جورجيا هى دولة من دول الاتحاد السوفيتى السابق تقع على تخوم روسيا وهى دولة مستقلة ذات سيادة أرادت أن تسن قانونا ضد «العملاء» من أرباب التمويل الخارجى وطبعا نحن نعرف من الذى اخترع التمويل الخارجى ومن أين يأتى ومن يحصل عليه ونحن مثل كل الدول التى استهدفها التمويل الخارجي.
مشروع قانون «العملاء الأجانب» فى جورجيا يمنع التدخل الأجنبى غير القانونى والخفى فى الشئون الداخلية والاقتصاد والحياة السياسية للدولة وأثناء مناقشة البرلمان الجورجى لمشروع القانون نشبت به اشتباكات عنيفة ودامية استخدمت فيها الأيادى واللكمات وطبعا نحن من الوهلة الأولى ندرك من الذى بدأ ومن الذى أراد أن يعطل صدوره ومن صاحب المصلحة هم الذين سوف يتضررون منه لأنه سيوقف حنفية الدولارات والامتيازات والسفريات والمكاتب الفخمة والسيارات الفارهة وليس هذا فحسب وإنما سيعاقب من تثبت إدانته بتلقى تمويل خارجى يستخدمه ضد الدولة واستقرارها والتأثير فى الوعى وتوجيه الرأى العام الوجهة التى يريدها صاحب التمويل.
بطبيعة الحال هذا القانون وجد معارضة غربية شديدة كانت الاشتباكات بالبرلمان الجورجى أحد تداعياتها ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل انتقلت المواجهات إلى الشارع بعد تحريك الغرب خلاياه النائمة من «النشطاء» للخروج لمعارضة مشروع القانون ومنع صدوره حتى تظل الساحة الجورجية مفتوحة أمام العملاء يتحركون ويعملون فى جمع المعلومات وتنفيذ المخططات الغربية بحرية ودون قيود ودون خوف من محاكمات أو عقوبات مشددة كما جاء فى القانون.
موجة من الانتقادات الشديدة اندلعت منذ شهر فى الدول الغربية بسبب اعتماد قانون مشابه فى «قرقيزستان» يلزم المنظمات غير الربحية ذات التمويل الأجنبى بالتسجيل فى سجل خاص مما دعا نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى ديمترى مدفيديف إلى وصف الانتقادات بعبارات قاسية مثل قوله إنها: «عويل وصراخ وتهديدات من مقالب القمامة الأوروبية والأمريكية الموالية وكذلك نداءات وتلميحات معادية لقيادة هذا البلد كيف تجرؤون؟ من سمح لكم بذلك؟ شأن داخلى للدولة؟ بدواعى الأمن والسيادة والاستقلال؟ كلا ليس هذا من حقكم وقال: وراء الاحتجاجات فى جورجيا هناك يد «هوليوودية» مألوفة وذات خبرة.
الغريب والمثير فى أمر دول تحالف الشر الاستعمارى انها تخطط لسن قوانين مماثلة ستكون أكثر صرامة وتشددا فى عقوباتها وأمريكا لديها قانون منذ عام 1938 به كل العقوبات ودول كثيرة بها مثل هذا القانون إلا أن تحالف الشر الذى يكيل بمكيالين ويتبع سياسات التمييز والعنصرية وازدواجية المعايير والتدخل فى الشئون الداخلية للدول يريد أن تكون ساحات الدول الأخرى مستباحة ومفتوحة على مصرعيها لعملائه ووكلائه يتحركون فيها بكل حرية وبدون موانع أو عوائق بينما يشدد ويغلظ عقوباته على كل من يضبطه متهما بالعمالة ويرفض أن تكون بلاده «سداح مداح».
تحالف الشر هو من ابتكر ما يسمى منظمات المجتمع المدنى ومن تكفل بتمويلها ورعايتها ومساندتها وحمايتها وهو من اخترع ما يسمى «النشطاء» ووضع برامج لتدريبهم فى عواصم أوروبية على إثارة الفوضى والشغب لتنفيذ مخططاته ومؤامراته.
لا تصدقوا كلام الغرب الاستعمارى عن القيم والمبادئ وحقوق الإنسان والديمقراطية ونشر الحريات فهو لا يفعل إلا ما يخدم مصالحه فقط.