مقتل طفل شبرا يفتح ملف منصات الدم والربح السريع
روشتة الخبراء: حجب القنوات والمنصات السوداء.. تطوير الخطاب الديني .. ودعم الدراما الهادفة
أكد خبراء علم النفس والجريمة والطفولة « والسوشيال ميديا» أن فوضى الفضاء الإلكترونى أصبحت «آفة سرطانية» تهدد تماسك المجتمع وثوابته، معتبرين حادثة «طفل شبرا» من أخطر الجرائم، ليس لبشاعة ما تم تداوله من مقاطع وفيديوهات، بل لأنها جاءت بهدف بيع مشاهدات القتل والتمثيل بجثث البشر على منصات دموية مقابل المال والربح السريع.
قالوا إن هذه التفاصيل المؤلمة تؤكد أننا أمام نوع جديد من العنف والجريمة تهدد كيان الأسرة والمجتمع، وأن الأطفال أصبحوا «الفريسة» الأسهل لتلك المنصات.
أكدوا أننا نمتلك من القوانين والآليات للتصدى بكل قوة وحزم لأى «مستقطب خارجي» ولا ينقصنا سوى التنفيذ الجاد والفعلي، مشددين على أن روشتة العلاج يجب أن تكون متكاملة وشاملة بمشاركة جميع المؤسسات المعنية بالأسرة والطفل.
أكدت هاله رمضان أستاذ علم النفس ومدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن موضوع وسائل التواصل الحديثة وأثرها على المجتمع والفرد من أهم القضايا الاجتماعية المعاصرة خاصة بعد التطور التكنولوجى العلمى الكبير فى هذا المجال والانتشار الواسع للمنصات المختلفة، خاصة لدى شريحة الشباب والتى كان لها أثرها الكبير على الفرد والأسرة وللأسف فإن دور الأسرة بطبيعة الحال ضعيف جداً فى ظل التكنولوجيا والعالم المفتوح فقد أصبحت حياة الأبناء تدور فى عالم افتراضى وأصبح الأمر أكبر من متابعة ورقابة من الآباء والذين يعانون من مشكلة الأمية الإلكترونية وخبراتهم التكنولوجية ضعيفة بالإضافة إلى عدم إدراكهم بمدى خطورة هذا العالم على أبنائهم.
وأكدت أن مراقبة الآباء للأبناء ليست هى الحل بل إننا أصبحنا فى أمس الحاجة إلى توعية تكنولوجية من نوع جديد تبدأ من المدرسة والعمل والجامعة، مطالبة بفرض حماية على المستوى القومى والوطنى وتوعية الآباء قبل الأبناء وتقنين استخدام مواقع التواصل وخاصة منصات الجريمة الدموية حتى لا ينساق هؤلاء الشباب دون وعى ونجد جرائم بشعة لم يشهدها المجتمع المصرى من قبل.
وأوضح د.فتحى قناوى أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أننا بصدد قضية خطيرة وشائكة يجب الوقوف على أسبابها بكل حزم وشفافية حتى نصل إلى العلاج الآمن والفعال والمتكامل فقد أكدت العديد من الدراسات أن البداية كانت من سوء اختيار شريك الحياة لتنتشر حالات الطلاق وتقضى الخلافات الأسرية على البنيان الأول للأسرة لنجد فى النهاية أبناء حائرون وسط أسر مفككة تبحث فقط عن المال والربح السريع منساقين وراء فوضى الإنترنت وسرطان السوشيال ميديا والإغراءات المتلاحقة المطالبة بزيادة أعداد المشاهدات مهما كانت التنازلات الأخلاقية لتتحول منازل هؤلاء البلوجرز وأمثالهم إلى كتاب مفتوح أمام العالم يقدمون من خلال هذه الشاشة ما يشاءون لينتهى بنا الحال إلى القتل والتمثيل بجثث البشر.
أحمد مصيلحى رئيس شبكة الدفاع عن أطفال مصر أكد أننا نملك من الآليات والقوانين مما يعد السلاح الأول لمواجهة أى أخطار تواجه الأسرة والطفل ففى حال التزامنا بنصوص قانون الطفل الجديد والدستور المصرى والاتفاقيات الدولية سنحقق بالتأكيد الحماية والأمان الكامل للطفل فى جميع المراحل العمرية . وأما الدكتور محمد الجندى الخبير فى تكنولوجيا المعلومات فيؤكد أن الإنترنت من الابتكارات التى غيرت شكل العالم وطريقته فى كافة المجالات حتى فى الجريمة والإرهاب خاصة أن مواقع الويب لها عواقب وآثار سلبية على حياتنا حيث تحتوى على كم هائل من المعلومات بلا خصوصية أو أمان.
ويضع الجندى روشتة للتعامل الآمن بمواقع التواصل أهمها التشفير للمعلومات الشخصية لزيادة الخصوصية والحماية كما يجب تخزين المعلومات والملفات الشخصية على جهاز الكمبيوتر والحفاظ على كلمة المرور والتحقق من وجود برامج للحماية على الجهاز، كما يجب عدم مشاركة تفاصيل الحياة الشخصية كالصور عبر الإنترنت لزيادة الخصوصية وعدم تصديق كل ما تقرؤه فى وسائل التواصل التى بها العديد من الأخبار الكاذبة ومواقع الشائعات عدم إرسال أموال لأشخاص مجهولين عبر حسابات مصرفية إلا بعد التأكد من صحة هذه الحسابات.
وأشار هيثم عبدالفتاح مدير تسويق بإحدى شركات الميديا إلى أن مواقع الإنترنت المظلم جزء من منظومة الإنترنت حيث تسمح بإصدار المواقع الإلكترونية ونشر المعلومات بدون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه وهو ما يسهل عمليات النصب واستقطاب الضحايا.