فشل مجلس الامن مؤخراً فى استصدار قرار بقبول فلسطين عضوا بالامم المتحدة بسبب استخدام الولايات المتحدة الامريكية حق الفيتو رغم موافقة 12 عضواً على القرار وامتناع دولتين عن التصويت وحصول فلسطين على الاغلبية المطلوبة لاصدار القرار وتبنت الولايات المتحدة وجهة النظر الاسرئيلية التى اراقت الدم الفلسطينى بصور مختلفة ويمثل ذلك كمن يلعب بالنار رغم تعاطف المجتمع الدولى مع القضية الفلسطينية ضد حرب الابادة وازدواجية المعايير.
ويعتبر قيام اسرائيل بضرب القنصلية الايرانية فى دمشق وعدم ادانة مجلس الامن لها وتكرار الضرب فى اصفهان الايرانية للمرة الثانية كمن يلعب بالنار ويهدد استقرار منطقة الشرق الاوسط ويؤدى الى اندلاع حرب اقليمية.
ان قيام مجموعة السبع الكبار بإدانة ايران على الضربة التى وجهتها لاسرائيل بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة يمثل ازدواج فى المعايير وانحيازا اعمى لجانب المعتدى ولعبا بالنار فى استقرار منطقة الشرق الاوسط والامر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة الامريكية والتى شاركت فى المفاوضات التى أجريت لعودة النازحين والافراج عن الرهائن من الجانبين وعودة النازحين لشمال غزة وتتهم الفلسطينين الان بافشال المفاوضات وذلك تهديد لاستقرار المنطقة.
ان قيام اسرائيل يومياً بمهاجمة الفلسطينين فى الضفة الغربية والقدس الشرقية واعتقالهم بالعشرات والتصدى لاعمال المقاومة وهدم المنازل واعادة المفرج عنهم إلى محبسهم مثل من يلعب بالنار ويؤدى لتراجع الاستقرارونقص الامدادات وخفض معدلات التنمية واطالة زمن الحرب ورغم عدم تنفيذ اسرائيل الاجتياح البرى لرفح الفلسطينية حتى الان فإن الشهداء الذين يسقطون يومياً فى الضربات الاسرائيلية على رفح تمثل استمرارا لحرب الابادة التى تمارسها اسرائيل ضد الفلسطينيين وانتهاك القوانين الدولية حيث تستهدف اسرائيل التجمعات ذات الكثافة لقتل الاطفال والنساء.
ان تهديدات الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية بفرض عقوبات على المستوطنين الاسرائيليين مازالت غير مؤثرة لردعهم عن القيام بمثل هذه التصرفات المخالفة للاعراف والقانون الدولى وتؤدى لدمار ممتلكات الفلسطينيين ونهب مزيد من الاراضى لاقامة مستوطنات جديدة.
اللاعبون بالنار فى منطقة الشرق الاوسط اصبحوا أكثر والكل يمارس اللعبة بشكل يختلف عن الاخر ولكنها تؤدى فى النهاية الى اشتعال المنطقة واطالة زمن الحرب وربما لقتل مزيد من الرهائن من الجانبين بسبب الاصرار على وجهة نظر ضيقة تنظر فى الاساس الى المصلحة الشخصية لرئيس وزراء اسرائيل الذى يحرص على اطالة الحرب لاطول وقت والانتصار فى حرب الابادة.
وفى تقديرى ان قيام محكمة العدل الدولية باستصدار قرارات اعتقال ضد مجرمى الحرب الاسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو ووزراء الحرب وبعض القادة العسكريين سوف يؤدى الى نقطة تحول ايجابى لوقف الحرب الاسرائيلية على الفلسطينين وبدء حوار جاد لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة الى جوار اسرائيل على اراضى حدود ما قبل 1967.
ان استمرار الحالة الضبابية وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى تؤدى الى استمرار العنف ويتولد من اليأس كبوات جديدة تضر المنطقة أن الرأى العام العالمى يصر على ضرورة وقف حرب الاباة واعطاء الحرية لفلسطين ووقف ما يسمى بازدواجية المعايير.