ما فعله نادى الهلال فى كأس العالم للأندية ووصوله لدور الثمانية كفريق عربى وحيد فى البطولة كان حديث العالم فى الأيام الماضية وبخاصة أن صعود الفريق العربى السعودى جاء على حساب فريق من أكبر فرق العالم فى القرن الحالى وهو مانشستر سيتي.
والحقيقة أن الفوز الكبير للفريق العربى السعودى 4-3 على السيتى ووصوله لدور الثمانية فتح باب التحليلات والمقارنات بين الهلال والأهلى من زاوية أن كلا الفريقين تولى أموره مدير فنى جديد تسلم المهمة قبل أيام من كأس العالم.
ففى الهلال تولى سيمونى إنزاجى مهام تدريب الفريق خلفا للبرتغالى جورج جيسوس قبل المونديال مباشرة وهو نفس موقف المدير الفنى للأهلى خوسيه ريبيرو الذى تولى المهمة أيضا قبل المونديال مباشرة خلفا للمدير الفنى المؤقت عماد النحاس وهى مواقف متشابهة ولكن النتائج مختلفة تماما حيث تأهل الهلال مع المدرب الجديد ليكون بين أفضل 8 فرق فى العالم ، بينما خرج الأهلى من الدور الأول للبطولة.
المبررات التى ساقها الجميع لخروج الأهلى كان بندا أساسيا فيها عدم دراية ريبيرو الكاملة بلاعبى الأهلى خلال ساعات قليلة فصلت بين توليه للمهمة وأول لقاء رسمى أمام إنتر ميامي، فى الوقت الذى تمكن فيه سيمونى إنزاجى من تحقيق الإنجاز الكبير فى نفس الظروف.
هناك بعض الفوارق فى الحالتين، أولها الخبرات الكبيرة لسيمونى إنزاجى مع الأنتر وفى مستوى عالمى كبير وصل خلاله لنهائى دورى أبطال أوروبا مرتين، وكيفية التعامل مع النجوم وهى أمور لم يصل إليها ريبيرو.
الفارق الثانى هو فارق إمكانيات للهلال الذى امتلك نخبة كبيرة من نجوم عالميين لعب الكثير منهم فى أوروبا مثل نيفيش وكوليبالى وكانسيلو وسافيتش والحارس العملاق ياسين بونو وحتى البرازيليين مالكوم وماركوس ليوناردو ولودى لعبوا كلهم فى أوروبا تحت أعين المدير الفنى الإيطالى وبالتالى لم يكن الأمر يحتاج لوقت طويل لمعرفة هؤلاء اللاعبين، بينما لم يتوافر لريبيرو مشاهدة لاعبى الأهلى بالمرة قبل تسلم المهمة.
وثالثا وهو الأهم فإن خبرات إنزاجى كبيرة فى التعامل مع الفرق العملاقة وكيفية السيطرة على الفرق الكبرى المتخمة بالنجوم وآخر مثال على ذلك قيادته للأنتر مؤخرا للفوز على أقوى فريق فى العالم حاليا وهو برشلونة فى الدور قبل النهائى لدورى الأبطال بنفس الطريقة التى فاز بها مع الهلال على السيتى بالدفاع المتحفظ المضغوط ثم التحولات الهجومية التى تعتمد على سرعات المهاجمين وقدرتهم على إستغلال المساحات، وكأنه كان يعيد نفس السيناريو أمام السيتي.
رابعا استغل إنزاجى إمكانيات لاعبيه الذين تبلغ قيمتهم السوقية ثلاثة اضعاف لاعبى الأهلى تماما لتنفيذ خطته بتسجيل الأهداف من أقل عدد من الفرص المتاحة من الهجمات المرتدة والتحولات السريعة، وعليك أن تتخيل أن الأهلى وهو يلعب بنفس تلك الطريقة أمام بورتو فى ختام مبارياته فى المونديال فى النصف الثانى من الشوط الثانى للحفاظ على تقدمه 4-3 ، أهدر لاعبوه 8 إنفرادات كاملة بالمرمى وبزيادة عددية فى كل هجمة ولم يسجل، بل وأصيب مرماه بهدف التعادل، بينما تمكن الهلال من تسجيل 3 أهداف من الأربعة من تحولات هجومية وتكفل دفاعه وخلفه العملاق ياسين بونو بإنقاذ مرماهم من عشرات الفرص.
هذه هى الفوارق الموجودة فعليا بين الحالتين، ولكن علينا أيضا أن نذكر أن فتح الإحتراف تماما ليلعب فريق مثل الهلال بعشرة لاعبين من الأجانب فى المباراة بين أساسيين وبدلاء هو أمر أتاح كل هذه الخبرات للفريق العربي، ولكن إحقاقا للحق فإن هذه الزيادة الضخمة فى عدد الأجانب أدت إلى عدم توافر قماشة كافية لإختيارات المنتخب السعودى بسبب قلة عدد اللاعبين المحليين فى كل الفرق ليفشل المنتخب السعودى فى التأهل لكأس العالم فى المرحلة الأولى للتصفيات الآسيوية.