رغم التفاؤل باقتراب التوصل إلى اتفاق بوقف اطلاق النار فى غزة ، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد عودته من واشنطن لا تبشر بجديد فى صالح قطاع غزة ، حيث أكد أكثر من مرة أن كل ما يهمه هو اطلاق حماس سراح المحتجزين لديها،بالإضافة إلى ان هناك اتفاقاً غير معلن بينه وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتعلق بغزة وما بعد الحرب.
فى المقابل تشكك حركة حماس فى نية نتنياهو حول الهدنة متهمة اياه بعرقلة المفاوضات والتحضير لاتفاق غير عادل أو متوازن مع الجانب الأمريكى .
وقال نتنياهو خلال مقابلة مع قناة «نيوزماكس» الأمريكية : «ما تم الاتفاق عليه بينى وبين الرئيس ترامب سيكشف عنه فى الوقت المناسب وليس الآن».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى قد أنهى زيارته الثالثة إلى واشنطن منذ تولى ترامب الحكم ، التى عبر خلالها عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسري.
وأكد نتنياهو عزمه على إعادة جميع الرهائن المتبقين، قائلا: «بقى لدينا 50 رهينة، 20 منهم أحياء مؤكدون، وحوالى 30 قُتلوا، وأريد إطلاق سراحهم جميعا. لدينا الآن اتفاق يفترض أن يتم بموجبه إطلاق سراح نصف الأحياء ونصف القتلي، وبالتالى سيتبقى لدينا عشرة أحياء ونحو 12 رهينة متوفين. لكننى سأعيدهم جميعا. وآمل أن نتمكّن من إنجاز ذلك خلال أيام قليلة».
بالتزامن مع ذلك من المتوقع أن تتواصل المحادثات فى الدوحة خلال الأيام المقبلة، حيث يصل المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف إلى المنطقة فى محاولة لإعطاء دفعة أخيرة للمفاوضات.
فى غضون ذلك، أشار مصدر سياسى اسرائيلى للقناة 14 العبرية إلى أن نتنياهو ضغط من أجل تنفيذ خطة ترامب لطرد سكان غزة .
وصرح مصدر سياسى اسرائيلي: «لا تزال الخلافات مع حماس قائمة. هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، لكن ذلك لن يحدث غدًا أو بعد غد. سيستغرق الأمر بعض الوقت».
على صعيدآخر أبدى القسم القانونى فى جيش الاحتلال تحفظات جدية على خطة لنقل مئات الآلاف من الفلسطينيين فى غزة إلى «منطقة آمنة» داخل القطاع، مشددا على أنها قد تنتهك القانون الدولي، لا سيما اتفاقيات جنيف، التى تحظر التهجير القسرى واحتجاز المدنيين.
وكانت إسرائيل كشفت هذا الأسبوع عن خطة جديدة لنقل مئات الآلاف من الفلسطينيين فى قطاع غزة إلى «منطقة خاضعة للرقابة الأمنية»، فى خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة وأثارت موجة انتقادات من قبل خبراء قانونيين داخل إسرائيل وخارجها، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
وتقضى الخطة، التى طرحها وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، بنقل نحو 600 ألف فلسطيني، وغالبيتهم من مخيمات اللجوء فى منطقة المواصى الساحلية، إلى منطقة مغلقة قرب مدينة رفح الفلسطينية جنوبى القطاع.
وبحسب المقترح، ستؤمّن القوات الإسرائيلية محيط المنطقة مع فحص الداخلين إليها، ومنعهم من الخروج لاحقا، فيما ستدار العمليات الإنسانية داخلها من قبل «جهات دولية».
ميدانيا واصل جيش الاحتلال قصفه مناطق عدة فى غزة مما خلف عدد كبير من الشهداء فى حين أظهرت مشاهد فيديو تكدس أطفال حديثى الولادة «الخدج» داخل أحد مستشفيات القطاع بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقف عمل المولدات جراء نفاد الوقود.
واستُشهِد 10 فلسطينيين وأُصيب آخرون، جراء قصف قوات الاحتلال مدرسة حليمة السعدية التى تؤوى نازحين فى جباليا النزلة، شمالى قطاع غزة.
وفى رفح الفلسطينية استشهد 10 مواطنين وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح، جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلى النار على منتظرى المساعدات فى منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصادرطبية بأن المراكز الصحية أطلقت مناشدات للمواطنين بالتبرع بالدم بسبب كثرة الإصابات.
كما أصيب 5 مواطنين آخرين جراء إلقاء طائرة مُسيّرة للاحتلال قنابل قرب دوار النزلة شمال قطاع غزة.فيما واصل الاحتلال نسف المبانى السكنية فى منطقة السطر شمال مدينة خان يونس، جنوبى القطاع.
وفى السياق، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى أن أحد مسعفيها أُصيب جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه خلال مشاركته فى مهمة إنسانية فى منطقة التحلية بخان يونس، نُقِل على إثرها إلى مستشفى المواصى الميداني.
وفى سياق متصل اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول مستشفيات قطاع غزة ٨٢ شهيدا، و٢٤٧ مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
فى الاثناء توغلت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية فى منطقة جنوب مدينة خان يونس، وأظهرت صورتداولتها وسائل اعلامية قيام جرافات إسرائيلية بأعمال حفر وتجريف فى منطقة كانت مكتظة بخيام النازحين، حيث فر المئات تاركين خيامهم ومستلزماتهم.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن 798 شخصا على الأقل استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية فى غزة منذ نهاية مايو الماضي.
من جانبها أدانت الأمم المتحدة بشدة، استمرار استهداف المدنيين فى قطاع غزة، فى وقت تتزايد فيه التحذيرات من «دمار هائل» نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلى على الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد المكتب الأممى لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» -فى بيان- بأن جيش الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصفه وتوغلاته البرية فى مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأشار المكتب إلى سقوط عشرات الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء قصف استهدف مجموعة من المواطنين الذين كانوا بانتظار الحصول على الغذاء فى مدينة دير البلح وسط القطاع.
كما أوضح المكتب أنَّ الشركاء الميدانيين أنشأوا 626 مساحة تعليمية مؤقتة فى غزة منذ أكتوبر 2023 تضم نحو 240 ألف طالب، نصفهم تقريبًا من الفتيات، إلَّا أن 299 منها فقط لا تزال تعمل حاليًا، بسبب أوامر النزوح المستمرة.