مائتا يوم مرت على الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة ولايزال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ومجلس حربه يبحثون عن نصر لم يتحقق حتى الآن رغم تدمير القطاع ورغم ارتكاب مئات المجازر التى أودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطينى وإصابة أكثر من ٧٧ ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال.. رغم كل ذلك لم تحقق الحرب الإسرائيلية أى هدف من أهدافها المعلنة وهى القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن.. وأمام هذا الفشل والشعور بالهزيمة يصر نتنياهو على أن النصر لن يتحقق من دون السيطرة على رفح الفلسطينية والقضاء على حماس واستعادة أى رهائن قد يكونون محتجزين هناك.. فهل يكون اجتياح رفح هو آخر حجج نتنياهو لتحقيق النصر المزعوم أم يكون هذا الاجتياح هو نهاية دولة إسرائيل حسب النبوءة اليهودية التى تتحدث عن لعنة العقد الثامن؟.
الإسرائيليون يعيشون هاجس زوال دولتهم مع قرب حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها فى عام 2028 حيث يقول التاريخ اليهودى بأنه لم تعمر لليهود دولة سوى فى فترتين الأولى فترة الملك داود والثانية فترة «الحشمونائيم» وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها فى العقد الثامن ودولة إسرائيل الحالية هى التجربة الثالثة وهى الآن فى عقدها الثامن ولهذا يخشى الإسرائيليون أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها خاصة فى ظل حالة التفكك الداخلى وتفشى الفساد والصراعات الداخلية بين التيارات اليهودية وانقسام المجتمع الإسرائيلى والدخول فى حرب متعددة الجبهات وزيادة الهجرة العكسية.. فهل إسرائيل حقاً فى طريقها للزوال وما تفعله الآن بسبب عناد نتنياهو هو التوقيع على شهادة وفاتها؟.
لقد بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى استعداداته بالفعل لدخول رفح الفلسطينية حيث شهدت الأيام الماضية تكثيف الغارات الإسرائيلية على تلك المدينة تمهيداً للتوغل البرى كما كشفت صور الأقمار الصناعية عن إنشاء مجمع خيام جديد بالقرب من خان يونس التى تبعد عن رفح مسافة ٥ كيلو مترات لإجراء النازحين الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر من مليون نازح قبل بدء العملية البرية حيث يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلى لدخول رفح بشكل تدريجي.
قرار هذا الاجتياح لا رجوع فيه أمام إصرار وعناد نتنياهو رغم التحذيرات الدولية من حدوث كارثة إنسانية حيث من الصعب إجلاء هذا العدد الكبير من الفلسطينيين دون تعرضهم للقصف الإسرائيلى العشوائي.. وتعد مصر أكثر دول العالم استشعاراً بخطورة اجتياح رفح ولذلك حذرت مراراً وتكراراً من إقدام إسرائيل على هذه الخطوة ليس فقط لأن رفح الفلسطينية متاخمة للحدول المصرية وإنما حرص من مصر على حياة أكثر من مليون فلسطينى وحتى لا يدفع هذا الاجتياح الفلسطينيين إلى ترك أرضهم وتهجيرهم وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلاً سواء كان التهجير إلى سيناء أو أى مكان آخر حفاظاً على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومى وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته الخميس الماضى بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء وتحركت مصر فى كل الاتجاهات من أجل منع حدوث هذه الخطوة المجنونة ولكن أمام إصرار نتنياهو على هذا الاجتياح يبقى هذا السؤال: لمن ستكون النهاية هل نهاية الحرب الهمجية التى اقتربت من شهرها السابع أم نهاية دولة إسرائيل فى عقدها الثامن كما يقول التاريخ اليهودي؟.