العديد من الدول الإفريقية نجحت فى تحقيق معدلات نمو فاقت «المعدلات العالمية»
أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه رغم كل الظروف الصعبة فقد نجحت العديد من الدول الإفريقية فى تحقيق معدلات نمو فاقت المعدلات العالمية، وقطعت شوطاً طويلا فى التعامل مع التحديات، بدءًا بتطوير النظم الصحية والتعليمية، وتوطين الصناعات الحيوية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية، وكذا إحراز تقدم فى تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى التى ألقاها باسم اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى – النيباد، والتى يترأس دورتها الجارية، وذلك خلال مشاركته، أمس، فى أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، التى تعقد بمالابو عاصمة غينيا الاستوائية.
وجه الرئيس السيسى الشكر – فى بداية كلمته – للدول أعضاء اللجنة التوجيهية على تعاونهم خلال الفترة الماضية فى توجيه أنشطة النيباد بما مكًنها من القيام بدورها باعتبارها الذراع التنموية التنفيذية للاتحاد الإفريقي، معربا عن شكره وتقديره لسكرتارية النيباد وعلى رأسها المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلى توماس، لجهودها الحثيثة فى قيادة العمل بسكرتارية الوكالة، ولما تطرحه دائما من أفكار مبتكرة، ومبادرات جادة.
وقال الرئيس السيسى «لقد شرُفت خلال العامين الماضيين بتولى رئاسة اللجنة التوجيهية للنيباد، وأود أن أؤكد لكم، أننى بعد تلك الفترة، أصبحت على يقين أن إفريقيا التى نريدها، ليست حلماً، وإنما واقع قريب المنال، وذلك رغم كثرة التحديات والأزمات التى تتعرض لها القارة داخلياً وخارجياً».
أشار إلى أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة فقد نجحت العديد من الدول الإفريقية فى تحقيق معدلات نمو فاقت المعدلات العالمية، وقطعت شوطاً طويلا فى التعامل مع التحديات، بدءًا بتطوير النظم الصحية والتعليمية، وتوطين الصناعات الحيوية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية، وكذا إحراز تقدم فى تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية.
أضاف أن هذه المنجزات تثبت ضرورة الاستمرار فى العمل المشترك من أجل دفع الجهود التنموية بالقارة، ومواصلة السعى لتحقيق مطالبنا المشروعة، والدفع بمواقفنا المشتركة فى المحافل الدولية.
تابع «لقد عملت مصر خلال فترة رئاستها للجنة التوجيهية للنيباد على تنفيذ أولويات محددة، لتسهم فى تسريع وتيرة تنفيذ أجندة إفريقيا 2063، وإيجاد حلول مستدامة لمشكلاتنا، باتباع نهج شامل يستهدف معالجة الأسباب الجذرية للأزمات والتحديات».
أشار الرئيس السيسى إلى بعض النتائج الملموسة التى حققتها الوكالة خلال الفترة الماضية ـ تحت إشراف ومتابعة من اللجنة التوجيهية ـ وذلك بالشراكة مع الدول الأعضاء والتجمعات الاقتصادية الإقليمية:
أولا: تعاملت اللجنة التوجيهية – بالتعاون مع سكرتارية النيباد- بشكل جدى مع معضلة الفجوة التمويلية، وبذلت خلال العامين الماضيين جهوداً مكثفة، للانتهاء من إعداد دراسة الجدوي، الخاصة بإنشاء صندوق التنمية التابع للوكالة، وذلك تنفيذاً للتكليف الصادر من القمم الأفريقية المتتالية، وإيماناً بأهمية تطوير أطر وأدوات حشد التمويل التنموى فى القارة، فى ضوء التراجع الخطير فى مساعدات التنمية لأسباب متعددة. وعليه أتطلع معكم إلى أن تنتهى أجهزة الاتحاد الإفريقى المعنية من مناقشة دراسة الجدوي، وإقرارها فى أقرب فرصة، بحيث يبدأ الصندوق فى ممارسة دوره المنشود، فى حشد التمويل وتحفيز الاستثمار فى إفريقيا.
ثانيا: ضاعفت الوكالة جهودها فى دفع تنفيذ الخطة العشرية الثانية لأجندة 2063، وأسرعت الخُطى فى تحديد وحشد التمويل لمشروعات البنية التحتية المدرجة ضمن البرنامج الرئاسى للبنية التحتية، تصل قيمتهـا إلى 500 مليون دولار، كما عملت على الإسراع بوتيرة تنفيذ ممرات البنية التحتية الخضراء، وخطة الطاقة الرئيسية القارية، والسياسة الزراعية الأفريقية المشتركة، التى تصب جميعاً باتجاه تعزيز جهود الاندماج الإقليمى والقاري.
ثالثاً: واصلت النيباد جهودها المقدرة تحت إشراف اللجنة التوجيهية فى الاستثمار فى البشر، وأطلقت المبادرات فى مجالات التعليم والصحة، وكان من بين النجاحات خلال الشهور الماضية تأمين 100 مليون دولار لمبادرة المنحة السكانية الإفريقية، التى بدأت دولنا فى الاستفادة منها لتعزيز خدماتها فى مجال الصحة الإنجابية، وكذا توفير 100 مليون يورو لدعم المشروعات فى إطار مبادرة المهارات الأفريقية، لبناء القدرات البشرية والفنية، بالتزامن مع الاستثمار المكثف فى مجال التحول الرقمي، بغرض توفير ملايين الوظائف لشبابنا.
رابعاً: عملت اللجنة التوجيهية بالتعاون مع سكرتارية النيباد، إيماناً بالتهديد الذى تمثله ظاهرة تغير المناخ، على الإسراع بتدشين مركز التميز التابع للنيباد، ونتطلع جميعاً لافتتاحه وبدء ممارسة نشاطه من القاهرة، ليكون إضافة هامة لأدواتنا فى التعامل مع هذا التهديد الوجودى لشعوبنا وقارتنا.
خامساً: استلزم تحقيق هذه الإنجازات رؤية واضحة وهيكلاً مرناً يستجيب للتحديات ويقتنص الفرص..لذا كان تنشيط تواجد النيباد فى الدول الإفريقية، بناء على طلب الدول ووفقاً لأولوياتها على قائمة مبادرات السكرتارية التى دعمتُها شخصياً، وإننى لهذا السبب لفخور بما أشهده، يوماً بعد يوم، من تنامى تواجد مكاتب الوكالة فى مختلف أنحاء القارة.
وفى ختام كلمته قال الرئيس السيسى إن ما تقدم هو مجرد أمثلة على ما أمكن تحقيقه خلال العامين الماضيين، نتيجة لجهود فريق العمل بوكالة النيباد، تحت رعاية اللجنة التوجيهية، وهى نماذج تدفعنا للإيمان بقدراتنا والوثوق بمستقبلنا.
دعا الرئيس السيسى إلى استغلال اجتماع أمس لتجديد الالتزام والعهد بدفع الأجندة الإفريقية قدماً، ولدعم دور وأنشطة النيباد لتتجدد معها آمال الشعوب الإفريقية فى الحصول على حقها العادل فى السلام والتنمية.
كانت قد انطلقت أمس فعاليات الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقى المنعقد فى عاصمة غينيا الاستوائية «مالابو»، بمشاركة السيد الرئيس وعدد من القادة الأفارقة.
حيث تأتى مشاركته فى ضوء تولى مصر رئاسة قدرة إقليم شمال إفريقيا، ورئاستها للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى «النيباد».
بدأت الفعاليات بعزف سلام الاتحاد الإفريقى ثم عزف سلام جمهورية غينيا الاستوائية الدولة المضيفة للاجتماعات.
بدأ اجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الأفريقى المنعقد فى عاصمة غينيا الاستوائية «مالابو» بكلمات لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية المشاركة، حيث يتم عرض ومناقشة تطورات مسيرة التكامل والاندماج فى أفريقيا وفقا لاتفاق أبوجا، والتكامل الإقليمى فى القارة وكذلك موضوع الاجتماعات لعام 2025 وهو تحقيق العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل إفريقى من خلال التعويضات.
ناقش القادة الأفارقة تقريراً حول ما وصلت إليه الحالة التنفيذية لمنظمة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بالإضافة إلى عرض حول تقسيم العمل فيما بين الدول الأعضاء والمناطق الاقتصادية الإقليمية والاتحاد الأفريقي.
من المنتظر أن يؤدى الاجتماع التنسيقى نصف السنوى إلى تسريع عملية الاندماج القارى واعتماد تقسيم العمل المشترك واعتماد تقرير تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لعام 2025.
يأتى الاجتماع بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة ورئيس الاتحاد الأفريقى ورؤساء المنطقة الحرة القارية والمناطق الاقتصادية الإقليمية، ومفوضى الاتحاد الإفريقى والرئيس التنفيذى لمبادرة النيباد.
.. وفى كلمته بصفته رئيس القدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا
السيسى يستعرض جهود مصر لتعزيز السلم بـ«القارة السمراء»
ملتزمون بدعم منظومة الأمن وإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات
أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، التزام مصر الكامل بدعم قدرة إقليم شمال إفريقيا، فى إطار اهتمامها الأوسع بتفعيل منظومة السلم والأمن الإفريقي، وفى إطار ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات؛ وانطلاقاً من إيمان مصر الراسخ بأن السلم هو أساس التنمية، والتكامل هو الطريق نحو مستقبل أفضل لقارتنا الغالية.
واستعرض الرئيس خلال كلمته أمس أمام أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، وذلك بصفته رئيس الدورة الجارية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا – الجهود المصرية لتعزيز جاهزية القدرة لضمان استعداديتها لتعزيز السلم بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن الجهود المصرية تأتى فى إطار إيماننا الكامل، بأهمية الاستعداد والجاهزية، لحماية مقدرات شعوب قارتنا، وحمايتهم من مختلف التحديات، وتحقيق تطلعاتهم للأمن والاستقرار والازدهار.
ولفت إلى أن القارة الإفريقية تشهد العديد من التحديات الجيوسياسية المعقدة والمتشابكة، بدءاً من النزاعات المسلحة، مروراً بتفشى آفة الإرهاب، وصولاً إلى الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلاً عن تداعيات تغيرالمناخ، وهى التحديات التى تهدد الأمن والاستقرار والتنمية فى إفريقيا، وتستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهتها.
وشدد الرئيس الدورة الجارية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا، على ضرورة تفعيل وتعزيز الآليات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن فى القارة باعتباره أمرا ضرورياً، مؤكدا أهمية القوة الإفريقية الجاهزة كركيزة أساسية فى منظومة السلم والأمن الإفريقية، وبحيث تستند إلى مكوناتها الاقليمية، مثل قدرة إقليم شمال إفريقيا، التى تتولى مصر رئاستها الدورية العام الحالي، بما تتيحه هذه المنظومة، من توافر قوة متعددة الأبعاد ومتكاملة التجهيز، تتمتع بالقدرة العملياتية، والاستعدادية للانتشار لدعم وحفظ السلام.
وقال الرئيس إن تنفيذ مهام مكونات القوة الإفريقية الجاهزة، ومن بينها قدرة إقليم شمال إفريقيا، فى دعم جهود الوقاية من النزاعات، والاستجابة السريعة للأزمات، وحفظ وبناء السلام، يتطلب تنسيقاً وثيقاً مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، ومختلف الأقاليم الجغرافية، كما يتطلب توفير تمويل مستدام لأنشطة القدرة، لاسيما لبناء القدرات، بما يحقق الجاهزية التامة لها متى اقتضت الضرورة.
واشار الرئيس – خلال كلمته أمام أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، وذلك بصفته رئيس الدورة الجارية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا – إلى أن قدرة إقليم شمال أفريقيا خطت خطوات إيجابية على هذا المسار، حيث أقرت اجتماعات رؤساء الأركان ووزراء الدفاع، التى انعقدت فى القاهرة مطلع العام الجاري، خطة الأنشطة والبرامج، ودشنت مساراً للإصلاح المالى والإدارى للقدرة، وقامت بمراجعة إجراءات عملها وتحديثها، لتتواكب مع نظيراتها بالاتحاد الأفريقي، وبما يحُقق استدامة مالية، وكفاءة فى التخطيط والإنفاق.
ولفت إلى أن الأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، وأجهزة التخطيط والتدريب والتقييم، تبذل جهوداً مقدرة داخل الإقليم؛ لتعزيز مستوى الاستعداد العملياتي؛ وهو الأمر الذى أسهم فى استكمال آخر متطلبات جاهزية القدرة، بتنفيذ التمرين الميدانى فى دولة الجزائر الشقيقة، بهدف تحقيق التناغم والتنسيق بين المكونات الثلاثة، العسكرية والشرطية والمدنية، وتحقيق فهم أعمق لأدوارها فى أى مهام سلام توكل إليها.
كان الرئيس قد استهل، كلمته أمام أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، بتوجيه خالص الشكر والامتنان لأخيه الرئيس تيودورو أوبيانج رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير لأخيه الرئيس «جواو لورينسو» رئيس جمهورية أنجولا، على قيادته الرشيدة لدفة العمل الأفريقى المشترك.
كما أعرب عن تهنئته وتقديره لقيادات المفوضية الجديدة، وعلى رأسهم محمود على يوسف، مؤكدا دعم مصر لأجندته الطموحة لإصلاح عمل المنظمة وتحسين كفاءتها وأدائها.
