تقدم جمعية الهلال الأحمر المصرية ملحمة وطنية لدعم الشعب الفلسطينى بداية من إدارتها لمركز العمليات اللوجيستية بالعريش والمخصص لإرسال المساعدات لقطاع غزة وباقى الاراضى الفلسطينية المحتلة، الذى يضم مخازن متعددة على نحو 10 آلاف متر مربع، ويحوطها المئات من الشاحنات المحملة بالمساعدات، ..ويجرى تجهيز 7 آلاف متر مربع أخرى فى فضاء قريب لاستيعاب المساعدات وتعزيز قدرة الطواقم والتخزين.
الملحمة فى رفح يسبقها أعمال كبيرة داخل النقطة المركزية فى القاهرة من خلال مركز إدارة العمليات والمسئول عن إدارة المهمة، يشارك فيها مئات المصريين بجهد واضح.. الملحمة الوطنية التى بدأت على يد السواعد المصرية منذ تجهيز المركز اللوجيستى بالعريش بعد 48 ساعة من انطلاق الأزمة، وحتى اليوم.. وكانت أول المساعدات مصرية تحركت يوم 8 أكتوبر 2023 من الإسماعيلية إلى العريش، وتم إدخال ثلاث شاحنات إلى غزة «تلاها القصف الإسرائيلى لمعبر رفح الفلسطينى» لمنع تدفق المساعدات، الذى تم استئنافه بشكل محدود للغاية فى 21 أكتوبر 2023، ثم بدأت عملية إدخال المساعدات بمعدل 20 شاحنة ثم إلى معدل 100 شاحنة، وصولاً إلى 180 شاحنة.
المركز اللوجيستى الذى يقوده أبناء مصر المخلصين، النقطة المسئولة عن استقبال المساعدات من المسارات الثلاثة «بري، جوي، بحري»، حيث يقوم المركز اللوجيستى بالتصنيف والإعداد وتحديد صلاحية المساعدات وتجهيز المعونات وفق الشروط الموجود، تحميل السيارات وتجهيز القوائم التى يتم إرسالها إلى الجانب الآخر للموافقة عليه.
يستقبل المركز الذى تحول إلى خلية نحل، كل الشاحنات الموجودة عن نقاط التجمع المختلفة من القاهرة إلى العريش وحتى المعبر، للكشف عليها وإعدادها وتجهيزها.
ثم كانت ملحمة أخرى للسائقين المصريين وإصرارهم على مواصلة دورهم رغم المخاطر، فى الوقت الذى تتكفل فيه جمعية الهلال الأحمر بنفقات الإعاشة للطعام والشراب بخلاف النفقات غير المرئية وغير المدعومة التى تتحملها، مثل نفقات إعاشة الطواقم والعاملين المتنوعين، من وجبات يومية، وسداد نفقات مبيت الشاحنات المنتظرة للفحص داخل معبر «بتسانا».
جمعية الهلال الأحمر المصرى تتحمل ايضا تكاليف تغطية وتغليف وإعداد المساعدات بالشكل المطلوب الذى يتوافق مع متطلبات وشروط الجانب الآخر، التى تتغير باستمرار وفق هوى الطرف الآخر.
الامر لم يتوقف عند هذا الحد.. بل وصل رغم المخاطر إلى إعلان فريق الجمعية الذى يضم جيشاً من العاملين أنه جاهز لتنفيذ خطة شاملة لدعم وتقديم المساعدات لكل السكان فى القطاع، رغم غياب الأمن للعمل الإغاثى وتقويض الحماية لمقدمى الخدمة الإنسانية، فى ظل استهداف طواقم الإسعاف والمستشفيات واستهداف المخازن الاستراتيجية واستهداف أماكن العمل، وهو ما يحتاج لمساندة داعمة من المجتمع الدولي.
تحية للرجال.. لأبناء مصر المخلصين، الذين ينامون ساعات قليلة ويعملون فى ظروف خطرة، للقيام بواجباتهم الوطنية وإيصال المساعدات إلى الأشقاء.