«رحاب»: دخلت الدبلوم بإرادتى لأنى عارفة طريقى
عبر أوائل الدبلومات فى القاهرة والجيزة والقليوبية عن سعادتهم بالتفوق الذى حققوه هذا العام الذى يعد إنعكاسًا لجهودهم الكبيرة طوال العام الدراسي،حيث تنوّعت تخصصاتهم بين الصناعي، التجاري، الزراعي، والفندقي، مما يدل على تفوق الطلاب فى مختلف المجالات الفنية والمهنية بما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة سواء فى سوق العمل أو فى استكمال مسيرتهم التعليمية بالكليات والمعاهد العليا.
أضافوا أن الدعم من أسرهم ومعلميهم كان له دور كبير فى تحقيق هذا الإنجاز، مطالبين بتوفير مزيد من الفرص للمتفوقين فى التعليم الفني، وتطوير المناهج بشكل يواكب احتياجات سوق العمل، ليظل التعليم الفنى أحد أهم دعائم الاقتصاد والتنمية فى مصر.
تحدث كريم أشرف، الطالب المتفوق والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية ـ محافظة القاهرة فى الدبلومات الفنية، عن مشوار كفاحه وتفوقه، مؤكدًا أن اللحظة التى علم فيها بتصدره قائمة الأوائل كانت لحظة لا تُنسي.
قال كريم: «بصراحة، شعور لا يوصف.. كنت متوقعاً أحقق مجموعاً كبيراً، لكن إنى أكون الأول على الجمهورية، ده كان حلم اتحقق. فرحتى وفرحة أهلى كانت لا توصف، خصوصًا بابا وماما.. كانوا معايا فى كل خطوة، سواء فى المذاكرة أو حتى وقت ما كنت بمر بظروف صحية صعبة. دعمهم كان فوق الخيال».
أضاف كريم أن مشواره لم يكن سهلاً، فقد واجه ضغوطًا كبيرة فى المذاكرة، إلى جانب ظروف صحية طارئة، لكنه تخطاها بالعزيمة ودعم الأسرة والمعلمين، الذين قدموا له شرحًا واضحًا ومحتوى تعليميًا مبسطًا ساعده كثيرًا على فهم المواد.
اختتم حديثه قائلاً: «نفسى أكمل تعليمى فى جامعة السويدي، وأحصل على «التاسك الدولي». عايز أكون نموذجاً يثبت إن التعليم الفنى يقدر يخرج ناس متفوقة تستحق كل التقدير».
من جانبه، عبر حمدى فرج، الحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية بالقاهرة فى تخصص تطبيقات الهاتف المحمول، عن سعادته الغامرة بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن اختياره لهذا المجال لم يكن صدفة، بل نتيجة شغف حقيقي.
وقال حمدي: «من أول يوم فى الدراسة، كنت حابب التخصص جدًا.. شايف إن مجال تطبيقات الهاتف ليه مستقبل كبير، علشان كده بدأت أطور من نفسى بدري.. خدت كورسات فى البرمجة، وكمان فى تصميم واجهات المستخدم (UI) وتجربة المستخدم (UX)، واشتغلت على تحسين لغتى الإنجليزية علشان أكون مؤهل لسوق العمل».
أشار حمدى إلى أنه رغم التزامه بالدراسة، استطاع تنفيذ مشروع تطبيقى لصالح شركة سعودية، حيث طلبت منه تصميم برنامج بمواصفات معينة ونجح فى تنفيذه وتسليمه، ما منحه دفعة قوية وثقة فى قدراته.
اختتم قائلاً: «حلمى إنى أكمل تعليمى فى كلية الهندسة أو فى كلية تكنولوجية متخصصة، وأكمل فى نفس المسار اللى بدأته. أنا مؤمن إن التعليم الفني، لما يقترن بالإرادة والطموح، ممكن يكون بوابة حقيقية للنجاح والتميز».
أعربت حنين محمود عبد المقـــصود، الأولى على دبلوم المدارس الثــانوية الفــندقية «نظام 3 سنوات – تكنولوجيا تطبيقية» من مدرسة أحمد حامد تعلب بإدارة شرق مدينة نصر تخصص إدارة وتشغيل مطاعم، عن امتنانها لدور إدارة المدرسة التى بذلت معهم «مجهودًا مضاعفًا من حيث التدريب المستمر على الامتحانات والتشجيع»، مشيرة إلى عقد امتحانات بعد نهاية كل وحدة. كما وجهت الشكر لوالديها اللذين وفرا لها الهدوء والراحة فى المنزل وشجعاها على المذاكرة.
تذكر حنين أنها كانت تخصص للمواد الصعبة وقتًا أطول فى المذاكرة، مع مراعاة ألا يكون ذلك على حساب طاقتها. وتطمح حنين لدخول كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، ومواصلة التدريب مع الشريك الصناعى «أمريكا».
أما مــحمود مــحمد جابر، الأول عــلى دبــلوم المدارس الثــانوية الفـنية الصناعــية «نظام 3 سنوات – تعليم وتدريب مزدوج» تخصص فنى تكنولوجيا صناعات حيوية بمدرسة مصر لتكنولوجيا الصناعات الحيوية بإدارة بدر، فقد أكد أن التفوق هو «فضل من ربنا». وأوضح أن هدفه كان محددًا منذ دخوله الدبلومات وهو الحصول على المركز الأول، مشيدًا بدعم المدرسة التى جعلتهم يدخلون الامتحان «جاهزين».
يتمنى محمود دخول كلية التكنولوجيا الحيوية، وإذ لم تتوافر حاليًا، فهو يفكر فى كلية العلوم الصحية بجامعة 6 أكتوبر. وخص بالشكر الدكاترة فى المدرسة مثل د. مريم وإسراء ونهي، ووالدته التى ساندته وأخذت إجازة من العمل خلال فترة امتحاناته للتفرغ لراحته وتوفير وقت للمذاكرة.
بدورها، قالت رينادا محبى عبد الكريم، الأولى فى التعليم الفندقى «نظام 3 سنوات» من مدرسة الأورمان الخاصة للشئون الفندقية بالمعادي، إنها مؤمنة بالتعليم الفندقى كـ «قاطرة للنهضة» منذ سنوات التحاقها بالمدرسة.
أضاف مدير المدرسة، الأستاذ عماد عريان، أن شعبة الخدمات السياحية متميزة وأن المدرسة تولى اهتمامًا خاصًا للجوانب النظرية والعملية، حيث يُقسم اليوم بين التدريب العملى والنظري.
أشار إلى ضرورة أن يتغير الفكر لدى المواطن المصرى ويركز على أهمية التعليم الفني.
عبّرت الطالبة رحاب أحمد كامل، الأولى على الدبلوم الفندقى بمدرسة الهرم الفندقية المهنية المشتركة، عن فرحتها العارمة بتحقيق هذا الإنجاز الكبير، مؤكدة أن تفوقها لم يكن صدفة، بل جاء بعد رحلة طويلة من الجد والاجتهاد والإصرار على التميز.
تقول رحاب: «كنت أؤمن منذ البداية أن الله لن يضيع تعبي، وكنت أضع النجاح هدفًا أمامى لا أحيد عنه. كنت أذاكر بانتظام، وأراجع المواد باستمرار، وأخصص وقتًا للتدريب على أسئلة الامتحانات، وكلما شعرت بالتعب، تذكرت حلمى فزادنى ذلك عزيمة».
أهدت رحاب هذا التفوق الكبير إلى والديها، اللذين كانا سندها الحقيقى طوال الرحلة. لم يبخلا عليها بالدعم أو الكلمة الطيبة، بل وفّرا لها كل سبل الراحة داخل البيت، وحرصا على أن تكون أجواء المنزل مهيأة للدراسة والمذاكرة. وأضافت: «كلماتهم كانت وقودًا لروحي.. دائمًا يشجعوننى ويمنحوننى الثقة، ويدفعوننى للأمام مهما كانت التحديات. «
ورغم أن مجموعها فى الشهادة الإعدادية لم يكن كافيًا للالتحاق بالثانوية العامة، وهو ما شكّل فى البداية صدمة لها، إلا أنها لم تسمح لهذا أن يكون نهاية الطريق على العكس، جعلت من ذلك دافعًا قويًا لتحقيق حلمها من بوابة التعليم الفنى الفندقي، وقالت بفخر: «دخلت الدبلوم بإرادتي، لأنى كنت عارفة إن التميز مش بس فى الثانوية العامة، وفعلاً قدرت أثبت لنفسى ولكل الناس إن الطريق لأى حلم بيبدأ من الإصرار عليه.»
أما عن خطوتها القادمة، فأكدت رحاب أن حلمها الآن هو الالتحاق بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان.
سطرت الطالبة آلاء سلامة اسمها بحروف من ذهب ضمن أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية، بعد أن حققت تفوقًا لافتًا فى مدرسة الجيزة المهنية الثانوية الزراعية المشتركة.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من الكفاح، والانضباط، والإصرار على إثبات الذات فى مجال التعليم الزراعي.
تؤمن آلاء أن النجاح الحقيقى يبدأ من داخل الإنسان، وتؤكد أن ثقتها فى نفسها وفى قدرتها على التميز كانت السبب الأول فى تفوقها فهى لم تكتفِ بالحضور المدرسي، بل حرصت على المذاكرة اليومية، والمراجعة المستمرة، والاطلاع على نماذج الامتحانات، مما ساعدها على فهم المواد بشكل عميق ومميز، مشيرة إلى أنها كانت تعكف على حفظ القرآن الكريم.
لم تنسَ آلاء دور أسرتها فى هذا الإنجاز، حيث عبّرت عن امتنانها العميق لوالديها اللذين قدّما لها الدعم المعنوى والعملى طوال سنوات الدراسة. تقول آلاء: «كانوا دايمًا بيشجعونى وبيقولوا لى إن التعب عمره ما بيروح هدر… وفعلاً شجاعتهم وكلامهم هو اللى خلانى أكمل وأكسر كل العقبات.»
رغم أن مشوارها ما زال فى بدايته، إلا أن آلاء ترى مستقبلاً مشرقًا ينتظرها فى القطاع الزراعى وتتطلع إلى استكمال دراستها الجامعية فى كلية الزراعة والمساهمة فى تطوير الزراعة المصرية من خلال العلم والتقنية حيث ان طموحها لا يتوقف عند مجرد الشهادة، بل تسعى لأن تكون جزءًا من الجيل الجديد الذى يعيد للزراعة مكانتها ويخدم وطنه بإخلاص.
تعبر هاجر طارق عن سعادتها الغامرة بهذا التفوق، مؤكدة أن هذه النتيجة هى أجمل مكافأة لسعيها وجهدها الذى تكلل بالمركز الأول.
بكلمات تفيض بالحب والفخر، تروى والدة هاجر، ودموع الفرح تترقرق فى عينيها، أنها تحملت مسئولية أولادها بعد وفاة والدهم، وأن هذه النتيجة هى «كرم من ربنا، وربنا مضيعش تعبنا».
و وجهت شكرًا خاصًا لمعلمها الأستاذ حمدي، الذى قضى معها السنة الدراسية الأولي، ولم تغب كتاباته ومراجعاته التى احتفظت بها للاستذكار على مدار سنوات الدراسة الخمس.
من جانبها، أعربت ملك عبد المجيد محمد شلبي، الأولى مكرر فى التعليم الزراعى «نظام السنوات الخمس» بمجموع 89.44 ٪ من إدارة شرق شبرا، عن سعادتها بهذا الإنجاز.
ملك هى الأكبر بين أربع أخوات، اثنتان منهن أصغر منها وتدرسان فى مدرسة شبرا مصر قسم ملابس، بينما ملك نفسها تميزت من قبل فى الصفين الخامس الابتدائى والثالث الإعدادي.