واجهت مصر خلال العقود الماضية تحدياً كبيراً، وهو محدودية مواردها، وتفاقم الأمر بسبب النمو السكانى الهائل الذى وصل إلى ٥.٢ مليون نسمة سنوياً حتى وصل الآن إلى مليونى نسمة، وهو الأمر الذى أحدث فجوة عميقة بين موارد الدولة ومتطلبات التنمية والتقدم والحياة الكريمة للمصريين.. لكن دائماً عظمة القيادة وقدرتها على توظيف الأفكار والرؤى الخلاقة، والوصول إلى حلول من خارج الصندوق بعيداً عن النمطية والتقليدية هى من تصنع الفارق.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد عظيم واستثنائى نجح باقتدار فى حل إشكالية محدودية الموارد المصرية، ومازال يقدم الحلول والرؤى والأفكار الخلاقة، لتحقيق مزيد من الموارد للدولة المصرية، وربما تجد ذلك واضحاً وجلياً فى قراءة دفتر أحوال المشروع المصرى الوطنى للبناء والتنمية بهدف تحقيق التقدم إذا نظرنا إلى تعاظم الموارد المصرية، والناتج القومى وما هى أبرز المجالات والقطاعات التى لم تكن فيها نقطة ضوء، وتحوَّلت إلى ضوء كبير وركيزة للانطلاق نحو المستقبل، لذلك يمتلك الرئيس السيسى طموحاً وطنياً عظيماً لوضع مصر فى المكان والمكانة التى تليق بها من خلال قدرته على تشخيص الواقع، وقراءة معطياته، وأبرز نقاط القوة فيه، والاستثمار الذكى فى هذه النقاط، ثم وضع الرؤى والأفكار الخلاقة التى تستطيع أن تحدث الفارق وتجلب موارد عظيمة إضافية للدولة المصرية.
حديث الرئيس السيسى خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية.. أثار فى عقلى رؤية الرئيس فى الاستثمار الذكى والعبقرى فى موقع مصر الجغرافى الفريد، لذلك فإن هذا المركز هو نهج مستمر فى توظيف واستثمار الموقع الجغرافى الاستراتيجى لمصر، وكان لابد من الحفاظ على دور مصر كنقطة رئيسية لنقل البيانات فى العالم، من هنا أدركت الدولة أهمية هذا الأمر وأنفقت مليارات الدولارات من أجل تجهيز بنية أساسية متكاملة، والمركز هو تجهيز لمصر لكى تأخذ مكانها فى عالم يتقدم بشكل متسارع فـ ٠٩٪ من الكابلات البحرية فى العالم تمر فى مصر تحت مياه البحرين الأحمر والمتوسط، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أيضاً أن تحتفظ مصر ببياناتها ومعلوماتها فى دول أخري، لذلك هناك طموح وأهداف متعددة وكثيرة تعود على الوطن والمواطن، تنعكس على إضافة موارد جديدة للاقتصاد المصري، ومواكبة التطور العالمى الهائل، فى مجال التحول الرقمي، وإعداد وتأهيل أجيال قادرة على المنافسة فى أسواق العمل الإقليمية والعالمية، وتقديم خدمات مختلفة بأعلى جودة.
طموح الرئيس السيسى الذى يتحول إلى واقع على الأرض نراه ونلمسه ونحصد عوائده كوطن ومواطن، لم يكن قاصراً على هذا المجال فالاستثمار الذكى والعبقرى فى موقع مصر الجغرافى تراه فى مجالات كثيرة، خاصة فى إرادة ورؤية الدولة فى تمكين مصر من امتلاك بنية تحتية وأساسية عصرية فهى أساس التقدم، وربطها بالموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط وقناة السويس بالإضافة إلى شبكة الطرق والقطار السريع وهو الأمر الذى يمكن مصر من الاستحواذ على نسبة كبيرة وغير مسبوقة من التجارة العالمية واللوجستيات، لذلك فالرئيس السيسى وضع يده على نقاط القوة لدى مصر خاصة موقعها الجغرافي، ولعل الاستثمار الأعظم والمباشر المتمثل فى صفقة رأس الحكمة هو استثمار فى الموقع الجغرافي، لعل أيضاً رؤية بناء المدن الجديدة والذكية مثل العاصمة الإدارية وربطها بقناة السويس والموانئ المصرية وشبكة الطرق الحديثة، وكذلك العلمين الجديدة أيضاً فى الاستثمار فى الطاقة الجديدة والمتجددة سواء الرياح والشمس، والهيدروجين الأخضر فتلك من عوائد موقع مصر الجغرافى وما لديها من مزايا إضافية، وضع الرئيس السيسى يده عليها وفق رؤية عميقة، أيضاً ترى ذلك فى الاستثمار الأمثل لثروات مصر التعدينية مثل الرمال السوداء والكوارتز.. وتحدى محدودية الموارد فى محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف من أجل توفير المياه اللازمة لرى التوسع الزراعى الذى بلغ ٤ ملايين فدان لذلك لا أملك إلا توجيه التحية لقائد عظيم، حباه المولى عز وجل بالحكمة والرؤية والطموح والإرادة واستشراف المستقبل والقدرة على الوصول إلى الحلول لمشاكل وأزمات ظلت عقوداً متراكمة.