يتساءل الناس.. لماذا تعقد اجتماعات مجلس الوزراء خلال هذه الفترة فى العلمين؟ ولماذا لا يتم عقد بعض تلك الاجتماعات فى مدن مصرية أخرى؟ وهل المقصود من اختيار العلمين تحديدا يعود لأسباب ترويجية للساحل الشمالى الغربى وجذبا للاستثمارات الأجنبية؟ أم ان ذلك سعيا لراحة الوزراء فى شهور الصيف الحارقة؟ امس قابلنى ثلاثة أشخاص لا يربطهم رابط، احدهم رجل سبعينى يبدو عليه علامات الثراء استوقفنى فى الســــوبر ماركت وعرفنى بنفســـه قــــائلا: «أنا أعشق تراب مصر وأدعم السيسى دون شروط فهو أيقونة مصرية نادرة، وانا مش عاوز حاجة من الحكومة ولا من حد، أنا عاوز الخير لمصر، لكن سؤال ابحث له عن اجابة» ليه اجتماعات الحكومة بتعقد فى العلمين بس؟ ليه ميعملوش اجتماع فى أسوان وآخر فى الوادى الجديد وثالث فى شمال سيناء ورابع فى الزقازيق وخامس فى المنوفية وسادس فى أسيوط وسابع فى العاشر؟
>>>
مصر مش كلها العلمين ولا العاصمة، وبالتالى الحكومة حكومة كل المصريين وليست حكومة رواد الساحل الشمالى، أرجوك يا سيد ديهى توصل رسالتى للحكومة وبلغها ان أنا فاهم المغزى الترويجى لوجودهم فى العلمين، لكن هل كل الشعب فاهم كده؟ وهل سياسيا ينفع كده؟ وعدته أن أفعل وها أنا قد فعلت، ذهبت بعدها لمقابلة صديق فى احد الكافيهات الصباحية، وسألنى عن انطباعاتى عن العلاقات المصرية- الأفريقية والفرص الاستثمارية الممكنة.
>>>
وفى نهاية الدردشة قال: «موضوع العلمين وانتقال الحكومة كلها هناك وإيقاف الطريق لمرور الوزراء أمر مضايق الناس، قلت له اى ناس تقصد، قال الناس الذاهبون إلى الساحل الشمالى يتعطلون فى الطريق نظرا للإجراءات الخاصة بمرور المسئولين! واستطرد قائلا: ان الناس العادية الذين لا يعرفون الساحل ولا يستطيعون الذهاب اليه، يشعرون ان هذه الحكومة لا تمثلهم وإنما تمثل الأغنياء فقط! وهنا امسك صاحبى يدى بقوة وقال: «فى السياسة ليس المهم فعل الصح فقط وإنما الأهم هو كيف يراه الناس العادية وكيف تستطيع تسويقه وشرحه وكيف يشعر المواطن انه محور اهتمامات الحكومة»، واستكمل صاحبى « أنا متفق معك ان الشعب المصرى دائم النقد اللاذع لحكوماته على مر التاريخ، لكن هذه الحكومة هى الأكثر تعرضا للنقد، ربما- يستكمل محدثي- لأنها تعمل كثيرا وتقتحم مناطق شائكة وربما لأنها ليس لديها مايسترو سياسى يستطيع قراءة نبض الشارع وخلق مساحات واسعة من الرضا من خلال حسن إدارة التسويق السياسى المتواضع.
>>>
استمعت له دون مقاطعة، وفى الطريق لعملى فى المساء تلقيت مكالمة تليفونية من أحد الأصدقاء القدامى المؤيدين للدولة اتساقا مع مبادئه وثوابته، بعد السلام والتحيات قال صديقى «يا عمنا موضوع سنترال رمسيس بيحصل فى أى مكان، لكن أنتم مش عارفين تديروا الأزمة على الصعيد الإعلامى، متزعلش منى يا عم نشأت الحكومة بدت متعالية متكبرة لا تقبل بالنقد ولا تستمع لنصائح المحبين».
>>>
أنا متأكد أنك عارف انى بحب البلد ولا يمكن المزايدة عليَّ، لكن ربما تكون مخطئا فأرجو أن تصحح لى بهدوء ودون تخوين «قلت له هذه آراء مهم الاستماع اليها يا عزيزى، وها أنا أنقلها للحكومة وأتمنى أن نجد صدى على أساس أنها مخلصة ومجردة ومن محبين لديهم الوعى الكامل والفهم الحقيقى».