وأكتب مقال اليوم مع بداية الاحتفالات بذكرى أم الثورات ثورة 23 يوليو من عام 1952 التى غيَّرت مجرى التاريخ وفجَّرت ينابيع الأمل والحلم فى أمة عربية من المحيط إلى الخليج.. الثورة التى انطلقت من مصر لتحرر شعوب العالم وتقضى على الاحتلال والاستعمار واستغلال الشعوب.
وأكتب مقال اليوم من وقع أغنيات وطنية ترجمت وعبَّرت عن تاريخ شعب عن بلد ظل يحمل ويدافع عن المظلومين والمضطهدين فى العالم ويدعو شعوب العالم أن تتحد وأن تتوحد ليكون لها كلمة فى عالم لا يعرف إلا لغة القوة والاستقلال الوطني.
وأبدأ مع عبدالحليم حافظ مطرب ثورة يوليو.. المطرب الذى تفاعل مع «كاريزما» قائد ثورتها جمال عبدالناصر فصنعا الأسطورة والحلم.. وغنى ثورة مارد للحرية.. هب ونادى بالقومية، ردينا عليك يا جمال وأيدينا فى إيديك يا جمال وطلعنا معاك يا جمال نبنى وياك يا جمال.. وسمعناه بيقولها قوية، مجد بلادى حق عليا.
وانطلق عبدالحليم من أشعار صلاح جاهين وألحان كمال الطويل يدعو لمصر ويقابلها بالأحضان.. اللهم انصر بلدى وأيدها وسدد خطواتها وخد ايدها، يا رب اجعلنا نحقق كل خيال، اجعل يومنا الواحد بكفاح أجيال، فجَّر ينابيع الخير تحت أقدامنا.. المستقبل خلية نور قدامنا.. بالأحضان بالأحضان بالأحضان.. يا بلادى يا غنيوة فى دمي، على صدرك أرتاح من همى وبأمرك أشعلها نيران.. يا رب اجعلنا نحقق كل خيال.. اجعل يومنا الواحد بكفاح أجيال.
وجاء فريد الأطرش.. جاء بعد أن ابتعد سنوات عن مصر ليغنى يا مصر يا أم الدنيا.. وبحب عشانها الدنيا.. ما غابتش عنى ثانية نايم صاحى قدامي، أسهر يا عيونى ولا تنامى أهى رجعت أحلى أيامي، قلب الأمة العربية.. بلد النور والحرية بدعى لها وردوا عليا.. تحيا الأمة العربية.
وتمر الأعوام والثورة مستمرة.. حاصرونا فى 1956.. واستدرجونا فى معركة أعدوا لها فى 1967.. ومحونا العار فى 1973.. وأرادوا أن يدخلونا فى فتنة وانقسام وعودة للوراء فى أحداث يناير 2011 ونجح الشعب فى عبور جديد.. والمصرى سكته محفوظة بقرآنه وانجيله خرج من الأزمة أقوى مما كان ليبدأ فى بناء جمهوريته الجديدة وغنت له نانسى عجرم.. خدوا بالكم دى مصر.. المتشالة على الراس والعين خدوا بالكم دى مصر ولادها صباية ورجالة وليهم قلبين.. القلب الأول يحميها والقلب الثانى يحافظ عليها.
وذهب هانى شاكر يدعونا إلى اكتشاف مواطن القوة فى مصر.. وانت ماشى فى مصر سلم على اللى ربَّى واللى علِّم واللى كبر واللى عقل واللى هاود واللهم فهم على التاريخ اللى بيكتب اسمها فى كتابه.. على اللى بتربى ابنها من صغره يبقى راجل.
>>>
ولأننا ذقنا وعرفنا واستوعبنا ان قواتنا المسلحة هى الحصن.. هى الدرع.. هى الأمن والأمان فإن أطفال مصر غنوا للقوات المسلحة.. تعظيم سلام.. وحنحمى البلد دى لآخر الزمان عشان علمونا نحب الوطن.. حلمنا أما نكبر نكون زيهم.. منضعفش حتى فى عز المحن وجيلنا اللى طالع هيطلع لهم.. تحية فى قلوبنا وتعظيم سلام لأبطال بلدنا وكل احترام.. دى ناس سهروا ليلهم عشان ناس تنام مرتاحين.
وأثبتت الأيام ان صغارنا فى أغنيتهم تعظيم سلام لجيشنا كانوا يقولون فى هذه الكلمات كل شيء.. فاليوم نحن نعيش مرحلة من الفخار الوطنى باستقلالية قرارنا السياسي.. اليوم نقول ان ثورة يوليو مستمرة ضد التبعية.. وضد الاستعمار بكل أشكاله.. الاستعمار الذى يتعامل مع هذه المنطقة من العالم وكأنها ملك خالص له.. الاستعمار الذى استبدل احتلاله العسكرى بالاحتلال الاقتصادي.. الاستعمار الذى يخلق لنا أعداء من بين صفوفنا ليدخلنا فى معارك وانقسامات وهمية.. الاستعمار الذى يغذى نبرات الطائفية والعنصرية لتتباعد شعوبنا العربية عن بعضها البعض.. الاستعمار الذى يعيد إلينا سياسات المحاور والتحالفات والأوهام لإعادة تشكيل المنطقة وفقا لأهواء ومصالح تضمن وتؤمن وصول ثروات المنطقة إلى أعدائها فى غياب من الوعى وانعدام القدرة على اتخاذ القرار.
والثورة مستمرة.. ثورة شعب هب ونادى بالقومية.. ثورة شعب يكافح أجيالا وراء أجيال ويتصدى لمؤامرات ومؤامرات.. شعب يدرك ان الاستعمار لم يستسلم بعد.. والاستعمار لم يحمل عصاه ويرحل.. الاستعمار خرج من الأبواب.. ولكنه دخل من الشبابيك واقتحم كل الحواجز وربما تحول إلى الأوكسجين الذى تستنشقه الشعوب.. وهذا هو أخطر أنواع الاستعمار.
>>>
وعندما تستغرب من الذين يحاولون إيذاء مصر.. من الذين يتطاولون عليها من البلدان التى كانت مصر داعما ومساندا لها.. حين يحاولون بكل وقاحة استدراج مصر وتعريض أمنها القومى للخطر فتذكر فى هذا أجمل عبارة كتبها أحدهم لما تستغرب من وقاحة بعض هؤلاء افتكر ريا لما قالت لسكينة «الولية عضت إيدى وأنا بخنقها كأنى عدوتها».. يعنى عادى جدا الوقح يزعل من ردة فعلك على وقاحته..! وهذه رسالة لبعض صغار السوشيال ميديا الذين يتطاولون على مصر بعد مسيرة الرقص والهتافات التى اعتقدوا أنهم من خلالها سوف يفتحون عكا.. أقصد سيحررون فلسطين..!
>>>
وأخيراً..
قليل من الأمل.. وكثير من الدعاء.. وتستمر الحياة.
>>>
ورحم الله من عجز عن وصف ما بداخله.. فدعا ربه.
>>>
وعندما تسترجع أحداث حياتك، ستكتشف أن
أكثر شخص أنت مدين له بالاعتذار هو نفسك.
>>>
.. وكنت حظى الذى حققته الأيام لغيري.