خلال مشاركته في فعاليات معرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية، تحدث القنصل العام الصيني بالإسكندرية، يانج يي، مطولًا عن العلاقات الصينية المصرية ومستقبلها الواعد. وقد جاء حديثه ضمن ندوة ركزت على العلاقات العربية الصينية وأهمية التعاون تحت مظلة منظمة شنغهاي للتعاون، التي وصفها بأنها مصدر إلهام لمستقبل مشترك يجمع دول العالم.
زيارات رفيعة المستوى وتعاون متعدد الأوجه
أكد القنصل يانج أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، إلى مصر مؤخرًا، شكلت دفعة قوية للعلاقات الثنائية. حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من كبار المسؤولين، وتم توقيع اتفاقيات تعاون مهمة شملت التجارة الإلكترونية، والتنمية منخفضة الكربون، والصحة، والتمويل، وغيرها.
وأشار إلى أن الصين تنظر إلى مصر كشريك استراتيجي محوري في المنطقة، خاصة في ظل اقتراب الاحتفال بالذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2026. كما أعرب عن تطلع بلاده إلى توسيع مجالات التعاون لتشمل الأمن، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والتبادل الثقافي.

منظمة شنغهاي للتعاون: منصة إقليمية وعالمية
شدد يانج على أهمية منظمة شنغهاي للتعاون كمنصة للتعاون الإقليمي المتعدد الأطراف، مبرزًا انضمام مصر إليها كشريك حوار منذ قمة سمرقند عام 2022. وهذا يمثل خطوة نحو تعزيز دور القاهرة في الأمن الإقليمي والعالمي.
وأشار إلى أن المنظمة، التي تضم 10 دول أعضاء و14 شريكًا للحوار، تمثل أحد أكبر التكتلات العالمية من حيث عدد السكان والناتج الاقتصادي، وتغطي أكثر من 65% من مساحة أوراسيا.
وفي استعراض لتجارب منظمة شنغهاي، أوضح يانج دورها في مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال تسجيلها أكثر من 8 تريليونات دولار في حجم التبادل التجاري بين أعضائها. كما نوّه بجهود المنظمة في تعزيز التقارب الثقافي والتعاون بين الشعوب.

الرئاسة الصينية للمنظمة ومبادرات مستقبلية
وعن رئاسة الصين الحالية للمنظمة لعام 2024-2025، كشف القنصل عن استعداد بلاده لتنظيم أكثر من 110 فعالية لتعزيز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء، مؤكدًا أن قمة تيانجين المقبلة نهاية أغسطس ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة.
وأعلن القنصل عن تعاون قريب بين القنصلية العامة الصينية بالإسكندرية ونقابة الصحفيين السكندرية لإطلاق مبادرة إعلامية تحت عنوان: “التطلع إلى المستقبل معًا: الإعلام السكندري يبني رواية جديدة لطريق الحرير“، تهدف إلى تعزيز التفاهم والتقارب الإعلامي بين الشعبين.


تاريخ من التعاون الثقافي وبناء المستقبل المشترك
في الجزء الثاني من كلمته، استعرض يانغ يي تاريخ التفاعل الثقافي والفكري بين مصر والصين، بدءًا من رحلات الحجاج والعلماء، مرورًا بترجمات النصوص الدينية والفلسفية، وصولًا إلى التكامل التجاري الزراعي والصناعي بين البلدين.
وأكد أن تاريخ التعاون المشترك القائم على الاحترام والتبادل المتكافئ، هو أساس صلب لبناء مستقبل مشترك يخدم التنمية والسلام في المنطقة والعالم، مضيفًا: “لقد أثبتت الحضارتان العريقتان، الصينية والمصرية، أن التواصل الحقيقي لا يحتاج إلى هيمنة، بل يزدهر في ظل الاحترام والتكامل”.
ختم القنصل كلمته بالتأكيد على استعداد الصين للعمل مع مصر يدًا بيد في إطار منظمة شنغهاي للتعاون لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافًا، وتحقيق حلم التنمية المشتركة في عالم متعدد الأقطاب.