كن كما أنت وعش كما تريد فأقصر رحلة يقوم بها الإنسان هى الحياة عش قليلاً أو كثيراً فعند الرحيل كأنك لم تعش يوماً وكأن الحياة لحظة أو طرفة عين وكن على يقين ان ما كان لك لن يذهب لغيرك وما كان لغيرك لن يأتيك ولو ركضت ركض الوحوش فى البرية.. وكن على يقين ان سعادتك فى رضاك وقناعتك.. وان احداً على وجه الأرض لن يستطيع أن ينفعك بشىء لم يكتبه الله لك.. ولن يستطيع كائن من كان ان يمنع عنك شيئًا قد اراده الله لك.
>>>
ومن رحمة الله بعباده أن جعل الرزق والأجل بيده وحده ولو ترك الاعمار والارزاق بيد العباد لقطع العباد رقاب وارزاق بعضهم البعض لكنها عدالته وحكمته بين عباده ومع ذلك خلق الانسان فى كبد وقد يقرأ ويعلم ولكنها النفس البشرية الطماعة واللاهثة وراء متاع الدنيا ومالها وجاهها وربما لا ينام الليل مفكراً فى الغد الذى ربما لا يأتى.. الإنسان فى حاجة لأن يستريح قليلاً من التفكير فى الغد من الخوف.. من القلق من توقع الاسوأ من عشرات المعارك والافكار الذى تتراقص فى خاطره وهو لا يدرك ان الحياة لن تمنحه اكثر مما كتب له ولن يمنع احد عنه ما كتب له.. فلماذا التوتر ولماذا لا يهدأ تعامل مع الحياة على انها ليست دار راحة.. وليست للسلام النفسى المطلق ليست للطمأنينة التى لا يشوبها قلق بل هى مجرد رحلة لحظاتها تتبدل احوالها تتغير قد تعصف فجأة وقد تحلو فترة وفى كل الاحوال ستمضى.. ان الانسان بحاجة لوسادة يغفو عليها العقل.. ينفصل.. يستكين.. يهدأ.. يقنع.. يرضى.
>>>
لست ادرى جاء خبر مصرع نجم البرتغال وليفربول ديجو جوتا فى حادث مأساوى باسبانيا كناقوس انتباه شديد على غير العادة وعلى غير ذكر الموت والشهادة بين لحظة واخرى وجدد احزاناً مضت ولم تفارقنى لحظة منذ وفاة شقيقى الاصغر النابغة الدكتور الحسينى الذى كان من اوائل الثانوية العامة واوائل دفعته فى الجامعة والذى غادر مبكراً إلى امريكا وغادر مبكراً الحياة فى غربته ولم نكن فى وداعه.. وانما ودعه آلاف المصريين والأمريكيين من محبيه وزملائه.. تذكرت ابن شقيقتى الشاب الرياضى الذى رحل فجأة فى ريعان شبابه وترك احزان الدنيا لأمه واسرته.
>>>
ذكرنى رحيل ديجو جوتا بعد ايام من زفافه برحيل نجم الاهلى والمنتخب محمد عبدالوهاب على البساط الاخضر ورحيل اللاعب احمد رفعت وابراهيم شيكا وآلاف غيرهم من خيرة الشباب انها الحقيقة التى يحاول الانسان فى رحلة الحياة ان يتناساها.
>>>
وفى كتب التراث الكثير والكثير من العبر والعظات.. والاقدار التى تبدل وتغير ما لا يخطر على قلب بشر وكما قال الشاعر «عدى بن ربيعه» دع المقادر تجرى فى اعنتها ولا تبيتن إلا خالى البال.. ما بين طرفة عين وانتباهتها.. يبدل الله من حال إلى حال.
وفى كتاب العقد الفريد للصاحب بن عباد روايات وقصص واقدار عجيبة.