الحج والزيارة للأماكن المباركة.. التى حددتها الأديان السماوية.. وطالبت بالقدوم إليها من كل فج عميق.. والحج الذى اعتمده الإسلام ضمن أركانه لمن استطاع إليه سبيلاً.. يعد الأساس الوطيد لسياحة روحانية ممتدة على مدى العقود والأجيال.. ثم تنوعت حديثاً وتطورت ملامحها وامكانياتها.. فى صورة نشاط مستمر.. برامج ووفود قصدت بقاعاً وأماكن ذات تاريخ فى أنحاء العالم القديم.. يتصدرها فى مصر أم الحضارة.. الوادى المقدس فى سيناء.. بالقلب موقع التجلى الأعظم فى مدينة سانت كاترين.. حيث مجمع الأديان الثلاثة.
وهناك أيضاً مسار العائلة المقدسة عبر أرض النيل التى بدأت الدولة فى تجديد معالمه ونقاط الاستراحة والأديرة والذكريات التى تشهد بما حدث فى هذه الأيام العظيمة.. وامتدت العناية والرعاية الى مزارات أهل بيت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذين قدموا إلى مصر.. وعاشوا بين أهلها.. وماتوا على أرضها وسط الحفاوة والترحيب.. الذى مازال ممتداً حتى الآن.. فى زيارات لا تنقطع لمساجدهم.. لقراءة الفاتحة والتبرك بمكاناتهم.. زوار ومحبون قادمون من كل مكان.
ومع الانطلاقة الحضارية الكبرى للجمهورية الجديدة بسواعد المصريين متكاملة قوية تغطى كل المجالات.. حظى ملف السياحة الدينية أو الروحية.. باهتمام كبير من المسئولين تحت مظلة التنمية المستدامة وإعادة تأهيل واستثمار المواقع الفريدة.. سواء بتوجيه الاهتمام والعناية اللائقة بمكانها المؤثرة إيجابياً على مجال السياحة الدينية لينضم إلى قطاع السياحة والآثار العريق.
وعلى سبيل المثال نشير إلى العمل الجاد للدولة.. حول مشروع تطوير موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام بسانت كاترين.. الأنشطة المضافة المتناسقة مع البيئة المحيطة والتى تحقق الاستثمار الأمثل لهذا الكنز الديني.. سياحياً واقتصادياً بما يساهم فى نهضة البلاد.
بدأت بالفعل ثمار التطوير فى الظهور.. ومعها الحديث عن أسس الادارة والتشغيل التى تعيد المكان الفريد إلى منظومة المقاصد المرغوبة عالمياً.. والتى يتشوق لزيارتها الملايين.. ويقوم الجهاز المركزى للتعمير بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية بتمويل التطوير الذى يحافظ على المقومات الأساسية التى عرفت بها المدينة والمنطقة بانشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس.. مقصداً للسياحة الرومانية وتنمية المدينة ومحيطها مع الحفاظ على الطابع البيئى والعصرى للطبيعة البكر.. وتأهيلها سياحياً على أعلى مستوي.. لجذب الزوار وانشاء المشروعات السياحية التى توفت فرص العمل للشباب.. وتضيف إلى الدولة المزيد من الموارد والعملات الصعبة المطلوبة لدفع الاقتصاد الواعد إلى الأمام وهكذا يتدفق نهر جديد من الخير.. يفيض بالالهام الروحى ويدعم الإعمار.