حادث مروع على الطريق الإقليمى راح ضحيته 19 فتاة كن فى طريقهن للبحث عن لقمة العيش.. الحادث وبالطبع لن يكون الأخير لو استمر الوضع على ما هو عليه.. هذان الطريقان الإقليمى والأوسطى تحولا بالفعل إلى طرق للموت بحوادث قاتلة مريعة وبشكل مستمر خاصة فى مناطق معينة على الأوسطى.. والعامل الرئيسى فى كل هذه الحوادث هو سيارات النقل الثقيل التى تمرح على الطريق وتسير بسرعات جنونية ليلا ونهارا فتقتل الأبرياء وتدهس السيارات وتمزق الأشلاء..
بداية نؤكد أن الطريق الأوسطى والطريق الإقليمى كانا إنجازا غير مسبوق فى مشروعات الطرق التى تم إنشاؤها مؤخرا.. ويكفى أن طريقا كنت تقضى فيه من ثلاث إلى أربع ساعات وقت الذروة أصبح لايتجاوز فى مدته نصف الساعة أو الساعة إلا الربع على الأكثر.
الكارثة هنا فى سيارات النقل الثقيل التى تكون محملة عادة بحمولات تتجاوز أكثر من ضعف الحمولة المقررة للسيارة ومع سعة الطريق ورحابته أمام السائقين الذين غالبا ما يكونون تحت تأثير المخدر فهم يتجاوزون السرعات المحددة بشكل يصل إلى حد الجنون..والنتيجة نعرفها جميعا ونراها كل يوم وكل ساعة.. وخاصة على الطريق الأوسطى عند مدخل مدينة 15 مايو ومدخل حلوان حيث تتكرر الحوادث القاتلة تقريبا.
الغريب أن طريقا مثل الأوسطى يفتقد لكل الخدمات التى يحتاجها أى راكب على الطريق فلا محطات وقود ولا استراحات ولا حتى عواميد إنارة لتجد فى النهاية الطريق بأكمله مظلما بطريقة قاتلة ولو أطفأ قائد السيارة مصابيح سيارته لتحول الطريق إلى كتلة من الظلام..مع أن هذه الطرق فى بداية تشغيلها كانت كلها مخططة بالألوان الفسفورية وعيون القط التى كانت تجعل الطريق ليلا منيرا بشكل كامل لايحتاج لأى أعمدة إنارة حتى اختفت عيون القط بعد سرقتها واختفت العلامات الفسفورية بعد مسحها وعدم تجديدها!!
والأكثر خطورة هو عدم توفير أى تواجد أمنى على الطريق سواء دوريات أو ارتكازات مرورية.. أو دوريات أمنية لمتابعة أى تجاوزات فى مثل هذه الأماكن الخالية من أى حياة بخلاف السيارات السريعة المتتالية.. وينطبق نفس الوضع الخاص بعدم وجود أى رقابة مرورية أيضا على طريق مثل طريق الأوتوستراد الذى تمرح فيه سيارات النقل الثقيل المحملة بكتل الرخام أو بالأحجار أو حتى بالقمامة دون أى رقابة تذكر إلا فى أماكن قليلة !
الغريب أن نقاط وضع الرادار لكشف السيارات السريعة أصبحت أماكنها معروفة للسائقين يبطئون عندما يقتربون منها ثم يعودون للسير بسرعات جنونية قاتلة بعدها!
هذه الطرق كانت ومازالت إنجازا كبيرا وتحديا أكبر ولكن عدم اكتمال الإنجاز هو ما يطرح تساؤلات مهمة تحتاج لرد عاجل خاصة مع وقوع حوادث كبرى بشكل يومى تودى بحياة عشرات الأبرياء فى كل حادث يقع بخلاف الخسائر المادية لأصحاب السيارات التى تخرج من الخدمة سواء سيارات النقل الثقيل أو الملاكى أو الأجرة والميكروباص..
ثقتنا كبيرة فى قيادات وزارة الداخلية الذين تعودنا منهم طيلة تعاملنا معهم على سرعة الاستجابة لأى مطلب فيه مصلحة المواطن.. وندائى للسيد وزير الداخلية والسيد مدير الإدارة العامة للمرور لوضع هذه الطرق تحت الرقابة الأمنية والمرورية.. وندائى للسادة المسئولين عن الطرق بالاهتمام أكثر بإنارتها وتوفير كافة الخدمات عليها بدلا من كونها الآن مجرد أماكن مظلمة ومهجورة لايوجد بها إلا سيارات عابرة أو على الأصح نعوش طائرة دون رقيب أو حسيب..