شدد أمس رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، على أن الاستعراضات المسلحة التى شهدتها بيروت مؤخراً، غير مقبولة، فى إشـــارة منه على ما فعله عناصر من حزب الله.
أضاف سلام عبرمنصة إكس، أن ما جرى غير مقبول بأى شكل من الأشكال، موضحاً أنه اتصل بوزيرى الداخلية والعدل وطلب منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد الفاعلين وإحالتهم إلى التحقيق.
كان قد أثار استعراض مسلّح نظّمه عناصر من حزب الله وسط العاصمة اللبنانية بيروت، موجة من الجدل والاستنكار السياسى والشعبي، حيث ظهرت مجموعات مقنّعة مدججة بالسلاح فى شوارع الحمراء ومحيطها، ما أعاد إلى الأذهان صور الحرب الأهلية والفوضى الأمنية.
كما أظهر مقطع فيديو المشاركين فى مراسم عاشوراء وهم يرفعون السلاح ويهتفون لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله، الذى اغتالته إسرائيل فى سبتمبر الماضي.
من جانبه سلّم أمس حزب الله رده الرسمى بشأن مسألة السلاح الذى بحوزته، مؤكدا موافقته مبدئياً على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وفق ما ذكرته سكاى نيوز عربية.
وقال الحزب إن أى بحث فى تسليم السلاح مرتبط بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة فى جنوب لبنان، ووقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على البلاد.
وأضاف الحزب فى رده أن امتلاكه للسلاح يُعد «شأنا داخليا» يخضع لحوار وطنى أو استراتيجية دفاعية شاملة، بما يحفظ أمن لبنان وسيادته.
وقالت مصادر محلية إن لبنان سيسجل بعض التعديلات لاسيما فيما يتعلق بالجدول الزمنى الذى يحدد مواعيد لتسليم سلاح حزب الله.
ووفقا للمصادر، ستنص التعديلات اللبنانية على تنفيذ مرحلى لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضى اللبنانية التى تحتلها.
وكانت لبنان قد شهدت مشاورات سياسية رفيعة المستوى لبحث الرد المناسب على الورقة الأمريكية التى قدّمها الموفد الأمريكى توماس باراك خلال زيارته إلى بيروت فى 19 يونيو الماضي.
يأتى ذلك مع تواصل جيش الاحتلال شن غاراته على جنوب لبنان، مخلفاً خسائر بشرية ومادية، حيث قُتل شخص وأصيب خمسة آخرون، أمس، نتيجة شن إسرائيل ثلاث غارات بمسيرات على مناطق مختلفة بجنوب لبنان.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح فى حصيلة أولية، نتيجة غارة إسرائيلية بطائرة مُسيَّرة التى استهدفت سيارة فى منطقة صف الهوا – بنت جبيل جنوبى لبنان.
فى قضاء بنت جبيل أيضاً، أصيب شخصان بجروح خطرة إثر غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على سيارة ببلدة شقرا.
فى المحافظة ذاتها، أفادت وزارة الصحة اللبنانية أن شخصاً أصيب بجروح إثر غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على منزل فى بلدة شبعا التابعة لقضاء حاصبيا.
الجدير بالذكر أن إسرائيل شنت عدواناً كبيراً على لبنان فى سبتمبرالعام الماضي، أسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف قتيل، ونحو 17 ألف جريح وبعد ذلك تم الاتفاق على وقف اطلاق النار مع حزب الله، لكن جيش الاحتلال يواصل انتهاك الاتفاق، حيث ارتكبت تل أبيب نحو 3 آلاف خرق له، خلّفت ما لا يقل عن 231 قتيلاً و528 جريحا.