>> وفى عيد تحرير سيناء فإن الكلمات التى كتبها شاعر مصر عبدالرحمن الأبنودى ولحنها عبقرى آخر من الملحنين العظام كمال الطويل وغناها أسطورة الغناء المصرى الخالد عبدالحليم حافظ فى ذكرى تحرير سيناء ستظل هى الأبلغ والأكثر تعبيرا عن الأرض وعن الشرف وعن الكرامة وعن تمسكنا بكل حبة رمل فى أراضينا المقدسة.. وهى أغنية للأمس ولليوم وللغد وهى رسالة أيضاً بأن مصر التى سالت دماء أبنائها فوق أرض سيناء سوف تظل على العهد باقية أمام أى محاولات أو خطط شيطانية تتعلق بسيناء أو بأى جزء من أراضى مصر.
وأعيد.. أعيد عليكم التذكير بالأغنية التى قالت كل شيء والتى روت الحكاية كل الحكاية.. فى الأولة قلنا جايين لك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا والتانية قلنا ولا رملاية فى رمالك، عن القول والله ما سهينا والتالتة انتى حملى وأنا حمالك صباح الخير يا سينا وصباح الخير يا سينا رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى ضمينا وبوسينا يا سينا، مين اللى قال كنت بعيدة عني، انت اللى ساكنة فى سواد النني، مش سهل على الشبان يسهوا عن الأوطان ورسيت مراسينا على رملة شط سينا وقلنا يهون علينا دا أول الشطئان، قالوا الحياة غالية قلنا الشرف أغلي،
بلادى يا بلادى يا عيون قمر الربيع اندهى يا بلادى يجاوبك الجميع.
>>>
ومادمنا نواصل احتفالات عودة سيناء فإن التحية واجبة لرجل الحرب والسلام.. للرجل الذى اتخذ القرار وعبر القنال.. للرجل الذى أعاد سيناء بالحكمة وبالقوة.. وبهجوم السلام.. لابن مصر وكبير عائلتها.. لمحمد أنور السادات.. الرئيس الذى عرفنا معه معنى الانتصار.
>>>
وأكتب عما يحدث الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية.. أكتب عن تحول مهم فى الفكر والعقل الأمريكي.. أكتب عن شباب أمريكا فى الجامعات الذين يغيرون الآن شكل الخارطة السياسية فى البلد الذى كان أسيرا وخاضعا للقوى المعادية للحق العربى فى الصراع العربى – الاسرائيلى الذى كان ممتدا عبر عدة عقود من الزمان.
فالآن تشهد الجامعات الأمريكية انتفاضة طلابية تدعو لوقف الحرب الدائرة فى غزة، انتفاضة لنصرة الأطفال الذين يموتون جوعا.. انتفاضة انسانية فى دولة مازالت تقدم الدعم بالمليارات من الدولارات وأحدث الأسلحة لإسرائيل لمواصلة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وطلاب أمريكا الذين خرجوا يعلنون موقفهم كشفوا أيضاً عن زيف الديمقراطية الأمريكية فقد تعرضوا لإلقاء القبض عليهم وفض تجمعاتهم بالقوة.. طلاب أمريكا كشفوا الوجه القبيح للانحياز السافر لإسرائيل على حساب المبادئ التى لا يجب أن تتجزأ.. طلاب أمريكا أعادوا إلينا الأمل.
>>>
ونعود لحواراتنا الداخلية وحيث اختلطت المفاهيم لدى البعض وائتلاف أو جروب أو اتحاد للأمهات يدلى بدلوه فى كل قضايا التعليم ويحاول فرض كلمته الآن فى امتحانات الثانوية العامة داعياً الأمهات إلى التعبير عن مطالبهن لإرسالها إلى وزارة التربية والتعليم للأخذ بها قبل وضع أسئلة الامتحانات؟!
وكل ما جاء من تعليقات ومطالب حلو وجميل.. وحتى الآن فى المعقول.. وربنا يستر من تطور الطلبات وأن يكون الطلب القادم هو عرض الأسئلة عليهن قبل الامتحانات.. ليه لأ..!! تأثيرهن عظيم..!
>>>
وأتى صديقى الصحفى البريطانى إلى القاهرة ليكتب عن الحياة فيها.. والرجل لم يتوقف عن المقارنة بين مستوى حياة الناس فى مصر.. ومستوى حياة الانجليز فى بلادهم.. الرجل كان بالغ التعجب من كل ما يقال عن الأزمة الاقتصادية فى مصر ومعاناة المصريين التى يتحدثون عنها.. الرجل الذى استمتع بالحياة فى شوارع ومطاعم القاهرة لم يصدق ان هناك غلاء فى الأسعار أو ان هناك نقصا فى بعض السلع.. الرجل وجد استمتاعا للناس بالحياة لم يعرفه أو يره من قبل.. والرجل الذى تناول عشاءا فى الواحدة صباحا فى أحد المطاعم الشهيرة لم يكن يريد العودة إلى بلاده.. الرجل أصبح مفتونا بحياة الشارع فى مصر.. الرجل جاء ليكتب عن أزماتنا وعاد ليكتب عن أزمات بلاده..!! احنا بلد عايشة رغم كل شيء..!
>>>
وأكتب بكل الفخر عن معان جميلة فى بلادي.. أكتب عن المشاركة المجتمعية فى المناسبات الاجتماعية الخاصة كالزواج.. وأكتب عن تقاليد وأعراف تعكس أبعادا بالغة الدلالات.. فقد تزوج الشاب المحدود الإمكانيات فى قرية من قرى مصر العامرة بالخير والمحبة.. وصباح اليوم التالى كانت القرية كلها فى طريقها لمنزله.. كانوا يقدمون له «النقطة».. والنقطة هى مبالغ مالية تقدم للعريس والعروسة.. وتشكل مبلغا جيدا يساعدهما فى بداية رحلة الزواج.. كانت السعادة على كل الوجوه.. وما يقدمونه اليوم يستردونه فى مناسبات أخري.. ولكن المهم اليوم.. المهم أن يساعد الناس بعضهم البعض دون خدش للحياء أو الكرامة.. المهم أن يكون هناك تكاتف وتعاضد وتلاحم فى كل الظروف.. وهذا هو السلام الاجتماعى الذى حفظ هذا البلد قويا دائما.
>>>
>> وأخيراً:
أن تعيش وحدك.. خير من ألف منافق حولك.
>>>
فإن للنفس كرامة تعلو مع رغبات القلب.
>>>
واللهم دعائى الذى لا يعلمه سواك.
>>>
وبعض الكلمات كالمطر.. تسقى أرواحا فتزهر.