وسط تحديات متزايدة تواجه قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، سواء من حيث النمو السكانى، أو تغيرات المناخ، أو الحاجة إلى تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، تبرز أهمية الدور الحيوى الذى تلعبه الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى فى ضمان استدامة هذه الخدمات ورفع جودتها..«الجمهورية» ناقشت مع المهندس ممدوح رسلان، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى جهود الشركة، وخططها الحالية والمستقبلية، ومدى تقدم مشروعاتها القومية، ودور التكنولوجيا والتحول الرقمى فى تحسين الأداء، فضلًا عن رؤية الشركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى ظل رؤية الدولة المصرية ، وتوطين تكنولوجيا المعدات والمكونات، ودعم التصنيع المحلى وتقليل الاعتماد على الاستيراد والارتقاء بجودة خدمة العملاء، وبناء كوادر فنية مؤهلة من خلال مدارس التدريب، إلى جانب الحفاظ على حقوق العاملين وتهيئة بيئة عمل محفزة ومنصفة.
ما هى أبرز المشروعات التى تعمل عليها الشركة القابضة حاليًا؟
هناك عديد من المشروعات فى مختلف المحافظات أبرزها مشروع تطوير محطات المعالجة وتحسين جودة مياه الشرب والصرف الصحى المعالج ثلاثيا وثنائيا، ضمن مبادرة «حياة كريمة»، كما نعمل على توسعة شبكات الصرف الصحى لتغطية أكبر عدد من المناطق الريفية، وندمج تقنيات حديثة للرقابة والتحكم طبقا للمخطط العام لمصر 2030، كما نعمل على تطوير البنية التحتية والانتهاء من المشروعات التى يتم تنفيذها بالتنسيق مع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى والجهاز التنفيذى.
يعانى بعض المواطنين انقطاعات المياه فى فترات الصيف هل ستتكرر هذا الصيف؟
أود طمأنة المواطنين أنه لا انقطاع حتى مع ارتفاع درجات الحرارة إلا فى حالة الضرورة القصوى نتيجة وجود أعطال خارجة عن إرادتنا بسبب انكسار مواسير المياه الرئيسية أو الفرعية، أو وجود أعمال صيانة دورية، ونحرص على إبلاغ المواطنين مسبقًا فى حال وجود أعمال مجدولة، وتقليل مدة الانقطاع إلى الحد الأدنى، وأقولها بكل تأكيد أن مصطلح المناطق الساخنة انتهى من قاموس شركات المياه، بعدما بلغت نسبة تغطية المياه على مستوى الجمهورية 99 % كما أن مشروعات التحلية ستساهم فى توفير كميات مياه مناسبة للمناطق الساحلية مثل محافظة مطروح، وجارى الانتهاء من تغيير الخطوط المتهالكة بخط الكريمات بطول 27 كيلومترًا لتحسين كميات المياه بمحافظة البحر الأحمر، ويتم التنفيذ من خلال شركات مياه القاهرة والجيزة والإسكندرية.
هل هناك خطط مستقبلية لمواجهة تحديات نقص المياه وتحسين كفاءة الاستهلاك؟
نعمل بالتنسيق الكامل مع وزارة الموارد المائية والرى فى تنفيذ حملات توعية لترشيد الاستهلاك، كما نُدخل تقنيات حديثة مثل العدادات الذكية وكشف التسريبات بشكل مبكر، وهناك توجه نحو استخدام المياه المعالجة فى الرى والصناعة لتقليل الضغط على مياه الشرب
ما هى رؤيتك الاستراتيجية خلال السنوات الخمس المقبلة؟
نضع نصب أعيننا تحقيق نقلة نوعية فى إدارة مرافق المياه والصرف الصحي، من خلال التوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتطبيق المعايير الدولية، والوصول إلى مستوى الصناعة العالمية فى هذا المجال الحيوي، وذلك عبر تطوير البنية التحتية، ورفع كفاءة التشغيل، وتحقيق الاستدامة المالية والمؤسسية لشركات المياه التابعة.
ما دوركم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة?
الشركة القابضة تسهم بفاعلية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة مياه الشرب والصرف الصحي، من خلال مشروعات التوسعات فى شبكات الخدمة، وتوصيل المرافق للمناطق المحرومة، وتنفيذ محطات المعالجة الثلاثية، إلى جانب برامج التوعية المجتمعية ونشر ثقافة الترشيد والحفاظ على الموارد.
كيف تتعاملون مع ظواهر التغير المناخي؟
التغيرات المناخية تمثل تحديًا متصاعدًا يؤثر بشكل مباشر على مصادر المياه، وللتعامل مع هذه التحديات، تبنت الشركة خططًا متقدمة لتأمين انتظام حركة المياه والصرف الصحي، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، وتشمل هذه الخطط تحليل المخاطر وتأمين مصادر المياه.
حدثنا عن أبرز مشروعاتكم الجارية؟
الشركة تنفذ حاليًا عددًا من المشروعات القومية الكبرى، من بينها استكمال المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» إضافة إلى تنفيذ مشروعات برامج التعاون الدولي، إلى جانب مشروعات الإحلال والتجديد وتحسين كفاءة المحطات والشبكات فى عدد من المحافظات، وللعلم فإن المرحلة الأولى من «حياة كريمة» شهدت تنفيذ مشروعات بتكلفة إجمالية بلغت 28.4 مليار جنيه، شملت إنشاء 124 محطة مياه، وتنفيذ شبكات فى 719 قرية، وتوصيل 1.47 مليون وصلة صرف صحي، و591 ألف وصلة مياه شرب، وأن نسبة الإنجاز فى كثير من الحزم وصلت إلى 100 % .
ما هى خطة تجديد الشبكات؟
الخطة تستهدف معالجة التحديات فى الشبكات القديمة، وتحسين مستوى الأداء فى المناطق ذات الكثافات السكانية العالية.
هل يمكننا القول إن مياه الشرب مضمونة؟
مضمونة 100% وبالنسبة لملف جودة المياه هذا أمر لا يقبل الخلل، الدقة فيه على أعلى المستويات، يكفينا أننا نمتلك 714 معملًا لمياه الشرب و357 معملًا للصرف الصحي، ويجرى تحليل أكثر من 6 ملايين عينة سنويًا، إضافة إلى معامل مركزية ومتخصصة حاصلة على شهادات اعتماد دولية، ما يضمن مطابقة المياه للمواصفات القياسية فى جميع مراحل الإنتاج والتوزيع.
حدثنا عن إجراءات الطوارئ عند تلوث المياه؟
فور ورود شكوى أو رصد أى مؤشرات على تلوث المياه، يتم تفعيل خطط الطوارئ، وسحب عينات فورية، وتطهير الشبكات إن لزم الأمر، إلى جانب التواصل السريع مع المواطنين من خلال البيانات الرسمية ومراكز خدمة العملاء والإعلام الرقمي.
مراكز خدمات العملاء هل تضعونها فى خطة التحديث؟
قطعنا شوطًا كبيرًا فى تحسين خدمة العملاء، من خلال تطوير 228 مركز خدمة عملاء، وإضافة 42 سيارة متنقلة لتغطية القرى والمناطق الريفية، فضلًا عن إطلاق منصات إلكترونية ومليون نقطة شحن لفواتير المياه، بالتعاون مع شركات الدفع الإلكتروني.
هل تملكون آلية توازن بين تكاليف الإنتاج وأسعار البيع؟
أسعار متر المياه المكعب حاليًا لا تُغطى التكاليف التشغيلية بالكامل، والدولة تقدم دعمًا نقديًا للمساعدة فى سد الفجوة وضمان استمرارية الخدمة للمواطنين.
ما هى التقنيات الحديثة المعتمدة فى شركات المياه والصرف؟
الشركة تتبنى تقنيات متقدمة فى معالجة المياه والتحكم فى الشبكات، تشمل المحطات الثلاثية، أنظمة SCADA، وعدادات مسبقة الدفع، كما تم التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية والبيوجاز كبدائل مستدامة للطاقة فى التشغيل.
التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى هل ينعكس على شركات المياه والصرف؟
التحول الرقمى أصبح محورًا رئيسيًا فى استراتيجية الشركة، حيث يجرى حاليًا تركيب أجهزة قياس على الخطوط الرئيسية، وتطبيق نظم GIS لتحليل الشبكات، إلى جانب تطوير أنظمة إلكترونية لخدمة العملاء وتحصيل الفواتير.
بم تواجهون فاقد المياه؟
الشركة تنفذ خطة دقيقة لخفض الفاقد تشمل التوسع فى إنشاء مناطق DMZ، وتركيب عدادات دقيقة، واكتشاف التسربات والوصلات غير القانونية، حيث تم التعامل مع أكثر من 353 ألف وصلة خلسة، كما تم تقليل الفاقد فى المياه غير المحسوبة بنسبة كبيرة داخل المناطق المعزولة DMZ، من 35.5 % إلى 21.5 %.
كيف يتم تدريب وتأهيل كوادر العاملين بالشركات؟
تم تنفيذ 6500 برنامج تدريبى خلال العام الماضى استفاد منها 75 ألف متدرب فى مختلف التخصصات الفنية والإدارية، من خلال 33 مركز تدريب تابع.
كما تم تنفيذ برامج تدريب صيفى لطلاب الجامعات المصرية (فى التخصصات الهندسية والكيميائية)، شارك بها نحو 7200 طالب، تأكيدًا على دعم الشركة لمسار التعليم الفنى والتطبيقى وربطه باحتياجات سوق العمل، كما تدعم الشركة القابضة شباب الجامعات من خلال برامج تدريب صيفي، وتسعى لخلق بيئة عمل محفزة للكفاءات الشابة، وتشارك فى مبادرات التميز المؤسسى لرفع جودة الخدمة، وتطوير كوادر الصف الثانى من القيادات.
هل يمكننا القول إن شركات المياه والصرف بدأت فى خطة توطين الصناعة؟
نؤكد أهمية القرار الصادر من وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بعدم استيراد المعدات التى لها مثيل مصري، والاعتماد على المكون المحلي، وهذا القرار يساهم بشكل كبير فى تطوير الصناعة المصرية ويخدم الاقتصاد الوطني، وذلك لأن شركات المياه تتجه إلى الاعتماد على المنتجات محلية الصنع، كما أن بعض تلك المنتجات مثل عدادات المياه يتم تصنيعها محليًا بنسبة تصنيع بلغت نحو 65 %.
ما هى جهودكم فى تحسين الخدمات بالمحافظات؟
تم تنفيذ عدد من المشروعات فى محافظات أسوان ودمياط وكفر الشيخ لتحسين الخدمات، وجارى حاليًا دراسة تنفيذ مشروع للصرف الصحى بمركز ومدينة أسوان، وجارى توفير الاعتمادات المالية اللازمة للمشروع والتى تقدر بنحو 700 مليون جنيه، وتقوم على تنفيذه شركة الصرف الصحى بالقاهرة.
الكثيرون يتخوفون على سرية بياناتهم الشخصية فهمل يتم تأمينها؟
معلومات العملاء سرية تمامًا، وخلال الفترة الماضية تعاقدت الشركة مع عدد من الشركات الكبرى فى مجال تأمين البيانات لتأسيس مركز معلومات (Data Center)، وحاليًا فى مرحلة التنفيذ، مع التأكد من وجود نسخة احتياطية وخط بديل لضمان تقديم الخدمة دون توقف.
ما هو موقف التسويات للحاصلين على مؤهلات عليا اثناء الخدمة؟
يتم حاليا أعداد حصر كامل للأعداد المطالبة بالتسوية بالتنسيق مع الشركات حيث يوجد عديد ممن حصلوا على مؤهلات عليا ويعملون فنيين ولا يمكن الاستغناء عنهم وتحويلهم إلى محاسبين أو للعمل بالشئون القانونية أو الموارد البشرية حتى لا يحدث عجز ويتم تنفيذ الأحكام القضائية.
هل لديكم خطة للتوسع فى المدارس الثانوية الفنية لمياه الشرب والصرف الصحي؟
نملك 8 مدارس فنية متخصصة على مستوى الجمهورية، تم من خلالها تخريج 58 دفعة بإجمالى 4,194 خريجًا مؤهلين للعمل فى قطاعى مياه الشرب والصرف الصحي، مما يعكس اهتمام الدولة ببناء كوادر فنية مدربة وفقًا لأحدث المعايير الفنية والتكنولوجية، وهذه المدارس حققت نجاحا كبيرا فى توفير العمالة والخبرات المدربة، ويتم حاليا التوسع وإنشاء مدارس بالمحافظات التى لا توجد بها مدارس، فقد تم إنشاء مدرسة جديدة بمحافظة سوهاج بعد توفير الأراضى المطلوبة، ونملك خطة توسع فى باقى المحافظات مع استمرار تطوير المناهج ومراكز التدريب بالتنسيق مع مديريات التعليم مع تقديم الرعاية للطلاب الذى التحقوا بكليات الهندسة، وتوفير منح خارجية لهم بالتنسيق مع الشركات
هل تم تطبيق الحد الأدنى لجميع العاملين؟
لا يوجد موظف فى شركة تابعة يحصل على أقل من 7 آلاف جنيه شهريا شاملة جميع المكافآت والحوافز والساعات والإضافى من أجل دعم جميع العاملين بالشركات، ويتم متابعة ذلك مع رؤساء الشركات بشكل مستمر
هل توجد دراسة لزيادة العلاوة السنوية?
تُجرى حالياً دراسة قواعد صرف العلاوة الدورية السنوية، بما يحقق صالح العاملين، وذلك فى إطار حرص الشركة على تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية وتعزيز الاستقرار الوظيفي.»
