ها هى الذكرى الـ«42» بالعودة الكاملة لأرض الأنبياء تهل علينا ومعها نتذكر حوادث التاريخ المجيد التى مرت بهذه البقعة الطيبة المباركة.. ولعل آخرها حرب رمضان– أكتوبر– المجيدة التى كانت واحدة من أعظم الحروب التى خاضها فرسان الساحة من جند مصر الأبطال ساعة لقنوا العدو المتغطرس درساً قاسياً فى فنون القتال.. وحطموا أسطورته الباهتة.. الكاذبة حين ادعوا زوراً وبهتاناً بأنهم الجيش الذى لا يقهر.
الأمر لم يقتصر على مجرد نصر عسكرى وفقط بل كانت هناك وبالتوازى مع المعارك العسكرية.. معارك الدبلوماسية المصرية والتى بدورها خاضت هى الأخرى سلسلة من معارك التفاوض مع الجانب الإسرائيلى انتهت هى الأخرى بنصر حاسم سجلته سجلات الدبلوماسية المصرية بأحرف من نور حين أنصف «التحكيم الدولي» مصر وحكم حكماً باتاً وقاطعاً بعودة طابا إلى حضن الوطن ليكون هذا الحكم التاريخى بمثابة الصفعة القوية على وجه العدوان البغيض الذى كان يُمنى النفس بأن تظل أرض سيناء العزيزة مدنسة بوجود هذا المحتل الغاصب فوق أرضها.
على الجانب المقابل وبعد استرداد سيناء بالكامل كانت خطط التعمير معدة سلفاً من أجل ان تنفذ فوق هذه الأرض المباركة التى تجلى الله فيها على رسوله موسى ومر فيها يعقوب النبى ويوسف ابنه وعيسى والعائلة المقدسة.. وكانت مشروعات الاستصلاح الزراعى فى جانب ومشاريع التعدين فوق أرضها بجانب المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
المواطن السيناوى استشعر مدى اهتمام الدولة بسيناء وخاصة عندما تم تدشين مبادرة «حياة كريمة» لتصبح سيناء فى بؤرة الاهتمام بصورة عملية فكان ان تم تغيير الواقع السيناوى من خلال انشاء البنية التحتية بأعلى مستويات التنفيذ دخلت مياه الشرب والكهرباء وكذا الصرف الصحى جميع قرى سيناء فى الشمال والوسط والجنوب.. ناهيك عن تعبيد الكثير من الطرق مع إقامة البيوت البدوية.
ثم.. ثم وهو الأهم الطفرة الهائلة فى جانب السياحة فى جنوب سيناء فقد شهدت مدنها شرم الشيخ ودهب ورأس محمد وغيرها من المدن طفرة هائلة فى المنشآت السياحية ولعل مؤتمر المناخ الذى عُقد فى مدينة شرم الشيخ COP27 خير دليل على الحالة غير المسبوقة التى شهدتها أرض الفيروز.. هنيئاً لنا ولكل عربى عودة هذه الأرض الطيبة إلى حضن الوطن الأكبر المصرى– العربى.