وبكلمات تعبر عن التاريخ.. توضح كل معانى الأصالة وتعكس بعداً عروبياً خالصاً فإن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته قبل أيام للقاهرة تحدث قائلاً: »من دواعى المحبة والتقدير أن أقوم بزيارة إلى مصر الشقيقة التى تشعرنا على الدوام وبما نشهده من حفاوة وترحاب بأننا بين أهلنا وعزوتنا«.
قال ملك البحرين إن مصر العروبة الحاضرة فى الذاكرة والوجدان هى مهد الأمن والأمان وموطن الخير والاستقرار.
أشار الملك فى كلمته إلى أن مصر تفردت بالذكر الصريح فى القرآن الكريم وستظل خير السند ونعم العون للجميع.
كلمات ملك مملكة البحرين التى صيغت بعناية فائقة كانت تحمل العديد من المعانى والرسائل التى تعيد التذكير بمصر عاصمة العرب وحصن الأمن والأمان لكل الدول العربية الشقيقة والسند والداعم للقضايا العربية.
وحين يستخدم ملك البحرين تعبير »أهلنا وعزوتنا« فى مصر فإنها كلمات تعكس نوعاً خاصاً من العلاقة بين الأشقاء وكلمة تعيد إلى أذهاننا معنى »العزوة« فعزتنا وكرامتنا وقوتنا فى أن نكون »عزوة« فى أوقات الشدة وأن نكون معاً على الغريب الذى يحاول التدخل فى الشأن العربى الخالص.. وعزوتنا فى أن يكون العربى أخاً للعربى من المحيط إلى الخليج.. ملك البحرين فى كلمة واحدة يتحدث عن »العزوة«.. عزوتنا فى أن نعيد اكتشاف مكامن القوة فى عروبتنا.. وعزوتنا فى أن يكون هناك تعاون عربى شامل فى كل المجالات يبدأ بالمال العربى للعرب.. وخير العرب لكل العرب.
>>>
والقاهرة.. قاهرة المعز هى عاصمة العرب.. القاهرة هى التى تفتح ذراعيها فى كل الأوقات للأشقاء العرب.. والقاهرة التى لم تبخل يوماً بخبراتها، وبكفاءاتها للمشاركة فى مسيرة التنمية والنهوض بالعالم العربى.. القاهرة التى يشعر فيها أى وافد عربى بأنه ليس ضيفاً بل من أصحاب الدار.
وعندما نتحدث عن مواقف مصر التاريخية تجاه قضايا أمتها العربية فنحن نسترجع من الذاكرة حديثاً كيف كان صمود الدولة المصرية بعد ربيع الدمار الذى أرادوا تصديره لإنهاء الوجود العربى.. كيف كان هذا الصمود عاملاً مهماً فى التصدى لرياح التدمير وكيف بعث الطمأنينة للدول العربية فى أن تستعيد الشعور بالأمن والأمان لأن مصر قد عادت.. ومصر قد استردت قوتها سريعاً.. ومصر بدأت مرحلة التصدى لمؤامرة كانت تستهدف إسقاط كل الأنظمة العربية وإدخال المنطقة فى حالة من الفوضى التى قد تصل إلى الحروب الأهلية.
والقاهرة التى تعافت سريعاً من فوضى لم تكن خلاقة كانت الملجأ والملاذ لملايين من الأشقاء أتوا إليها بحثاً عن الأمن والأمان والحق فى الحياة ولم تبخل مصر ولم تتردد فى قبول الأشقاء لأن هذا قدرها وهذا دورها.. فعاصمة العرب لكل العرب.. يأتون إليها فى كل الظروف والأحوال.. جزء من النسيج الاجتماعى المصرى.. ليسوا غرباء وليسوا ضيوفاً.. بل أصحاب للدار.. فهذه هى مصر ادخلوها بسلام آمنين.
>>>
ونعود لحواراتنا الداخلية وحديث الساعة الذى يدور حول حملات لمقاطعة الأسماك واللحوم بدأت من بورسعيد بسبب ارتفاع أسعار الأسماك فى هذه المدينة الساحلية.. وأقف معارضاً على الدوام لكل حملات المقاطعة التى تضر بمصالح أى قطاع من قطاعات المجتمع وأجد أنه لزاماً على الجميع أن يكون هناك وعى وإدراك للأزمة الاقتصادية التى لم تنته آثارها وتبعاتها بعد والتى تستدعى حواراً مجتمعياً هادئاً لمعالجة تبعات الغلاء والجشع فى الأسعار والمبالغة فيها.
إن غلاء أسعار بعض السلع والمنتجات قد يكون له أسباب.. ولا يمكن أن يكون عشوائياً أو من منطلق التربح بلا حدود.. ولابد من مراجعات وتقييمات ومراقبة للأسعار وتشديد للعقوبات على المتلاعبين بها دون توقف لحركة التجارة ودون إضرار بمصالح الآخرين وقطع أرزاقهم أيضاً.. دعونا نكون أكثر هدوءاً وصبراً ورفقاً بأنفسنا وبالآخرين.