لم تستوعب جماعة الإخوان الإرهابية ما أصبح عليه الشعب المصرى قبل الوصول إلى 30 يونيو 2013.. وكانت تهديدات قيادتها وقودا أشعل الحماس فى نفوس الشعب المصرى للتخلص من الجماعة الارهابية ومكتب إرشادها وكل قادتها.. ومع سطوع شمس 30 يونيو الحارقة لم يشعر المصريون بحرارة الجو.. ولكن الشعور الذى انتابهم أنه يوم الخلاص واستعادة مصر من براثن الجماعة الارهابية.. التى حاولت تغيير هوية مصر.. وتمكين عناصرها فى مختلف الوزارات والهيئات.. للتمكن من الوصول الى مفاصل الدولة والتغلغل فيها.. ولم تكن تتصور جماعة الإخوان أن من عزم على النزول يوم 30 يونيو هم جميع طوائف الشعب المصرى.. شبابه وشيوخه حتى النساء تركن المنازل واتجهن الى الشارع.. لم ينزل سكان القاهرة الكبرى وحدهم الى الشارع.. بل خرج المصريون فى كل محافظات مصر.. حتى من هم بعيدون كل البعد عن السياسة وألاعيبها.. أو من اطلق عليهم حزب الكنبة.. الكل نزل للدفاع عن الوطن واستعادته.
ما هذه الروح وما هذا الحب وما هذا الانتماء.. الشعب المصرى الأصيل يملأ شوارع مصر وميادينها رافعا الاعلام.. ولافتات التنديد بالجماعة الإرهابية.. صورة سيذكرها التاريخ على مر الزمان.. ولن تمحى من الذاكرة.. انه الشعب المصرى العملاق.. وكما يقال «شعب ملوش كتلوج».. يوم ان يشعر بالخطر على الوطن لا يمكن ان تتوقع رد فعله.. هؤلاء هم ابناء مصر الذين لم ترهبهم اعمال العنف التى اعتادت عليها جماعة الاخوان الارهابية.. لم يرهبهم ما فعلوه بالمقطم بالقرب من العمارة التى اتخذوها مقرا لجماعتهم الارهابية.. ولم يرهبهم قتلهم للحسينى ابوضيف من خلال قنصه عندالاتحادية.. او عمليات السحل للمعتصمين عند الاتحادية بعد الاعلان الدستورى المشبوه..
وهنا لابد ان اتذكر معكم كيف كانت الجماعة الارهابية تدير امور البلاد.. وكيف كان حرصها ان تمكن الجماعة واعضاء مكتب الارشاد من كل مفاصل الدولة دون الاعتماد على الكفاءة.. فقامت على سبيل المثال بتعيين عضو فى مكتب الارشاد رئيسا للشركة القابضة للملاحة الجوية.. وكان ضعيفا جدا مهنيا وليس لديه اى نوع من انواع الخبرة.. وكنت عندما انظر الى مقر الشركة القابضة للمطارات ونحن فى طريق المطار.. واتخيل جلوسه مكان افاضل تولوا مسئولية هذه الشركة من قبل.. وتمكنوا من التقدم بها للامام خطوات كثيرة.. احزن على ما وصلنا اليه فى هذا العام الاسود.. والكثير من الأمثلة ايضا ظهرت فى قطاع السياحة.. ونجحت فى فرض سيطرتها على القطاع استنادا على مكتب الارشاد.. وقد حاولوا كذلك فى مختلف القطاعات.. وظهرت الخلايا النائمة فى كل القطاعات وانضمت الى حزب الحرية والعدالة.. لن ننسى محاصرتهم لمبنى المحكمة الدستورية.. لمنعها من اصدار حكم حل مجلس الشعب.. ولن ننسى رئيسهم مرسى وهو يفر من هتافات المصلين عقب صلاة الجمعة بأحد مساجد التجمع الخامس تاركا حذاءه حتى يهرب من غضب المصريين حافيا..
واذا كان لنا ان نفخر جميعا بأن أبناء مصر نجحوا فى استعادة الوطن من براثن الجماعة الارهابية.. فلابد ان نتذكر الدور الكبير الذى قام به الجيش والشرطة المصرية فى الحفاظ على امن وسلامة المواطنين والبلاد.. واستجابة الجيش لمطالب الشعب بإزاحة المرشد ومكتب الارشاد عن حكم مصر..
ولابدايضا ان نتذكر موقف العديد من دول العالم فى مساندة ثورة الشعب المصرى وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية الذى اوفد خلالها الملك عبد الله وزير خارجيته الامير سعود الفيصل فى جولات مكوكية للعديد من دول العالم لمساندة ثورة الشعب المصرى.. ولاننسى أبدا مساندة دولة الامارات والدول العربية الشقيقة..
ومع كل يوم يمر ونرى فيه مصر تسير على الطريق الصحيح فى التنمية والعمل على ايجاد فرص افضل للحياة.. لا يمكن ان ننسى الدور الكبير الذى قام به الفريق عبدالفتاح السيسى قبل قيام ثورة 30 يونيو من خلال طمأنته لابناء الشعب بأن الجيش هو جيش الشعب.. وليس جيش الحاكم.. وانه سيحمى الجميع من بطش وارهاب الجماعة الارهابية.. اننا نحمد الله كثيرا على انتهاء هذا العام الاسود ونجاح الشعب المصرى فى استعادة مصر من ايدى جماعة الاخوان الارهابية.. لتصبح 30 يونية 2013 نهاية سنة ارهابية.. على غرار نهاية السنة المالية.. وعودة الروح لمصر وشعبها.. وتحيا مصر.