من المؤكد أننا نحيا فى عالم يتقدم كل يوم.. تتعدد مظاهر هذا التقدم عابرة للحدود.. أدوات وابتكارات تجعل الحياة أكثر راحة، لتصل الآن إلى عصر السماوات المفتوحة.. حيث الثورة الرقمية والتكنولوجيا متعددة الفوائد والإمكانات والذكاء الاصطناعى وغيرها.. مع سهولة التعامل معها فى أجهزة تغزو المنازل أو نحملها فى الجيوب.. مثل الموبايل الذكى العجيب.
أذكر فى المرحلة الثانوية منذ سبعين عاماً ونيف.. مدرس الثانوية الأستاذ موريس مدرس العلوم الذى يفاجئنا نهاية كل عام دراسى بمعرض لإنتاج الكلية الموهوبين، ابتكارات فى الطاقة وتحلية المياه وتشغيل المركبات دون وقود.. نماذج صغيرة مبهرة لنا وأولياء الأمور.. وإن كان معظمها مجسمات صغيرة لآلات ومعدات كبيرة الحجم فى الطبيعة.. لكنها معيار صادق لطاقة كامنة بداخل الأذكياء والموهوبين من الطلاب تنبئ عن مستقبل عظيم.. لو وجدوا العناية والرعاية والطريق السليم.
ولأن منجزات الألفية الثالثة تحمل معها الخطر وعلامات الاستفهام، ومنها على سبيل المثال ما تحدثت عنه فى مقال أخير، عن خطر «التريند» وما يحمله من طاقة سلبية وعاجز من يؤثر على رصيد المستقبل من العلماء والمبتكرين، على الأقل بسبب ضياع الوقت سعياً وراء الأرباح أو الشهرة الشبيهة بفقاعات الصابون.
لذلك نبهت إلى ضرورة المواجهة، حتى لا يلتهم «التريند» وألعاب الكمبيوتر والموبايل طاقات الشباب الواعدين.. واليوم سعدت بما عرفت فى اتجاه مشكور للدولة ومؤسساتها التعليمية فى رعاية منظمة للموهوبين والمبتكرين.. وعلى سبيل المثال مسابقة المبتكر الصغير التى وجد فيها مازن أيمن فتحى طالب الابتدائى بداية قوية لتحقيق حلمه الكبير، عشق العلوم ليكون مشروع عالم صغير، بعد أن قدم له والده كل الرعاية ووفر له الكتب والمراجع والمناخ المناسب وشارك بثقة فى مسابقة هذا العام بابتكاره جهاز إنذار ينبه للكوارث الطبيعية قبل حدوثها.. أكدت لجنة التحكيم بالإجماع صلاحيته للتطبيق، ومنحته المركز الأول لمسابقة هذا العام.. لينطلق مازن، وبالتأكيد شباب آخرون فى هذا الطريق بعد الحصول على الدعم المنظم المطلوب، ونكتشف نحن الحل.. إعداد حراس الغد القادرين على صد الخطر ومواصلة نهر الإبداع.