> السؤال الكبير فى حياتنا: ما هى قيمة ثورة 30 يونيو 2013 اليوم؟!
تؤكد التجربة والواقع ان 30 يونيو 2013 تعد ذلك اليوم الذهبى الذى سوف ترتفع قيمتها فى بورصة التاريخ وفى ذاكرة الشعب على مدى الزمن.
ثورة 23 يوليو 1952.. كانت حركة الجيش التى أيدها الشعب ثورة 30 يونيو 2013 كانت ثورة الشعب التى أيدها الجيش وانحاز فيها إلى جانب إرادة الشعب- ضد جماعة الإخوان الإرهابية العميلة.. عميلة الاستعمار البريطانى قديماً.. وعميلة الإمبراطورية الأمريكية حالياً.
> سوف يتوقف التاريخ طويلاً.. طويلًا.. أمام ثورة 30 يونيو 2013.. أحداثها.. ومنجزاتها والحقيقة ان هذه الثورة الخالدة تعتبر البداية السياسية الحقيقية لتاريخ مصر فى القرن الحادى والعشرين.. فقد تحملت قواتنا المسلحة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئوليات جسيمة.. فى تأمين مصر ومقدرات شعبها.. وتأمين حدود ووجود هذا الوطن العظيم فى ربوع وادى النيل.
لن ننسى
> وتحمل أبناء الشعب من جنود وضباط قواتنا المسلحة المسئولية التاريخية الكبرى فى الحرب على الإرهاب.. وجماعته الإخوانية وعصاباته الخائنة سواء فى سيناء أو حتى فى الوادى والدلتا.. لن ننسى جرائم الاغتيالات والانفجارات.. من القاهرة إلى المنصورة لن ننسى شهداءنا الأبرار الذى ضحوا بأرواحهم فوق رمال سيناء فى المعارك الدموية ضد عصابات الإرهاب وكان الهدف النبيل دائما هو تطهير سيناء وكل مكان فى أرض مصر من الإرهاب جماعته وعصاباته الخائنة العميلة.. نعم كان الهدف هو إقرار الأمن والسلام والاستقرار فى كل مكان من أرض مصر الطاهرة.
> وأطلق الخبراء على ذلك اسم «الاستقرار الإستراتيجى» لمصر الذى خطط له الرئيس السيسى بهدف فتح الأبواب والآفاق واسعة أمام مشروعات التنمية العملاقة فى كل مكان من أرض مصر.. وكانت قناة السويس الثانية هى أول مشروعاتنا العملاقة بـ8 مليارات دولار من أموال واستثمارات أبناء الشعب.
لويس وكيسنجر
> كل من يريد أن يعرف القيمة التاريخية الكبرى لثورة 30 يونيو 2013.. عليه أن يتأمل جيدا وقائع الحرب الإرهابية التى تعرضت لها سوريا وليبيا منذ 2011 بعد مؤامرات وانقلابات الربيع العربى التى خططت لها المخابرات المركزية الأمريكية بدقة وعناية فائقة حسب مخططات برنارد لويس وهنرى كيسنجر.
> يكفى أن تقارير البنك الدولى الأخيرة تؤكد أن سوريا لا يمكنها أن تصل إلى حجم الناتج القومى الخاص بها فى 2010 إلا بعد عام 2080 أى بعد 55 عاماً من الآن- الدمار الهائل فى مدن سوريا الكبرى والصغري- ليس له مثيل فى تاريخ حرب المدن.
> اليوم لا أحد يدرى كيف سوف تنتهى الحرب الأمريكية- الإسرائيلية على إيران؟! لا أحد يدرى كيف سيكون التفاوض بين واشنطن وطهران؟! لكننا نعرف أن الهدف هو منع إيران من امتلاك سلاح نووى ويقولون فى واشنطن إن ضربات قاذفات بي-2 الخفية الأمريكية انطوت على رسائل ردع لكل من كوريا الشمالية وروسيا والصين.
صناعة الحرب
> فى واشنطن أكد السيناتور الأمريكى كريس بيرفى انه يوجد فى واشنطن الكثير من الناس بأعداد كبيرة.. الذين يصنعون ثروات هائلة بالحرب وصناعة الحرب.
وقال هنا فى واشنطن توجد صناعة اسمها «صناعة الحرب» يحقق من ورائها أعداد كبيرة من الناس أرباحا طائلة ومكاسب وثروات مالية كبرى.. وجميعهم فى المجمع الصناعى العسكرى الأمريكى العسكريون والأمريكيون يتمتعون بكفاءة عالية ويشعرون بالسعادة دائماً أمام ما يمكنهم فعله خلال الحرب.. وأصحاب شركات صناعة السلاح يؤكدون دائماً ان المدافع والطائرات يمكنها إيجاد الحل لكل مشكلاتنا!! وتحدثت نيويورك تايمز الأمريكية فى هذا الموضوع أيضا.
> ويقولون فى واشنطن حاليا ان الشرق الأوسط ينتقل حاليا من عصر إلى عصر.. من عصر اتفاقية سايك بيكو البريطانية- الفرنسية إلى عصر مخطط برنارد لويس وكيسنجر.. والهدف هو وضع خرائط جديدة لحدود الدول والشعوب من لبنان وسوريا إلى العراق وإيران.. بهدف التقسيم والتجزئية.
التقسيم
> أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مؤخراً أن ضربات الحرب الأمريكية- الإسرائيلية على إيران أعادت تشكيل النظام الإقليمى فى الشرق الأوسط.
> ويقول الأمريكى بروس إبرامسون فى وقاحة مطلقة إنه حان الوقت لإعادة رسم الحدود بين الدول والشعوب من أجل تحريك وإعادة توطين السكان.. لإقامة الشرق الأوسط الجديد المزدهر والأكثر إنسانية من المنظور الأمريكي- الصهيونى.
> المخطط الجديد لا يستهدف فقط ضمان انفراد إسرائيل بالسلاح النووى.. بل وضمان بقاء ووجود إسرائيل فوق كامل أرض فلسطين.. يقول إبرامسون إن الحكومات المركزية فى لبنان وسوريا والعراق ضعيفة ولا يمكنها الحفاظ على تماسك دولهم ووحدة أراضيها.. بدون دعم الولايات المتحدة وآلة الحرب الأمريكية.. ولا يوجد بديل إنسانى لحل أزمات الطوائف العرقية والدينية فى هذه الدول بالأمن خلال إعادة رسم الحدود وتبادل السكان وإعادة توطينهم.. لا يوجد حل لأزمات الشرق الأوسط إلا من الخارج.
لبنان المسيحى
> ويقول إبرامسون لابد أن يكون لأمريكا مكانها القيادى المركزى على مائدة إعادة رسم الحدود الجديدة للدول والدويلات الجديدة.. بما يتماشى مع شعار ترامب «أمريكا أولا»!!
> يوضح أن الشرق الأوسط المستقر الذى تريده أمريكا.. يتطلب دفع كل المسيحيين فى سوريا والعراق نحو لبنان.. بما يجعل من لبنان دولة مسيحية فقط.. ويطالب بإقامة «جيب» أو دويلة صغيرة للدروز فى جنوب سوريا خاضعة لحماية إسرائيل.. ويمكن إقامة دويلة أخرى فى سوريا للأقلية العلوية قرب اللاذقية.
> وتبقى مشكلة «الجيل الرابع» من اللاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية.. وهؤلاء لا يوجد بديل سوى ترحيلهم وإعادة توطينهم فى العالم العربى.
تبقى أزمة الأقليات الكردية فى سوريا والعراق وإيران.. ومازالت تركيا تقف ضد إقامة دولة مستقلة لهم.
بين الأنياب الأمريكية
> أما لو حدث وانهار النظام القائم فى إيران.. فسوف تحدث فوضى هائلة.. خصوصاً بين أقليات شمال غرب إيران.
ويقول إبرامسون إنه سوف يبقى هناك سؤال كبير بلا إجابة لأن الأغلبية السنية العربية تمثل أخطر التحديات.. وكل شىء يعتمد على قوة أمريكا العسكرية والدور القيادى الأمريكى.
> وقد يكون هناك الكثير من الألم و المعاناة والحرب والموت لكن الشرق الأوسط المزدهر يتطلب الكثير من التضحيات وحسب المنظور الأمريكي- الإسرائيلى الصهيونى.
يقول إبرامسون ان من يتمسكون بالخرائط السياسية القائمة يفرضون على الشرق الأوسط مائة عام أخرى من الحرب والدمار.. ويطالب أمريكا بالقيام بالحد الأقصى من الجهد.. بالحد الأدنى من التورط العسكرى المباشر.
> هكذا نكتشف أن المنطقة من لبنان وسوريا إلى العراق.. وحتى إيران قد أصبحت بين أنياب الإمبراطورية الأمريكية.. وإذا كانت واشنطن هى مدينة صناعة الحرب.. فإن إسرائيل هى المركز الإقليمى الأمريكى لصناعة الحرب.
الانفجار الكبير
> هكذا نكتشف أن الحرب الأمريكية- الإسرائيلية على إيران- كانت هى الضربة الاستباقية التى تستهدف تنفيذ المخطط الصهيونى لبرنارد لويس من أجل تقسيم وتفتيت وحدة أراضى لبنان وسوريا والعراق.. وحتى إيران.. ولا توجد سوى عقبة وحيدة لإقامة دولة للأكراد.. هى تركيا.
> هذا هو الانفجار الكبير القادم فى الشرق الأوسط مخطط إعادة تقسيم الدول العربية إلى دويلات عرقية ودينية.. كان جاهزاً للتنفيذ خلال ما يسمى بالتقلبات وثورات الربيع العربى فى 2011.. ولكن تم احباط وإسقاط هذا المخطط الشيطانى الكبير حين قامت ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر.. فهل أدركنا الآن قيمة ثورة 30 يونيو فى سجلات التاريخ وفى ذاكرة الشعب المصرى الذى قام بالثورة.. وإحباط مؤامرة كبرى.. كانت تستهدف حدود ووجود مصر.. وسلامتها ووحدة أراضيها.
> لكن من الواضح أن الحرب على إيران ليست حرب إسرائيل الأخيرة!!
الأحاديث تتردد عن اتفاقيات إبراهام جديدة.. لكن المخطط الشيطانى أكبر من ذلك بكثير.. كثير جداً.
