اشتباكات متقطعة فى «السويداء» رغم إعلا وقف النار وانتشار قوات الأمن
أكد الرئيس السورى أحمد الشرع أمس أن سوريا ليست مكاناً لمشروعات الانقسام والنعرات الطائفية، وأنها ستتصدى لأى محاولات لإذكاء الطائفية فى البلاد، محذراً من الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة فى صراعات دولية الذى لا يصب فى مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة.
جاءت كلمة الشرع بعد إعلان الرئاسة السورية وقفاً فورياً لإطلاق النار فى السويداء، مما ترتب عليه انتشار قوات الأمن الداخلى فى المدينة الواقعة جنوبى سوريا، بهدف تنفيذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار من خلال فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل المحافظة وقوات العشائر العربية، تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين، حسب ما جاء فى وكالة الأنباء السورية.
برغم من إعلان كل من عشائر جنوب سوريا والرئاسة الروحية للدروز التزامها بوقف إطلاق النار الذى أعلنته الرئاسة السورية، إلا أن المرصد السورى لحقوق الإنسان أكد تجدد الاشتباكات المسلحة فى الأحياء الغربية لمدينة السويداء بين مسلحين من أبناء العشائر من جهة، ومقاتلين محليين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة أخري.
فى الوقت نفسه، نقلت مصادر إعلامية عن مصدر بقوات العشائر أن هناك انهيارا واسعا فى صفوف مقاتلى فصائل السويداء بعد انسحاب أغلب الفصائل من القتال، وأشارت المصادر إلى أن قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء.
وفى إطار جهود دعم وقف إطلاق النار، أكد كل من وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى وتوم براك المبعوث الأمريكى إلى سوريا ترحيبهما بالاتفاق، وبالتزام الحكومة السورية بمحاسبة المسئولين عن الأحداث الأخيرة فى السويداء.
كانت الرئاسة السورية قد أعلنت أمس عن وقف شاملٍ وفوريٍ لإطلاق النار، وذلك فى ظل الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد، وحرصًا على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضى السورية وسلامة شعبها، واستجابةً للمسئولية الوطنية والإنسانية.
ودعت جميع الأطراف دون استثناء الى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية، محذرة من أن أى خرق للقرار سيعدّ انتهاكا صريحا للسيادة الوطنية، وسيُواجه بما يلزم من إجراءات قانونية.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان مبعوث أمريكى أن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار، عقب أعمال عنف على مدى أيام فى المنطقة ذات الأغلبية الدرزية، بحسب ما ذكرته وكالة «رويترز».
قال المبعوث الأمريكى إلى سوريا توم براك إن سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار فى السويداء، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس السورى أحمد الشرع، بدعم من الولايات المتحدة، اتفقا على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن ودول الجوار.
وطالب المبعوث الأمريكى الدروز والبدو جنبا إلى جنب مع الأقليات الأخرى إلى إلقاء السلاح والعمل معا لبناء سوريا جديدة موحدة.
فى السياق، أعلنت عشائر الجنوب فى سوريا أمس التزامها الفورى والشامل بوقف إطلاق النار، ودعت فى بيان لإطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون أى تأخير، كخطوة أولى لبناء الثقة. وشددت على تأمين العودة الآمن لجميع النازحين إلى منازلهم وقراهم دون استثناء أو شروط.
وطالبت عشائر الجنوب بفتح قنوات للحوار والتنسيق بما يضمن عدم تكرار ما حدث، والسير نحو استقرار دائم.
فى المقابل، أوضحت الرئاسة الروحية للدروز، فى بيان، أنه بناء على المفاوضات التى جرت بشأن السويداء سيتم نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، بهدف ضبط الاشتباك ومنع تسلل أى مجموعات إلى داخل المحافظة.
أضافت أنه يمنع دخول أى جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة من وقت بدء سريان الاتفاق، وذلك لإتاحة الفرصة لانتشار القوى الأمنية، وأوضحت أن من تبقى فى الداخل من أبناء العشائر فى المحافظة، سيُسمح لهم بالخروج الآمن دون أى اعتراض أو إساءة من أى طرف.