حادث «السنترال» فى رمسيس والحريق غير المتوقع أظهر معدن ووعى أبناء شعبنا الأصيل ومهارة أبناء الحماية المدنية ويقظة الشرطة التى مثلها فى المكان قسم شرطة الأزبكية القريب من موقع السنترال.. وأقول ذلك كشاهد عيان قريب جدا من الموقع الذى أعرف شبابه فى الدور الأول العاملون فى مدفوعات فواتير الانترنت.. فقد كان واضحا مستوى وعى المواطنين الذين أفسحوا المجال تماما لرجال الحماية وغيروا مسارات سياراتهم لتوفير مسارات سريعة لسيارات الإطفاء وخزانات المياه المتنقلة.. وكذلك توفير المياه من الأماكن القريبة للموقع.. وهذا ساهم فى سيولة الحركة من رمسيس للاسعاف والعكس من الجلاء لرمسيس.. وبينما الدخان يرتفع فى السماء يغطى المكان بسحابة ألوان الطيف كان فى الداخل قصص بطولة وفرسان استشهدوا تضحية وفداء للمكان وضعوا أرواحهم على أكفهم لحماية شرايين الاتصالات الحيوية فى مصر التى تتمركز فى هذا المبنى.. فرسان الحماية كانوا بمعداتهم فى سباق مع الزمن عبر مثلث انقاذ من بالداخل واطفاء النار واسعاف المصابين وسط ألسنة اللهب التى بدأت ترتفع مع غياب الشمس والتعامل مع حريق فى مبنى بهذه الأهمية ليس سهلا ويحتاج استراتيجية ووعى لحمايته وحماية المبانى المجاورة والمقابلة وسط بؤر اللهب وعبر سلالم هيدروليكية.. فرسان هذه الملحمة الذين اقتحموا المبنى وسط دخان سام وخانق فى آن.. للاطفاء والتبريد أيضاً وفى براعة تكتيكية تمت محاصرة الحريق.. وهنا اقف طويلا عند تدوينة حرم الرئيس السيدة انتصار السيسى التى كتبتها بقلب أم عن الملازم أول نور امتياز كامل وحديثها مع والدته معبرة عن شعور أمهات مصر الشرفاء تجاه ما قدمه ابنها من عمل يدعونا جميعا للفخر والاعتزاز بما قدمه لبلده يعكس نبل رجال شرطة مصر الأوفياء.
.. وأقف أيضاً أمام الجنازة الشعبية فى قرية تلوانة بالباجور عندما خرجت القرية كلها والقرى المجاورة وشبابها لتوديع جثمان الشهيد المهندس أحمد الدرس الذى كان مع زملائه من المهندسين والفنيين فى المبنى واستشهدوا أيضاً وائل مرزوق وأحمد رجب ومحمد طلعت فهؤلاء نماذج لشباب مصر الذى عرفناهم فى كفاحنا الطويل سواء فى ميادين القتال أو العمل، هؤلاء شهداء الواجب فى حريق السنترال نماذج مصرية أصيلة علينا تكريمهم بما يليق من نموذج التضحية والفداء ومن شاهد جنازة الدرس يرى كيف ودعته ابناء قريته والقرى المجاورة .
نائبى مع السلامة
على طريق المثل الشعبى «انسف حمامك القديم» اليوم ونحن نقترب من انتخابات الشيوخ والقوائم والجداول للمرشحين التى أعلنت تؤكد ما توقعناه من تغيير 70 ٪ فى الشيوخ بالنسبة للذين تقدموا وان كانت معركة الشيوخ اهدأ لكنها أيضاً صعبة خاصة فى الفردى بعد ان جاءت القائمة واحدة مطلوب تزكيتها بمشاركة نسبية معروفة يوم الانتخابات فى أغسطس القادم.. والواضح ان قراءة قوائم الفردى من كافة التيارات ان التغيير فى الأسماء جاء بناء على تقييم أداء لدورة كاملة خلال الفترة الماضية والتركيز على وجوه شبابية وقد سبق ظهور القوائم استقالات من النواب استعدادا لدخول الشيوخ وعودة قيادات حزبية إلى المشهد وابتعاد قيادات تماما وهناك أحزاب استبعدت قيادات قديمة من المشهد لم يحققوا حضورا جماهيريا وتم استبدالهم بوجوه شبابية جديدة .الصورة الحالية تؤكد ان معركة النواب ستشهد دخول أحزاب جديدة على الخط وان الحكم فى النهاية للناخب الذى يعى تماما أهمية أن يختار نائب يتحلى بالوعى والاتصال الجماهيرى وفهمه لتحديات المرحلة.. ما أراه فى انتخابات النواب التى بدأت الاستعدادات لها ستشهد منافسات كبيرة بين قيادات حزبية.وفى ظنى ان المال السياسى لن يكون الفيصل أمام وعى المواطن وتقييمه أداء مرشحه قبل اختياره.. وسنرى ما يمكن أن نسميه «غربلة» كبيرة للمجلس الحالى وستختفى من القوائم اختيار الأشقاء والاخوات والأبناء فى المجلس القادم وسنرى خروج أكثر من 50 ٪ من مجلس النواب الحالى خاصة فى محافظات الوجه البحرى فكثير من النواب الحاليين يضعهم الناخب تحت معيار الأداء البرلمانى ففى كواليس «النواب» أسماء كثيرة تفكر بالدخول مرة ثانية كما حدث فى الشيوخ.. فالصورة التى تم تصديرها من غرف عمليات الأحزاب انه لابد من مراجعة الاسماء للترشح وسط رغبة واضحة بضخ دماء جديدة تجلس تحت القبة تعبر بشكل فعلى عن المواطن واحتياجاته.. يعكس ان هناك توجها كبيرا للتغيير
.. فالنائب الذى نريده ذلك العضو الواعى وترجمة طموحات المواطن وتحديات المرحلة فى دولة تمر بظروف دقيقة وسط محيط جغرافى مضطرب.