يجرى الان محاولة الوصول الى هدنة لمدة 60 يوماً تؤدى فى النهاية الى وقف الحرب بضمانة امريكية والافراج عن الاسرى الصهاينة وجثامين من سقطوا قتلى من الجنود الاسرائليين ممن مازالوا فى ايدى حماس على ان تتخلى حماس عن حكم غزة بهدف عودة الاستقرار لهذة المنطقة بعد حرب ضروس سقط فيها حوالى 57 الف شهيد و150 الف من الجرحى الفلسطينيين وتم تدمير البنية الاساسية لغزة بنسبة 80٪ وتحويل شعب غزة الى شعب معدم من طالبى المساعدات بعد تلاشى فرص العمل والتعليم.
واقول ان الحديث عن السلام يجب ألا يكون منقوصاً مثلا تضغط اسرائيل على اقامة مدينة غزاوية تستوعب 600 الف مواطن غزاوى فى الجنوب على الحدود المصرية ظناً منها ان هذا الاجراء سوف يصنع سلاماً ولكنه فى حقيقة الأمر سوف يؤدى إلى سلام هش وكل فترة عندما تطفو من جديد غريزة القتل لدى اسرائيل تقوم باصطياد المدنيين العزل وقتلهم بالرصاص أو افتعال مشاكل مع مصر بمحاولة تهجيرهم بالقوة داخل سيناء مصرية أو تهجيرهم عبر الحدود المصرية.
واذا كان لابد من صنع سلام فى منطقة الشرق الاوسط فيجب ان يكون عادلاً واقامة دولة فلسطينية تعيش فى سلام بجوار دولة إسرائيل تضم غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية بدلا من عودة الاستيطان فى الضفة الغربية والذى يحدث الان بهدف الاستيلاء على مزيد من الاراضى.
ان السلام الذى يريده ترامب يجب ألا يكون منقوصاً لصالح طرف ضد الآخر وان محاولة طمس الهوية الفلسطينية لن ينجح لان المقاومة لا تموت فى حياة الشعوب وان اعطاء التفويض الكامل لاسرائيل فى القيام بضربات فى لبنان وسوريا والعراق واليمن وايران وفلسطين لا يصنع سلاماً حقيقياً بل سلام هش وليس سلام الشجعان.
ان سعى حكومة واشنطن لمحاولة التطبيع مع إسرائيل لدول الشرق الاوسط لن ينجح طالما ظل العدل غائباً وتوجيه المنظمات الاممية لتنفيذ ما تريده إسرائيل بصرف النظر عن الوضع الانسانى الصعب الذى يعيشه شعب فلسطين.
ان الانحياز لاسرائيل من جانب الولايات المتحدة الامريكية لا يصنع سلاماً ولا يقدم لترامب جائزة نوبل للسلام على طبق من فضة لان السلام يجب ان يكون عادلا للجميع خاصة ان شعوب العالم اصبحت تدرك من هو المعتدى الآثم بعد ان تحررت من سيطرة الاعلام اليهودى على وسائل الاعلام الغربى بما فيه الامريكى.
ونأمل ان تنتهى المفاوضات بين حماس وإسرائيل الى اقامة دولة فلسطينية يحكمها الفلسطينيون انفسهم ويتوافر لها مقومات الحياة على ارضهم والبدء فى خطة الاعمار التى اقترحتها مصر بعد ان دمرت اسرائيل جميع مقومات الحياة فى محاولة لتشتيت الشعب الفلسطينى وتهجيرهم لعدة دول.
وتذوق الشعب الاسرائيلى لاول مرة طعم الشتات من تأثير الصوارخ الايرانية التى ضربت المدن الاسرائيلية وادرك الاسرائيليون معنى الهجرة والخوف من المجهول بعد ان غادروها الى قبرص خوفاً من هدم منازلهم والتعرض للموت الذى تذوقه الشعب الفلسطينى يومياً اطفالاً ونساء لدرجة ان كثيراً من الشعب الفلسطينى أصبح اصحاب عاهات من تأثير الضربات الاسرائيلية.
نريده سلاماً عادلاً بلا تحيز لطرف على حساب الآخر نريد حكومة غير متطرفة فى إسرائيل تساهم فى صنع سلام حقيقى فى المنطقة ومحاسبة نيتناهو وحكومته المتطرفة على جرائم الحرب امام الجنائية الدولية وان يصدق الغرب فى توقيع عقوبات على إسرائيل.