قال د.أحمد السبكى رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحى الشامل ومشروع حياة كريمة فى وزارة الصحة والسكان ان التوجيهات الرئاسية تؤكد على ان تكون المراحل القادمة هى المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية.
وأضاف فى حوار مع «الجمهورية» ان المرحلة الثانية سوف تشمل 5 محافظات ثم باقى المحافظات تباعا على أن تكتمل المنظومة خلال 6 سنوات.
>> بداية.. نريد التعرف على خطوات وتفاصيل المحافظات التى ستكون فى «المرحلة الثانية» فى مشروع التأمين الصحى الشامل؟
>>>> توجيهات القيادة السياسية بأن تكون محافظات المرحلة الثانية بإقليمى الدلتا والصعيد وتكون محافظات عالية الكثافة السكانية.. ولهذا تضم المرحلة الثانية محافظتين مليونيتين وتشمل المرحلة الثانية 5 محافظات كاملة وهم: «دمياط، مطروح، كفر الشيخ، المنيا، شمال سيناء».
هدفنا: تحسين جودة حياة المواطن
7 مليارات جنيه تكلفة التجهيزات الطبية .. و221 منشأة «معتمدة»
دمياط وكفر الشيخ والمنيا ومطروح وشمال سيناء.. فى المرحلة الثانية
> ما هى الفترة الزمنية التى تستغرقها المنظومة للتشغيل الفعلي؟
>> رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بضغط الجدول الزمنى لتطبيق نظام التغطية الصحية الشاملة لتشمل كافة محافظات الجمهورية ويتمتع بها كافة المواطنين المصريين بحلول 2030، ونعمل على قدم وساق لتحقيق ذلك، وعليه قمنا بتسريع وتيرة العمل لتشمل المنظومة كافة المحافظات خلال الـ6سنوات المقبلة.
>> ما هى أصعب المشكلات التى واجهتكم وفى أى محافظة؟
>> من أكبر التحديات التى واجهتنا فى بداية تطبيق المنظومة كانت طريقة تقديم الخدمة الصحية طبقاً لنظام التأمين الصحى الشامل الجديد، ففكرة منشآت طب الأسرة من وحدات ومراكز طب الأسرة تعد نواة منظومة التأمين الصحى الشامل، فطبيب الأسرة يقدم 80٪ من الخدمة الصحية التى يحتاجها المواطن، فكان على عاتقنا تغيير فكر المواطن بأهمية طب الأسرة ودوره وعدم التوجه مباشرة إلى المستشفى إلا فى الحالات الطارئة فقط، أو طبقاً لمنظومة الإحالة وفقاً للرأى الطبى لطبيب الأسرة باحتياج المنتفع إلى مستوى أعلى من الخدمة الطبية، هذا الفكر الذى اسهم فى تقليل الضغط على المستشفيات وكان لدينا تحدى كبير فى تغيير ثقافة المواطن، أيضاً الطبيعة الجغرافية والخصائص الديموجرافية لسكان لبعض المحافظات كما فى جنوب سيناء وأسوان كان لهم طبيعة خاصة فى التخطيط الصحى السليم، وإعادة التخطيط الصحى نفسه يختلف من محافظة إلى أخري، إلا أنه بتطبيق المنظومة فى مرحلتها الأولى وإعادة تخطيط القطاع الصحى على أساس علمى سليم شعر المواطن بالفارق.
> أين محافظات الصعيد من منظومة التأمين الصحى الشامل؟
>> طبقنا فى محافظتين بالفعل فى المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحى الشامل، وهما الأقصر وأسوان وتعداد سكانهم يتخطى 3 ملايين مواطن ونجحنا بالفعل فى تقديم حوالى 15 مليون خدمة طبية وعلاجية من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية لقاطنى إقليم جنوب الصعيد بتلك المحافظات وفق أعلى مستويات الجودة العالمية، وفى المرحلة الثانية أيضاً من المقرر إطلاق المنظومة فى محافظة المنيا وهى محافظة مليونية وعالية الكثافة السكانية يصل عدد سكانها لـ6 ملايين مواطن.
> هل لديكم خطة لوصول تفاصيل هذا المشروع القومى للمواطن وتسهيل الاجراءات اثناء التطبيق؟
>> منظومة التأمين الصحى الشامل نظام جديد وبكر، وتم تطبيقه فى 6محافظات فقط حتى الآن، وقد شعر المواطن بتلك المحافظات بالفارق الكبير بشكل ومضمون الخدمة الطبية وهو ما توضحه مؤشرات رضاء المنتفعين بتلك المحافظات حيث تخطت نسبة رضاء المنتفعين 90٪، ولكى يستوعب المواطنون نظام التأمين الصحى الشامل الجديد وأنه قائم على فصل تقديم عن تمويل الخدمة عن الرقابة وذلك من خلال 3 هيئات تشمل هيئة الرعاية الصحية وهى مقدم الخدمة وذراع الدولة فى ضبط وتنظيم تقديم خدمات التأمين الصحى الشامل، والهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل وهى ممول الخدمة، والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وهى الهيئة المنوطة بالرقابة على معايير الجودة بالمنشآت وتمنح اعتماد الجودة، لدينا محور كامل للتوعية بمنظومة التأمين الصحى الشامل من خلال الحملات التوعوية المكثفة التى تجوب الشوارع وكذلك حملات طرق الأبواب للتوعية بطريقة تقديم الخدمة الطبية بشكل أسهل وأسرع يتم تفعيله فى المحافظات التى من المقرر دخول منظومة التأمين الصحى الشامل بها.
> هناك شائعات مغرضة تتحدث عن تعثر المنظومة وصعوبة تنفيذها.. كيف تتعاملون مع هذه الشائعات؟
>> مؤشرات رضاء المنتفعين ونجاح تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل فى المرحلة الأولى على أرض الواقع هو أصدق دليل على نجاح المنظومة الجديدة، نجحنا من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية بالمحافظات الست للمرحلة الأولى لتطبيق التأمين الصحى الشامل فى تقديم أكثر من 40 مليون خدمة طبية وعلاجية وفق أعلى معايير الجودة العالمية منهم أكثر 21 مليون خدمة طب أسرة، بل أصبح لدينا 221 منشأة طبية معتمدة كلياً ومبدئيا حتى الآن بتلك المحافظات من إجمالى 309 منشآت تمتلكها الهيئة فى هذه المحافظات حتى الآن.
> هل لديكم تقييم عن رضاء المواطن عن الأداء الخدمة المقدمة وهل هناك شفافية فى حل الأزمات ومواجهتها؟
>> رضاء المنتفعين هو الهدف الأسمى للمنظومة ومتوسط رضاء المنتفعين عن مستوى الخدمة الصحية بمنشآت هيئة الرعاية الصحية تحت مظلة التأمين الصحى الشامل تخطى 91٪، كما تخطت نسبة الاستجابة الفورية لحل أى شكاوى واردة عبر قنوات التواصل مع المنتفعين 98٪، وتتمثل قنوات التواصل فى ماكينات استطلاع آراء المواطنين بالمنشآت الصحية، مكاتب رضاء المنتفعين، الكول سنتر، صفحات التواصل الاجتماعي، البوابة الالكترونية للشكاوى الموحدة لمجلس الوزراء.
هذا إلى جانب الجولات والزيارات الميدانية المستمرة لكافة المنشآت التابعة للهيئة بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل لاستقصاء آراء المواطنين على أرض الواقع للوقوف على أى تحديات والعمل على تخطيها وإزالة كافة المعوقات وتحسين مؤشرات الأداء بما يضمن المردود الإيجابى من قبل المواطن.
> ما هى اصعب العمليات التى قام بها التأمين الصحى حتى الآن وكم عددها؟
>> 520 ألف تدخل جراحى تم تقديمها من خلال مستشفيات الهيئة بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، وذلك وفق أحدث التقنيات الطبية العالمية وبنسب نجاح عالمية حيث تم استحداث العديد من الخدمات الطبية والعلاجية والتى تجرى لأول مرة تحت مظلة التأمين الصحى الشامل ولا يتحمل المواطن فيها أى مبالغ أكثر من 400 جنيه فقط كنسبة مساهمة مهما تخطت تكلفة بعض العمليات خارج التغطية الصحية الشاملة أكثر من مليون جنيه والمواطن يدفع 400 جنيه فقط.
> وماذا عن أبرز الخدمات الصحية المقدمة فى الفترة الأخيرة؟
>> أبرز الخدمات الطبية المستحدثة، عمليات زراعات الكُلي، وعمليات القساطر لعلاج أمراض القلب دون جراحة بتقنيات الـTAVI وCTO، وعمليات علاج أمراض الشريان الأورطى البطنى والأوعية الدموية بتقنيات CERAB وEVAR، إضافة إلى جراحات الوجه والفكين، والجراحات الميكروسكوبية، عيادات علاج الألم، الأشعة التداخلية، القسطرة المخية وإذابة الجلطات الطارئة.
> ماهى أبرز التجهيزات التى تم دعم المنظومة بها؟
>> استحدثنا العديد من التقنيات العلاجية التى يتم تطبيقها لأول مرة تحت مظلة التأمين الصحى الشامل ونعمل بمنشآت هيئة الرعاية الصحية وفق أحدث البروتوكولات العلاجية المتطورة ، وادخلنا العديد من الاجهزة الطبية المتطورة فعلى سبيل المثال لا الحصر جهاز الـpet ct لأول مرة يتم اضافته بإقليم القناة وقد تم الدفع به بمستشفى النصر التخصصى ببورسعيد وغيرها من الأجهزة الطبية المتميزة لخدمة المتعاملين بمنظومة التأمين الصحى الشامل، وهنا أشير إلى أن تكلفة التجهيزات الطبية وغير الطبية بمحافظات تطبيق المرحلة الأولى للتأمين الصحى الشامل والتى شملت محافظات «بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء والسويس وأسوان» بلغت 7.410 مليار جنيه.
>> كم عدد المستشفيات التى تعمل تحت مظلة التأمين فعلياً وأيضاً القوى العاملة فى المنظومة؟
>> 309 منشآت طبية تابعة لهيئة الرعاية الصحية بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل وتقدم الخدمة المتميزة للمنتفعين بالمنظومة وحتى الآن لدينا أكثر من 31.000 من العاملين بالهيئة، وسنكون أكبر كيان حكومى يمتلك القوى البشرية بأكثر من مليون منتسب لهيئة الرعاية الصحية خلال الـ7 سنوات المقبلة لأن المورد البشرى هم الثروة الحقيقية والمحرك الأساسى لعملية الإصلاح الصحى الشامل.
> هل هناك إقبال من الأطباء للعمل داخل المنظومة؟
>> هيئة الرعاية الصحية أصبحت هيئة جاذبة للاطباء لجداول الأجور التى تقوم الهيئة باستحداثها وتطويرها بشكل مستمر ولسعيها المستمر لتوفير الحافز المادى المناسب للأطباء، وهذا ما حدث فى المحافظات التى عمل بها التأمين الصحى الشامل برفع أجور الأطقم الطبية بشكلٍ كبيرٍ بما يتناسب مع عملهم.
وأؤكد أن التقدير المعنوى أصبح موجوداً فى مصر الآن لكل الأطقم الطبية، خاصة بعد جائحة «كورونا» التى أكّدت دورهم الإنسانى الكبير، وهذا ما لمسناه مِن التقدير الكبير الذى يكنّه الرئيس السيسى للأطباء.
وبشأن التطوير الطبى المستمر، قال «السبكي»: إن هيئة الرعاية الصحية تنسق باستمرارٍ مع الزمالة المصرية والجامعات فى مصر لاستمرار التعليم الطبى للأطباء، كما وضعت الهيئة شروطاً لتعيين رؤساء الأقسام بمستشفيات الهيئة هى أن يكون حاصلاً على درجة الدكتوراه أو الزمالة المصرية لكى نضمن أن يكون هناك تدريب داخل المنشأة الصحية، مشيراً إلى إجراء 25 ألف برنامج تدريبى للعاملين بالهيئة حرصاً على التدريب والتطوير المستمر والارتقاء بالعنصر البشرى كون العنصر البشرى أثمن مورد لدى الهيئة.
> هل لديكم خطة من أجل الارتقاء بالتمريض خاصة وأن نجاح المنظومة هم من الأكيد شركاء أساسيون فيه؟
>> ترتكز استراتيجية الهيئة على عدة محاور للارتقاء بالخدمات التمريضية وضمان توفير الرعاية الصحية لمنتفعى التأمين الصحى الشامل وكافة المتعاملين بجودة عالمية، وذلك سواء على المستوى التعليمى أو المهني، ومنها دراسة أحدث المناهج التعليمية بمعاهد (رعاية) الفنية للتمريض، والبالغ عددها حتى الآن 8 مدارس ومعاهد بمحافظات وهم «بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية»، ومن المقرر أن يتزايد أعداد المعاهد مع الامتداد المرحلى لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل ليشمل كافة محافظات الجمهورية بحلول 2030.
> حدثنا عن الملف الصحى ضمن مشروع «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري؟
>> للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» مردود إيجابى وأثر ملموس فى منظومة التأمين الصحى الشامل، فالمبادرة تستهدف تحسين جودة حياة للمواطن المصري، وقد حدثت نقلة نوعية شكلا ومضمونا فى المنظومة الصحية عبر رفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء والنهوض بمستوى الخدمات الطبية فى جميع المنشآت التى شملتها المبادرة، جهود المبادرة تتسق مع الجهود المبذولة فى مشروع التأمين الصحى الشامل، فمبادرة «حياة كريمة» تساعد بشكل كبير فى تأهيل المنشآت الصحية فى المحافظات طبقا لنموذج التأمين الصحى الشامل، لدخول منظومة التأمين الصحى الشامل، كل المنشآت الصحية فى مبادرة «حياة كريمة» يتم تأهيل البنية التحتية لها وفقا لنموذج التأمين الصحى الشامل المحدد للمنشآت الصحية، وذلك يساعد ويؤهل ويمهد لدخول المنظومة فى باقى محافظات جمهورية مصر العربية.
> نريد ان نعرف ما يتحمله التأمين الصحى الشامل للعلاج البيولوجى والكيماوي؟
>> علاج مرضى الأورام يكون بالمجان تحت مظلة التأمين الصحى الشامل.
> الصيدلة الإكلينيكية كيف تطبق الهيئة هذا النوع من الصيدلة؟ وما هى مميزاتها؟
>> والصيدلى الإكلينيكى عنصر أساسى عند اتخاذ القرار الصحى حيث تبدأ رحلة الدواء قبل أن يبدأ الطبيب وصف العلاج ويعد الصيدلى المسئول عن اختيار الدواء الصحيح ووضعه فى دستور الأدوية بالتعاون مع الأطباء الأخصائيين لعمل أدلة علمية تكون مرجعاً لتقييم وصفات الأدوية وفعاليتها فى المستشفيات.
بينما يرتكز الاستخدام الأمثل للدواء على أربعة ركائز مهمة هي: الفعالية العلاجية العالية وقلة الأعراض الجانبية والسعر المناسب والمحافظة على جودة حياة المريض عبر وصف الدواء المناسب وجرعته والأسلوب الصحيح لتناول تلك الجرعات.