جاءت فضيحة عدم تأهل منتخب مصر لكرة الصالات لكأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه كاشفة للأزمة التى تعيشها الكرة المصرية منذ سنوات ففشل منتخب كرة الصالات فى التأهل ليس مجرد كبوة، بل هو دليل على الفشل الذى يلاحق اتحاد كرة القدم، الذى ضرب عرض الحائط بكل قواعد إدارة كرة القدم، ورفع شعار «المجاملات قبل الكفاءات» فاستبعد كل عناصر النجاح التى صنعت تاريخ كرة الصالات على مدار سنوات طويلة، وجاء بالأهل والعشيرة.
فى محاولة للقفز على فضيحة منتخب كرة الصالات قال اتحاد الكرة إنه سيفتح تحقيقاً حول تلك الكارثة وهو ما أشارت إليه «الجمهورية» قبل أيام، وماذا سيفعل التحقيق فى اتحاد ضائع افتقد أبسط قواعد الإدارة الرياضية.
فشل منتخبنا فى التأهل لكأس العالم بعد خسارته أمام نظيره الليبى بضربات الترجيح 3/1 فى المباراة التى جمعت بينهما لتحديد المركزين الثالث والرابع ببطولة أمم أفريقيا المقامة بالمغرب.
الكارثة الأكبر أن منتخبنا الوطنى سبق وأن تغلب على منتخب ليبيا فى الجولة الأولى لدور المجموعات برباعية نظيفة لينقلب الحال فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وتفوز ليبيا بالمباراة وتتأهل مباشرة إلى كأس العالم.. وعاد منتخبنا من بطولة أفريقيا خالى الوفاض.
منذ 28 عاماً من انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة الصالات يعتبر منتخبنا صاحب الرقم القياسى بالحصول على البطولة 3 مرات، اخرها كان قبل 20 عاماً، لكنه لم يغب عن نهائيات كأس العالم، حيث شاركت مصر 7 مرات فى كأس العالم بداية من عام 1996، وأفضل نتيجة فى كأس العالم هى المركز الخامس عام 2000.
لاشك أن تلك الفضيحة تدفعنا لسؤال يحتاج لإجابة…. من المسئول عن تلك الكارثة؟!
نجم منتخب كرة الصالات فى عصره الذهبي، تامر إسماعيل يرى أن الاخفاق كان متوقعاً لأن اتحاد الكرة لا يهتم باللعبة ويتخذها «سبوبة» لأشخاص بعينها وأنه يتحمل مسئولية الخروج غير المشرف لنا لعدم وجود التطور والإمكانيات العالية التى يحتاجها الفريق.
أضاف تامر أن سبب ما وصل إليه منتخبنا للصالات خلال فترة الـ 13 سنة السابقة هو الإبقاء على جهاز فنى طوال هذه الفترة ليتم إقالته بالكامل دون حصد أية بطولات أفريقية أو عربية بعدما كنا أول أفريقيا 3 مرات وأول العرب وصعدنا إلى كأس العالم 3 دورات متتالية.. ولا أحمل الجهاز الفنى الحالى ولا اللاعبين مسئولية الإخفاق والهزيمة التى تلقاها المنتخب.
يضيف إن كرة الصالات شهدت عصرها الذهبى أثناء فترات تولى الراحل سمير زاهر والدهشورى حرب رئاسة اتحاد الكرة.. حتى قام أحمد مجاهد بوضع لائحة وقواعد للعبة وبعد فترة انهارت كرة الصالات وفقدت جمهورها وبطولاتها.
محمود عبدالحكيم يؤكد أن المنتخب الوطنى يمتلك لاعبين أكفاء وعلى أعلى مستوى وينقصهم مديراً فنياً أجنبياً ليشهد الفريق التطور والفنيات الحديثة التى تشهدها اللعبة فى دول العالم.
أضاف عبدالحكيم أن كرة الصالات لن تشهد تتطوراً إلا إذا قرر اتحاد الكرة إشراك اندية كبيرة مثل الأهلى والزمالك ضمن الدورى لاكتساب الخبرة والمهارات من لاعبى القطبين.
وأخيراً حمل عبدالحكيم اتحاد الكرة المسئولية الكاملة وراء الإهمال الذى شهده المنتخب بداية من تعيين محمد أبوالوفا مشرفاً على كرة الصالات نظراً لقلة خبرته الفنية للإشراف على الفريق.. وكان يجب على اتحاد الكرة تعيين حازم إمام أو محمد بركات للإشراف على الكرة الخماسية نظراً لتمتعهما بالخبرة الكافية والإمكانيات العالية التى يحتاجها المنتخب.
مصدر بالجهاز الفنى السابق لكرة الصالات ـ رفض ذكر اسمه ـ حمل اللجنة الثلاثية المؤقتة السابقة لاتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد، سبب الإخفاق وعدم التأهل لقيامه بإقالة الجهاز الفنى لمنتخب الصالات بقيادة هشام صالح المدير الفنى للمنتخب والمدرب العام نادر رشاد ليتم تعيين جهاد عرفة مديراً فنياً للمنتخب بدون إبداء أسباب فنية أو إدارية للإقالة.
حاولنا أكثر من مرة الاتصال بـ محمد أبوالوفا عضو مجلس اتحاد الكرة والمشرف العام على منتخب الصالات لسؤاله عن أسباب الإخفاق وعدم التأهل إلى المونديال للمرة الأولى فى تاريخ اللعبة لكنه رفض الرد.
أما المفاجأة الاخطر فهى ما كشفه المدير الفنى لاتحاد الكرة، علاء نبيل، بقوله «أنا غير مسئول لا من قريب ولا من بعيد عن كرة الصالات من الأساس بقرار اتحاد الكرة عند تعيينه فى شهر فبراير الماضي».