومشاكلها المتراكمة والكثير من المعاناة العميقة، إلا بالحلول والأفكار الخلاقة التى صنعت الفارق، وتبنى رؤى وسياسات تتسم بالشمولية وبعد النظر واستشراف المستقبل، والابتعاد تماماً عن النمطية، والتقليدية، والمسكنات.
من أبرز وأهم الأفكار الخلاقة التى تحولت لواقع على الأرض، وإنجاز أكبر هو أقرب إلى الإعجاز، فقد كسبت وربحت مصر العاصمة الإدارية الجديدة، بما فيها من نجاحات وإنجازات واستثمارات ومنشآت عصرية، وقلاع العمل والإنتاج دون أن تنفق الدولة مليماً واحداً من ميزانيتها فقد كانت مجرد صحراء جرداء، ربما يخشى الكثيرون المرور أمامها وليس التفكير فى العيش فيها، لكن بفضل رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى للبناء والتنمية وبناء المستقبل تحولت إلى واحدة من أهم المدن العالمية، بل تتمناها الكثير من دول العالم، وأصبحت مصدر جذب غير مسبوق للعمل والإنتاج والاستثمار والإقامة، وإذا لم تكلف الدولة مليماً واحداً، إلا أنها تحقق أرباحاً وعوائد حيث أعلنت شركة العاصمة الإدارية عن تحقيق ما يقرب من 20 مليار جنيه أرباحاً.. وهذا هو الفكر الذى يبنى الأمم ويعمل على تقدمها، ويحل مشاكلها وأزماتها.
العاصمة الإدارية أيقونة الجمهورية الجديدة، تحتاج إلى ترويج وتسويق وأن تترسخ فى العقل الجمعى للمصريين، بل وللعالم، لذلك أقف موجهاً التحية إلى الإجراءات الأخيرة بشأن العاصمة الإدارية، حيث شهدت أداء الرئيس السيسى لليمين الدستورية فى مقر البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية فى مشهد مهيب يدعونا للفخر، ويجسد عظمة وجمال هذه المدينة، ثم أداء الرئيس السيسى صلاة العيد فى المركز الثقافى الإسلامى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشاركته لاحتفالية عيد الفطر المبارك مع أبناء وأسر الشهداء الأبرار، ثم البطولة العربية للفروسية وهو حدث ضخم، يعكس حجم المنشآت الرياضية المصرية التى تستطيع استضافة كبرى البطولات الرياضية العالمية وروعة وجمال المدينة الأولمبية الرياضية فى العاصمة الجديدة، كل ذلك قدم العاصمة الإدارية للمصريين فى كل ربوع البلاد عبر شاشات التلفزيون ثم للعالم أيضاً، لتجسيد قدرة المصريين العظيمة على البناء والتحدي، وأيضاً تفقد وزيارة الرئيس لمقر الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الجديدة.
الحقيقة أن لدينا الكثير فى العاصمة الإدارية لنقدمه للعالم، ونطلعهم على هذا الإبداع والجمال والفخامة التى تليق بدولة عظيمة مثل مصر، لذلك اقترح الآتي:
أولاً: لابد أن يرى المصريون مدينة الثقافة والفنون الأكبر والأضخم فى الشرق الأوسط، ولابد أن تبادر وزارة الثقافة بتنظيم حفلات ضخمة تعكس عظمة الفن المصري، وأجيال الرواد والرموز مع سلاطين الطرب فى الماضى والحاضر.
ثانياً: اقترح أن تشهد وتحتضن مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى حضور لنجوم مصر والعالم، ويتم التوسع فى دعوة نجوم العالم، ويتخلل هذا المهرجان الكبير تنظيم جولات وزيارات لقلاع العاصمة الإدارية، وتنظيم زيارة إلى معبر رفح وسيناء للاطلاع على شرف الموقف المصري، وأيضاً ما تنعم به سيناء من أمن وأمان واستقرار، وبناء وتنمية.
ثالثاً: لابد أن تحتضن مدينة مصر الأولمبية الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة المزيد من البطولات فربما تعود الدورة الصيفية ولكن ليس بالإسكندرية وإنما بالعاصمة الإدارية الجديدة ودعوة فرق عربية وأوروبية وعالمية للمشاركة بجانب الأهلى والزمالك برعاية شركات كبري، محلية وعربية وعالمية.. وكذلك العمل على استضافة عدد من مباريات الدورى القادم، حتى ولو مباريات القمة بين الأهلى والزمالك، ومباريات المنتخب القومى فى البطولات الإفريقية والدولية.
رابعاً: أيضاً أرى أن مدينة الثقافة والفنون تحتضن مهرجاناً عربياً للدراما العربية لاختيار الأفضل خاصة ان مصر استعادت على مدار الـ 5 سنوات الماضية الريادة من جديد فى مجال الإنتاج الدرامى الذى اتسم بالتنوع وغزارة الموضوعات وإنتاج درامى ضخم وغير مسبوق مثل الاختيار والحشاشين.
خامساً: أن يتم التوسع لاستغلال أشهر الصيف لتنظيم حفلات وتقديم فن راقٍ مثل ما حدث فى العلمين هذه المدينة العالمية وفى ذات الوقت ترويج وتسويق سياحى سواء للعالم العربى والخليج، أو عالمياً، ولابد من وجود رؤية لتنظيم حفلات فى الساحل الشمالى تشرف عليها وزارة الثقافة بالتعاون مع كيانات عملاقة.