التقى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس، بكل من الرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى، والرئيس الجابونى «بريس أوليجى نجيما»، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفي، والسيد «محمد إيسوفو»، رئيس النيجر الأسبق ورائد منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية.
أوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوى أن المقابلات – التى عقدت على هامش المشاركة فى الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى لمنتصف العام للاتحاد الافريقى – تناولت سبل تعزيز التكامل القارى ودفع جهود التنمية وحفظ السلم والأمن بإفريقيا.
رئيس الاتحاد الإفريقى:
التكامل الإقليمى بـ«القارة» أحد المحركات الرئيسية لتنفيذ أجندة 2063
ما زال أمامنا طريق طويل لتحقيق أهدافنا وهناك تحديات سياسية واقتصادية تعيقنا
أكد رئيس جمهورية أنجولا، رئيس الاتحاد الإفريقى جواو لورينسو أن التكامل الإقليمى فى أفريقيا هو أحد المحركات الرئيسية لتنفيذ أجندة 2063 التنموية.
قال لورينسو، فى كلمة له خلال اجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الافريقى فى مالابو، «إن الاتحاد الافريقى يلتقى للمرة السابعة بالتجمعات الإقليمية والاقتصادية المختلفة لتنسيق العمل فيما بينها ودراسة التكامل الافريقى من أجل تحقيق الأهداف الرئيسية والمستهدفات لأجندة 2063 التنموية».
أضاف أن «التكامل الإقليمى فى افريقيا هو أكثر من مجرد تكامل ثقافى واقتصادى وتجارى هو أحد المحركات الرئيسية لتحويل الطموحات الخاصة بأجندة 2063 إلى تلبية الاحتياجات الإستراتيجية للقارة الافريقية التى ورثت حدودا من الاستعمار والتى تجاهلت الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب الافريقية».
أعرب لورينسو عن شكره لغينيا الاستوائية على حسن الاستقبال واستضافة هذه القمة التى وصفها بـ»المهمة»، مشدداً على الحاجة الماسة لتعزيز التنسيق بين المنظمات القارية المختلفة والآليات الإقليمية والتجمعات الاقتصادية لتحقيق التواصل بين السياسات القارية والديناميكيات الوطنية بالطريقة الأمثل.
أشار إلى التطورات الهائلة التى حدثت منذ إنشاء منظمة الوحدة الافريقية فى مجال التكامل القارى من خلال ظهور هياكل جديدة مثل منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية والتى تمثل اليوم إنجازاً تاريخياً فى توحيد الأسواق الافريقية من خلال إنشاء أكبر اتفاقية للتجارة الحرة فى العالم، من حيث عدد الدول المشاركة وحجم السوق الذى يصل إلى 1.3 تريليون مستهلك.
أوضح أن العلامات الإيجابية للتكامل بين الدول الافريقية قد ظهرت فى تعزيز منطقة التجارة الحرة الافريقية فى مراحلها الأولية وهذا يشجع على الاستمرار فى الجهود الفردية والجماعية لتحقيق المستقبل الواعد الذى سيعزز اقتصاد القارة الافريقية.
نوه لورينسو بأنه فى إطار دمج الاقتصاد الافريقي، فإننا نقدر الدور المختلف الذى لعبته جميع الأطراف والمنظمات المختلفة لتنفيذ أجندة 2063 من خلال تعبئة وتوفير الموارد متعددة الأوجه لتنفيذ ناجح للأولويات القارية وتنفيذ المشروعات المهمة للدول الافريقية، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من الفرص لكى نضمن فى الإطار الزمنى المناسب أن نمكن أنفسنا من إنشاء وهيكلة الكثير من صناديق التنمية والاستثمار لتنفيذ أجندة 2063.
قال إنه بالنظر إلى التحديات الهائلة أمام القارة بسبب غياب البنية التحتية الكافية والحديثة فإننا فى حاجة لزيادة الاستثمارات فى البنية التحتية حتى نتيح طاقة اعتمادية موثوقة منخفضة التكلفة ونوفر كذلك الموانى والمطارات والسكك الحديد والطرق التى نحتاجها بالإضافة إلى الشبكات الرقمية.
أوضح أن كل ذلك من شأنه أن يسهم فى تعزيز الخدمات الصحية والتعليم وتيسير حركة الأفراد والسلع والبضائع، كما أنها تحفز من التعاون الاقتصادى والمساهمة فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر بالقارة الافريقية.
أشار لورينسو إلى أن الاتحاد الافريقى وبالتنسيق مع جمهورية أنجولا يتخذ خطوات مهمة لعقد مؤتمر مهم فى لواندا عاصمة أنجولا فى الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر القادم لتمويل البنية التحتية فى افريقيا، موجها الدعوة للقادة الأفارقة لحضور المؤتمر بصفته رئيساً للدولة المضيفة للمؤتمر والرئيس الحالى للاتحاد الافريقي.
أضاف أن هذه المبادرة المهمة من الرئاسة الأنجولية للاتحاد الافريقى تتفق مع مجهودات تطوير الطرق والسكك الحديد والطاقة والتحول الرقمى والبنية التحتية فى كل أنحاء القارة الافريقية، لافتاً إلى أن المجتمعات الاقتصادية الإقليمية المختلفة تعد اللبنات التى تحقق أجندة 2030 وتدعم الاقتصادات المختلفة وتدعم حرية تنقل الأفراد والسلع وتوفير الخدمات، موضحاً أنه من بين المبادرات الأخرى والمشروعات هو التكامل والربط بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية المختلفة.
أكد أنه يجب أن ندرك أنه ما زال أمامنا طريق طويل لتحقيق الأهداف وهناك تحديات سياسية هيكلية واقتصادية تعيق التنفيذ الكامل لطموحاتنا القارية، وقال إنه خلال سبتمبر القادم فى نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فإن الاتحاد الافريقى بالتنسيق مع جمهورية أنجولا ينوى أن يجتمع مع رؤساء الدول والحكومات فى القارة الافريقية لمراجعة التحديات فى القارة وللتركيز على مسألة تحقيق السلام بها بالإضافة إلى تعزيز مجالات الصحة والتعليم لصالح شعوب القارة الافريقية.
نوه لورينسو بأن افريقيا مدعوة للتوحد لمواجهة التحديات المستقبلية من خلال دعم الشركاء المختلفين لتقديم الاستجابات المطلوبة، والتكامل لا يجب أن يكون مهمة تقوم بها الحكومات بل الشعوب الافريقية خاصة منظمات المجتمع المدنى وأصحاب الأعمال والأكاديميين والشباب.
