كشفت الحرائق التى أشعلها الكيان الإسرائيلى فى الشرق الأوسط على مدار العامين السابقين أن هناك مؤامرة كبرى على المنطقة من اليمين الإسرائيلى المتطرف يسعى فيها إلى التخلص من القوى الكبرى والقضاء على القيم المؤسسة للقومية العربية وتمهيد الطريق لبسط نفوذ سياسى واقتصادى وعسكرى على الجميع نابع من الأساطير التوراتية حول إسرائيل الكبرى ما يضمن له التفوق فى جميع المجالات وفرض الواقع بالمسيرات والطائرات الهجومية لينكفئ الجميع عن نجدة أو نصرة إخوانهم.
هذه الحرائق الممتدة على مدار العامين استندت على قوة عسكرية متقدمة تكنولوجيا واقتصاد مدعوم من قوى غربية تريد أن تجعل من الكيان الإسرائيلى الحارس القومى على مصالحها فى الشرق الأوسط ومن أجل ذلك لابد وأن يعى الجميع عددا من المحددات الأساسية للبقاء وعدم التنازل عن ثوابتها واستراتيجياتها.
أولا: إن الكيان الإسرائيلى هو كيان مجرم ووحشى يثبت كل يوم أنه لا سلام معه وأن العدوان والحقد والكراهية مركبات أساسية فى الشخصية الإسرائيلية، فهو يريد شرق أوسط جديداً يسير على هواه ويغض الجميع الطرف عنه حينما يتحول إلى ذئب جائع يريد أن يلتهم كل الشياه فى غياب الأسد الحقيقى الذى يمكن ان يطرده من المنطقة أو يمزقه إربا.
ثانيا: ان المقاومة الفلسطينية الشرعية فى قطاع غزة لا تزال تسطر تاريخاً عظيماً فى الصراع العربى الإسرائيلى الممتد منذ ثلاثينيات القرن الماضى، وهى بعد كل هذا الدمار تقتل وتصيب العشرات من جنود الاحتلال يوميا، وأن هذا الصمود ستذكره الاجيال وسيكتب بحروف مضيئة فى التاريخ وسيظل ملهما للقوى الوطنية التحررية وأن اى تنازل عن الثوابت معناه السقوط فى بئر الهزيمة والهواء مهما كانت التضحيات.
ثالثا: أن الوحدة والتكامل العربى هما السبيل الوحيد لحماية مصالح الشعوب العربية من أجل صناعة تنمية حقيقية فى الدول العربية، فالشعوب هى الرصيد الحقيقى للقوة التى تستطيع أن تقف فى وجه الأعداء.
رابعا: ان من يحمى الأوطان هى الجيوش الوطنية الحقيقية التى تأخذ بالعلوم العسكرية الحديثة وتطوير وتنويع مصادر سلاحها ومعامل الابحاث التى تستثمر فيها من أجل مواكبة ومواجهة القوى المعادية فهما السبيل الوحيد للنهضة والتقدم وتأمين الحدود ومواجهة الأعداء.