بمناسبة بلطجة طفل التوكتوك الذى انتشر مؤخرا حتى تم القبض عليه من مكان إقامته الذى أعلنه بكل جرأة أثناء تعديه على صاحب السيارة.. نعيد ما ذكرناه مرارا وتكرارا تحذيرا من انتشار البلطجة بشكل غير طبيعى فى الفترة الأخيرة بسن الشباب مع انتشار المخدرات بشكل تجاوز مرحلة الخطورة بمراحل ليضعنا أمام مسئولية كبيرة تحتم علينا المواجهة بشكل حازم وجازم وعاجل وإلا فالنهاية لن تكون سعيدة ولن يفلت منها أحد فالكل سيكون تحت مقصلة البلطجة والبلطجية الجدد !!
الشاب البلطجى ليس الأول ولن يكون الأخير أو الوحيد الذى يمارس البلطجة.. ولو تجولنا فى الشارع على الأقدام أو بسيارة فسنجد العجب.. بلطجية من كل الأعمار ومن كل الطبقات حتى لا يقول أحد إن الفقر هو السبب فأصبح أبناء الكبار يمارسون البلطجة بشكل أكبر وأخطر والفيديو الأخير لشاب فى سيارة وهو يهدد قائد سيارة على الطريق بالسب وأقذر الشتائم ويهدده قائلا: أنا ابن فلان… هو أكبر دليل على أن البلطجة أصبحت أسلوب حياة وليست مجرد ظاهرة غريبة عن المجتمع المصرى.. وليس سببها الفقر أو الظروف الاقتصادية فقط فهناك من يمارس البلطجة لأنه يرى أنها الوسيلة الأقرب لتحقيق الذات والسيطرة وفرض النفوذ على الآخرين ..
أما عن المخدرات فهى قرين البلطجة ولن تجد بلطجيا يمارس البلطجة إلا ومعه المخدرات بأنواعها من الآيس والحشيش إلى الهيروين.. وكلامى هذا ليس مبالغا فيه فهو الواقع الذى يجب أن نواجهه جميعا بقوة ولا نضع رءوسنا فى الرمال.. فمصر بلد الأمن والأمان نعم ولكنها الآن تواجه خطرا داخليا أشد وأخطر من كل الأخطار التى واجهناها ونواجهها.. فانتشار البلطجة والمخدرات هما فى الحقيقة تغيير يتم فى الشخصية المصرية.. هذا التغيير بدأ منذ سنوات ولم يلتفت إليه أحد حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
يبقى أن نقول إن انتشار التوكتوك فى جميع أنحاء مصر هو ظاهرة غير مقبولة وتحتاج إلى إعادة النظر بدءا من عدم وجود تراخيص للمركبة أوللسائق الذى لا يوجد له أى بيانات لدى أى جهة اللهم إلا بعض المناطق التى تقوم المباحث فيها بحصر للمركبات ومنحها أرقام فردية تحسبا لوقوع أى جريمة.. ولكن الأمر أكبر من ذلك فأصبح التوكتوك هو أكبر تحدى ولو كان هناك قلة محترمة إلا أن غالبية كبيرة منهم هى فى الحقيقة مصدر خطر كبير سواء بالبلطجة أو بالمخدرات أو بالوضع غير القانونى الذى يفرض نفسه على الدولة وعلى المواطنين.. وأكبر دليل هو السائق الذى تم القبض عليه مؤخرا بتهمة البلطجة وهو مجرد نموذج لحالة عامة وليست حالة فردية.. حالة تستدعى تحركا عاجلا أمنيا واجتماعيا حتى لا يأتى الوقت الذى نندم فيه حيث لاينفع الندم ..
الحادث الأخير تم تصويره ونشره لبلطجى صغير يعتدى ويسب ويصدر أصواتا لمواطن كل ذنبه أن السائق صدم سيارته فكان جزاؤه السب والتهديد وتكسير سيارته ولولا تصوير ماحدث ونشره لمرت الواقعة كغيرها دون أن يشعر بها أحد.