لم يكن أحد يتوقع سواء فى أمريكا أو غيرها من قارات العالم أن يجىء وقت يتحول فيه هذا المجتمع الديمقراطى القائم على مبادئ الحرية والعدالة وسيادة القانون إلى آخر مغاير شكلا وموضوعا..!
منذ أن ظهرت أمريكا وعرفت باسم العالم الجديد ومكتشفوها وبناتها ومطوروها آلوا على أنفسهم أن يجعلوا الحقيقة هى أساس تقدمهم وتقدم أجيالهم المتعاقبة..!
>>>
الآن.. أصبح مجتمعهم الأمريكى يموج بكل دعاوى الباطل والأكاذيب وإجراءات مستفزة لفرض سيطرة طبقة على أخرى..!
>>>
أقول ذلك بمناسبة هذا الانحياز المقيت لإسرائيل التى دأبت فى الآونة الأخيرة على ذبح وقتل ونسف وتدمير كل ما يمت للإنسانية بصلة وبديهى كان لابد أن تنبرى طوائف أخرى يعمل أفرادها بشتى السبل والوسائل على إيقاف هذا التيار الذى أخذت سلبياته وتداعياته تسرى فى المجتمع كسريان النار فى الهشيم..!
>>>
الآن.. تشتد المعركة بين الفريقين.. الفريق الذى يتمسك بما تقضى به الدساتير وأولها دستور عام 1791 والذى أجرى عليه 26 تعديلا نصت فى بنودها على حرية العبادة والكلام والصحافة والاجتماع والمطالبة برفع الأجور وعدم جواز المساس بحق الناس فى أن يكونوا آمنين فى أشخاصهم ومنازلهم ومستنداتهم ومقتنياتهم.
>>>
الآن.. يرى الأمريكان بعيونهم كيف تنتهك حقوقهم الواردة فى دستورهم والمتمثلة فى تعامل الشرطة بالقسوة وضرب عرض الحائط بالقوانين مثلما حدث منذ أيام مع أساتذة الجامعة الذين تظاهروا احتجاجا على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
>>>
المهم أن حملة المباخر من اللوبى الصهيونى سرعان ما أوجدوا المبررات والحيثيات لهذا السلوك الشائن لإدارة البلاد.. ولعل أكثر ما يشد الانتباه فى هذا الصدد ما يردده هؤلاء المزايدون حول نظرية «مالتوس» الشهيرة للسكان حيث يزعمون أن ما يحدث هو تطبيق عملى وعلمى لها لاسيما فيما يتعلق باختلال التوازن بين عدد السكان من جهة وإنتاج الغذاء اللازم لهم من جهة أخرى مما أدى إلى – كما قال «مالتوس» – إلى حدوث مشاكل اقتصادية واجتماعية خطيرة من فقر وجوع وتشرد وتسول ونصب وسرقة..!
>>>
تصوروا.. كيف يريدون الخروج من كارثة إبادة الفلسطينيين إلى خطوط تحويل انتباه العالم إلى مجالات أخرى.. وكأن غزة ورفح ودير البلح وغيرها وغيرها.. ظلت تنتظر ما يزيد على 226 سنة حتى تصبح وقودا لآراء «مالتوس» ونظرياته..!
>>>
و.. و.. شكرا