بعد مرور سبعة أشهر من الدمار الشامل الذى تقوم به القوات الإسرائيلية الغاشمة بزعامة رئيس وزرائها المتعجرف »نتنياهو« الذى فعل الأفاعيل ضد شعب غزة الأعزل من قتل ودمار فى ظل غياب الضمير الإنسانى وفى المقدمة الحكومة الأمريكية وما حولها بحجة أمن إسرائيل وبمساعدة بعض الدول الأوروبية.
فجأة حدث ما لم يكن فى الحسبان وهو يقظة شعوب العالم وخاصة الوقفات الاحتجاجية التى اجتاحت الحرم الجامعى وخاصة جامعات أمريكا مثل لوس أنجلوس مروراً بأوستن وشيكاغو وأتلانتا وتتسع الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين فى جامعة كولومبيا حيث هتف الطلاب ولأول مرة داخل الحرم الجامعى ـ عاشت غزة حرة ـ وتسقط إسرائيل ـ الأمر الذى أصاب الحكومة الأمريكية واللوبى الصهيونى داخل الكونجرس يصدمه هذه الهتافات صداع مؤلم.
هتافات الطلاب داخل الحرم الجامعى الأمريكى جعلت بعض أعضاء الكونجرس يتهمون حماس بدعم الحركة الطلابية داخل الحرم الجامعى فى جامعات أمريكا ويتهمون الطلاب بمعاداتهم للسامية ـ بل طالبوا بدخول الأمن إلى الحرم لقمع حركات الطلاب والقبض عليهم وهدم خيامهم بالمخالفة للدستور الأمريكى الذى يمنع دخول الأمن الحرم الجامعى.. أين حقوق الإنسان الذى صدعتم به العالم شرقاً وغرباً.. هذه حقيقة أم سبوبة.
من أمريكا إلى أوروبا اشتعلت المظاهرات داخل الحرم الجامعى ومنها جامعة »سيانس بو« بالعاصمة الفرنسية باريس، ثم إلى استراليا وبريطانيا حتى أن المظاهرات الطلابية باتت حديث الجامعات الأوروبية والآسيوية.
إذا كانت ضمائر الحكام فى أمريكا والغرب غائبة فإن ضمائر الشعوب ستظل بارزة وحية تتألم لأرواح النساء والأطفال والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة.. إن الضمائر لا تموت ولكنها تستيقظ عندما تشاهد على الشاشات كل لحظة من قتل ودمار للبيوت وحرق للمزارع والمتاجر والمصانع.
لأول مرة هتافات ضد الحكومة الأمريكية على تقديم الدعم الأمريكى المادى والعسكرى والوقوف ضد القرارات الدولية التى تدين إسرائيل فى أروقة الأمم المتحدة والتى تستخدمها فى القتل والهدم مما أزعج قادة أمريكا وخاصة من يدعمون القرار ويدفعون بالأموال لمساعدة إسرائيل من أجل القضاء على الشعب الفلسطينى وتهجير سكان غزة.
تحية لضمير الشعوب الحية حول العالم التى تريد العدل وحق الحياة للشعوب يا حكام العالم افيقوا..