لم يتمالك الراحل عصام بهيج نجم مصر والزمالك نفسه، وانهمرت منه الدموع بعد أن استوقفه أحد أفراد الأمن على بوابات القلعة البيضاء، مطالبا إياه بإشهار بطاقة العضوية أولا حتى يتم السماح له بالدخول، وتمادى فرد الأمن فى حديثه بشكل زاد من صعوبة الموقف وتأثيره السلبى على أحد نجوم ميت عقبة، وبعد تدخل الكثيرين من الأعضاء والنجوم القدامي، دخل بهيج إلى حديقة النادى القديمة، وظهرت عليه علامات التأثر وهو ينظر إلى جنبات النادى الذى مثله ودافع عن اسمه وكيانه على مدار سنوات طويلة، وكأنه يسأل نفسه، كيف يلقى هذه المعاملة وهو داخل بيته..؟
حرصت على سرد الموقف بتفاصيله لأننى كنت شاهدا عليه من البداية للنهاية، كنتيجة لما نسمعه ونشاهده فى الوقت الحالى من مواقف ومشاهد، يواجه فيها أبناء الأندية صنوفا من الهجوم والتقطيع من جانب أنديتهم ومنصاتها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعى التابعة لها، لمجرد أنهم ليسوا من مؤيدى المجالس الحاكمة فى هذه الهيئات بأى شكل من الأشكال.
تارة تجد أسماء بارزة فى الأهلى والزمالك وحتى فى الأندية الجماهيرية بالأقاليم والمحافظات وقد اعتصرهم الحزن حيال ناديهم وما انتهى إليه الحال داخله، فيخرج أى منهم بتصريحات وتعليقات غاضبة يتعجب فيها، ويصدر مجموعة من التساؤلات حول المتسبب فى هذا الوضع، ويواجه القائمين عليه بحقائق وأسئلة أخري، ولا يجد أى مجلس من هذه المجالس سوى توجيه قناته ومريديه وكل من يحتمى بشعار النادى ورمزه ورايته، لمهاجمة النجم وتعريته وتوجيه الشتائم والعبارات القاسية إليه صباحا ومساء.. ويتناسى هؤلاء ما قدمه النجم من جهد وتعب فى سبيل بناء شعبية النادى وجماهيريته، وحتى يلقى هؤلاء ما يتمتع به كبيرهم وصغيرهم الآن من مجد وصيت ومكانة اجتماعية مرموقة..
رفقا بكل نجم أو لاعب قدم كل ما لديه فى سبيل بناء الأندية الجماهيرية، ولتكن الحقيقة الثابتة لديكم والتى لا تقبل الشك أو التشكيك هى أن حبه وعشقه للكيان هو المحرك الأساسى له فى كل قول أو فعل يأتى به، وأن غيرته على المكان لم تكن لتتركه صامتا حيال ما يعانى منه ناديه، وأنه يشعر أن بيته يتعرض للسرقة وتاريخه الطويل يطمس تحت قيادة مجموعة من الهواة والمنتفعين..