شهدت سيناء على مدار تاريخها الطويل الضارب فى القدم تخضب أرضها بدماء الشهداء المصريين على مر العصور، وكانت ولا تزال هى البوابة الرئيسية لأى غزو أو مستعمر يريد النيل من مصر.. فى هذا الإطار وضع جيش مصر الباسل على عاتقه المسئولية مع كل الأجهزة الأمنية من أجل عودة الأمن والاستقرار لهذه البقعة المباركة. وبذلك لا أكون مبالغاً إذا قلت إن أرض الفيروز باتت محور «مشروع قومي» التف حوله المصريون دون إقصاء أو استثناء. وهذا المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية سيناء، كما هو حادث الآن ويشارك فيه كل المصريين، فالدولة كلها تحملت تبعات هذه المسئولية الخطيرة، وشارك الجميع فى هذا المشروع القومي. وقد تحقق ذلك كله بعد الاستقرار الأمنى لهذه الأرض المباركة.
وتخليص البلاد تماماً من الإرهاب وتجفيف منابعه وجنودنا البواسل ما زالوا يقومون حالياً بهذه المهمة الخطيرة، وتأمين الحدود.. يبقى أن الدولة لن تترك سيناء، حتى لا تكون مطمعاً لإرهابيين أو خونة كما شهدنا مع جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت تعدها وطناً بديلاً للإرهابيين. مشروع تنمية سيناء يجب أن يكون مشروعاً قومياً.. فأمن سيناء من أمن مصر واستقرارها من استقرار البلاد جميعاً
وبفضل الإرادة السياسية القوية تخلصت سيناء من الإرهاب وباتت مشروعاً قومياً عظيماً بعد عمليات التنمية الواسعة التى شهدتها لأول مرة فى تاريخ مصر. وكانت القيادة السياسية على أعلى درجات الوعى والكياسة عندما أصرت على اقتلاع جذور الإرهاب بداخلها. ومن أجل ذلك انتفضت له الإرادة الشعبية، عندما فوضت الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى لاقتلاع جذور الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو، وتم القضاء عليه بعد المعارك الضارية والحرب الشاملة التى قامت بها القوات المسلحة.
وكان الله فى عون الدولة التى تتعرض لتهديدات خارجية كثيرة، فهناك إصرار شديد على النيل من مصر بشكل خطير، ويوم أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن على المصريين أن يشاركوا فى دعم تثبيت أركان الدولة، كان ذلك بمثابة رسالة واضحة وصريحة بأن هناك تهديدات كثيرة تتعرض لها الدولة من كل حدب وصوب، وجميع المخططات الإجرامية التى تواجهها الدولة تأتى فى إطار هذا.
ومنذ هذا التاريخ تواصل الدولة المعارك الشرسة ضد قوى الشر الإرهابية، من أجل الحفاظ على كينونة الدولة. وإذا كانت بعض الدول بالمنطقة قد سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب والصراعات، إنما كان الهدف الرئيسى هو مصر، وأن هذه الدول كانت بمثابة البداية، فالعين على مصر من الأساس.
ولا تزال المخاطر البشعة التى تتعرض لها الدولة.. وبشكل أشد مما مضي.. هل من تبرير لوجود أجهزة خارجية تسعى بكل السبل لإشاعة الفوضى بالبلاد؟!.. هل يعقل على سبيل المثال أن نجد المنطقة ملتهبة بهذا الشكل العنيف؟ حوادث إرهابية تقوم بها إسرائيل وأخرى غربية وأمريكية. تفسير ذلك أن المخططات الخارجية ما زالت تلاحق الدولة المصرية من كل اتجاه سواء كان ذلك من قوى إقليمية أو غربية ـ أمريكية. وإسقاط الدولة المصرية هو الهدف الأسمى الذى تسعى إليه هذه المخططات من أجل بقاء آمن لإسرائيل.
على كل الذين تغيب عنهم هذه الحقائق أن يفيقوا من غفوتهم، ولن ينال من مصر أحد طالما أن هناك شعبًا واعيًا ولديه فطنة سياسية وجيشاً وطنياً يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من أمن الوطن والمواطن، ومن أجل ذلك كان حديث الرئيس «السيسي» واضحًا وصريحًا وموجهًا تحديدًا للذين تتوه عنهم الحقائق، فاحذروا سقوط الدولة.
التربص قائم والخطر مستمر والأعداء يتحينون الفرصة فى الخارج والداخل، فلا بد من تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين الذين لا هم لهم سوى إسقاط الدولة أو على الأقل إهدار تماسكها وقوتها فى هذه المهاترات ومنع عودتها قوية متينة.. وهذا يقتضى من الجميع أن يفيق ويتخلى عن أية فرقة ولا يمنح أية فرصة لأى متربص يساعد فى تحقيق هدف الغرب وأمريكا وأدواته من الإخوان الإرهابية.
على الجميع أن يتخلى عن أى شيء يبث الخلاف بين الأمة المصرية وعلى النخبة بالبلاد أن تنتبه لهذه الكارثة قبل فوات الأوان، كما أن على الجميع أن يقوم بهذا الدور فى توعية الجميع سواء كانوا نخبة أو مواطنين عاديين.. احذروا المتربصين بمصر.