توقعات إياتا لعام 2025: أرباح شركات الطيران العالمية في ارتفاع مستمر
كشفت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، التي عقدت مؤخرًا في الهند، عن مجموعة هامة من الأرقام التي تتناول حركة الطيران العالمية.
وقد شهد انعقاد هذه الجمعية في العاصمة الهندية نيودلهي حضور كل من ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، وفيجاي كومار سينغ وزير الطيران المدني الهندي، وويلي والش المدير العام للإياتا.
وكان من أهم ما أُعلن خلال الجمعية العمومية توقعات الإياتا خلال العام الجاري وتأكيدها على استمرار ارتفاع أرباح شركات الطيران الأعضاء في “إياتا”، والبالغ عددهم 350 شركة طيران، إلى 36 مليار دولار، بواقع 7.2 دولار عن كل راكب.
أداء قطاع النقل الجوي في 2024: نقل 5 مليارات راكب وحصة في الناتج القومي
وقال ويلي والش إن أعداد الركاب الذين تم نقلهم عبر شركات الطيران أعضاء الإياتا في العام الماضي بلغ 5 مليارات راكب، بالإضافة إلى نقل 69 مليون طن بضائع، مسجلة انخفاضًا عن العام السابق بنسبة 4.7٪. وبلغت عائدات الشحن الجوي 142 مليار دولار.
وأشار إلى أن صناعة النقل الجوي ساهمت في الناتج القومي لدول هذه الشركات بنسبة 3.9 ٪، وتوفر حوالي 86.5 مليون وظيفة.
النقل الجوي: الوسيلة الأكثر أمانًا عالميًا
وأكد ويلي والش الانتهاء من تقرير حوادث الطيران التي وقعت خلال السنوات الست الماضية، مشيرًا إلى أن النقل الجوي يعد الوسيلة الأكثر أمانًا على مستوى العالم. وأوضح أنه من بين 40.6 مليون رحلة طيران في عام 2024، وقعت 7 حوادث طيران.
تحديات النمو في قطاع الطيران: تأخر تسليم الطائرات
وأشار إلى أن قطاع الطيران المدني عالميًا يشهد تباطؤًا في النمو بسبب تأخر الشركات المصنعة للطائرات عن تسليم الطلبيات لشركات الطيران.
وكشف أن هناك شركات طيران شهدت تأخرًا في استلام طلبياتها من الطائرات الجديدة لأكثر من 14 عامًا، وأن الطلبيات المتوقع تسليمها من الطائرات الجديدة تسجل تأخرًا بنسبة 26 ٪ من إجمالي الطلبيات المقرر تسليمها في عام 2025.
توسع عالمي في البنية التحتية للمطارات
وقال ويلي والش إن العديد من الحكومات تساند قطاع الطيران المدني وتعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية في مطاراتها أو بناء مطارات جديدة. ومن بينها الهند التي استضافت أعمال الجمعية العامة وتبني مطارًا جديدًا في نيودلهي وآخر في بومباي.
وكذلك المغرب التي ستنتهي من مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطاراتها في عام 2030. وتستعد دبي لافتتاح واحد من أكبر المطارات، وتخطط سنغافورة لافتتاح واحد من أكبر المطارات في العالم “Mega Terminal” في عام 2030 أيضًا.
كما أن دول أمريكا اللاتينية تسعى لتحويل مطاراتها إلى مطارات محورية، وفي مقدمتها مطار بوينس آيرس ومكسيكو سيتي وبنما وسان باولو. وهذه النماذج تشير إلى أن الحكومات على مستوى العالم تسعى لبناء مستقبل واعد لصناعة الطيران لما تحققه من نمو اقتصادي وسياحي.
الرقمنة: ضرورة لتوفير الوقت والتكاليف في قطاع الطيران
وأضاف ويلي والش أن هناك تحديات عديدة أمام صناعة النقل الجوي، ومن أهمها الرقمنة، وهي التي يمكن أن توفر في الوقت والتكاليف وتساعد في سرعة إنهاء إجراءات السفر.
هدف الوصول إلى صفر انبعاثات في 2050: مسؤولية مشتركة
وأوضح ويلي والش أن التحدي الأساسي للاستدامة كان في عام 2021 عندما وقعت شركات الطيران أعضاء الإياتا اتفاقية الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية في عام 2050 من خلال الانتقال لاستخدام الوقود الحيوي، مشيرًا إلى أن شركات الطيران لا تستطيع تنفيذ هذا التحول بمفردها، ولا بد من مساعدة الحكومات.
توقعات أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا
وأشار ويلي والش إلى أنه من المتوقع أن تصل أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط إلى حوالي 6 مليارات دولار، في حين من المتوقع أن تصل أرباح شركات الطيران الأفريقية إلى 200 مليون دولار.
مصر للطيران تعزز أسطولها بصفقات جديدة
وخلال فعاليات الإياتا، أعلن الطيار أحمد عادل رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران عن انتهاء مصر للطيران من تمديد عقد 5 طائرات من طراز البوينج 777، والاتفاق مع شركة إيرباص على استلام أول طائرة من صفقة الإيرباص 350/900 في شهر ديسمبر القادم، على أن تتسلم الشركة 6 طائرات من نفس الطراز خلال عام 2026، و3 طائرات في عام 2027.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق أيضًا مع شركة بوينج على استلام 8 طائرات من صفقة البوينج 373 ماكس في عام 2026 و10 طائرات في 2027. وقال إن مصر للطيران اتخذت قرارًا بتجديد طائرتين من طراز إيرباص 330/300 بالكامل من الداخل بتجهيزات مماثلة لتجهيزات الطائرة الإيرباص 350 الجديدة، ومن المقرر الانتهاء من تجديد الطائرتين خلال شهر ديسمبر القادم.
وأكد أحمد عادل أن مصر للطيران لديها خططًا لزيادة عدد الرحلات على العديد من الخطوط وتشغيل خطوط جديدة مع الانتهاء من تسلم الطائرات الجديدة.
مصر للطيران تشارك بفاعلية في معرض لابورجيه للطيران
وعقب انتهاء فعاليات الجمعية العمومية للإياتا، شاركت وزارة الطيران المدني في واحد من أكبر معارض الطيران والفضاء في العالم “معرض لابورجيه” في دورته رقم 55 الذي يقام كل عامين في العاصمة الفرنسية باريس.
وخلال فعاليات المعرض الذي ترأس وفد مصر فيه الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، جرت مفاوضات رسمية بين مصر وفرنسا، حيث تم توقيع اتفاقية ترتيبات فنية لتعزيز التعاون في مجالات الطيران المدني المختلفة مع وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو، بحضور علاء يوسف السفير المصري في باريس وأماني متولي الوكيل الدائم لوزارة الطيران المدني والطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني.
وأكد الدكتور سامح الحفني أن هذه الاتفاقية تعكس التزام الجانبين المصري والفرنسي بدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تعزز من كفاءة هذا القطاع الحيوي، موضحًا أن توقيع الاتفاقية يمثل خطوة استراتيجية وفعالة لفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التدريب والسلامة الجوية وأمن الطيران والاستدامة، إلى جانب التعاون في مجال المطارات.
مقترح مصري لإنشاء مركز لصناعة قطع غيار الطائرات بالتعاون مع إيرباص
وخلال اللقاء، طرح الدكتور سامح الحفني مبادرة لإنشاء مركز متخصص لصناعة قطع غيار الطائرات في مصر بالشراكة مع شركة إيرباص بهدف تعزيز التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة في المنطقة، وهو ما رحب به الوزير الفرنسي مؤكدًا ترحيبه بالفكرة والعمل على إنجاحها. وخلال اللقاء أيضًا، ناقش الوزيران إمكانية مشاركة الشركات الفرنسية في تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية ضمن خطة الدولة لإشراك القطاع الخاص في إدارة المطارات مع الحفاظ على الملكية العامة لها.
صفقة جديدة: 6 طائرات إيرباص 350 تنضم إلى أسطول مصر للطيران
وعلى هامش المشاركة في معرض لابورجيه، وقع الطيار أحمد عادل رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران اتفاقية مع شركة إيرباص لإنضمام 6 طائرات جديدة من طراز إيرباص 900/350، ليرتفع عدد الطائرات التي تعاقدت عليها مصر للطيران من هذا الطراز إلى 16 طائرة.
وكان هذا هو الحدث الأبرز خلال هذه المشاركة. وأكد الطيار أحمد عادل أن هذا التعاقد يأتي استكمالًا لرؤية مصر للطيران لدعم أسطولها بأحدث الطائرات وتوسيع قدرتها التشغيلية بما يتماشى مع خطط النمو المستقبلي.
تكريم مصر للطيران: جائزة أفضل شركة طيران في أفريقيا لخدمة الركاب
وكان أفضل ختام للمشاركة المصرية في معرض لابورجيه إعلان فوز مصر للطيران بجائزة أفضل شركة طيران في أفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب وفقًا لتقييم سكاي تراكس، واحتلال مصر للطيران المركز 68 ضمن قائمة أفضل 100 شركة طيران على مستوى العالم.
وهو ما اعتبره الدكتور سامح الحفني وزير الطيران تأكيدًا على نجاح تطوير منظومة الطيران المدني وتحسين الخدمات المقدمة للركاب والمسافرين على متن رحلات مصر للطيران.
وقال الكابتن أحمد عادل إن الجائزة تعد إنجازًا دوليًا جديدًا يعزز من تنافسية مصر للطيران على المستوى الإقليمي والقاري في إطار سعيها للارتقاء بمستوى الخدمات وتحسين تجربة سفر ركاب مصر للطيران بداية من حجز تذاكر السفر مرورًا بالمراحل المختلفة قبل وأثناء وبعد الرحلة.
وأكد الكابتن محمد عليان رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية أن الجائزة جاءت لتؤكد التزامنا بمعايير الخدمة العالمية من خلال التدريب المستمر لفرق العمل ذات التخصصات المختلفة، وأن هذه الجائزة إشادة عالمية بمستوى الخدمة التي تقدمها مصر للطيران.
توسيع أسطول إيركايرو: إضافة طائرات جديدة لخدمة خطوطها المتزايدة
من ناحية أخرى، أعلن الطيار أحمد شنن رئيس شركة إيركايرو خلال مشاركته في معرض لابورجيه عن توقيع اتفاقية مع إحدى شركات تأجير الطائرات لتأجير طائرة جديدة من طراز إيرباص 320، لتدعيم خطة الشركة لتحديث أسطولها وتوسيع شبكة خطوطها المنتظمة والعارضة.
وأشار إلى أن إيركايرو تسلمت في شهر يونيو الجاري طائرة جديدة من طراز إيرباص 320، وأنه من المقرر أن تتسلم 4 طائرات جديدة من نفس الطراز قبل نهاية العام، و3 طائرات أخرى من طراز إيرباص 320 نيو خلال العام القادم ليصل أسطول الشركة مع نهاية 2026 إلى 45 طائرة.
وقال إن انضمام الطائرات الجديدة يعزز من إمكانيات إيركايرو بشكل كبير ويتيح الفرصة للانطلاق إلى وجهات جديدة وزيادة عدد الرحلات على الخطوط الحالية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ونقل المزيد من الحركة السياحية القادمة إلى مصر.
مطار القاهرة يعلن عن نجاح موسم عودة الحجاج
من ناحية أخرى، واستمرارًا لمتابعة قطاع الطيران المدني خلال الشهر الجاري، أعلن المهندس أيمن عرب رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية عن انتهاء موسم عودة الحجاج، مشيرًا إلى أن موسم الحج يشكل اختبارًا فعليًا لقدرة المطارات على إدارة ذروة الحركة والتعامل بمنهجية ترتكز على التنسيق المسبق لضمان خدمة متميزة ترتقي إلى المعايير العالمية في مواسم تقديم تجربة سفر مريحة للمسافرين.
وأعرب المحاسب مجدي إسحاق رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي عن تقديره لجهود جميع العاملين، مشيرًا إلى التكامل بين مختلف الجهات العاملة في المطار من خلال تطبيق الخطة التشغيلية التي كانت وراء نجاح الموسم.
مطار العلمين يستقبل رحلات مباشرة من فلاي دبي والخطوط البلغارية
واستمرارًا لمتابعة أهم الأحداث التي شهدها شهر يونيو، كان مطار العلمين على موعد مع استقبال رحلات فلاي دبي التي بدأت يوم 21 يونيو الجاري والمقرر استمرارها حتى منتصف شهر سبتمبر القادم، وكذلك بداية استقبال رحلات الخطوط البلغارية، وهو مؤشر لنمو الحركة السياحية القادمة للساحل الشمالي مباشرة.
وأعلن غيث الغيث الرئيس التنفيذي لفلاي دبي أن تشغيل هذا الخط سيتيح الفرصة لنقل الحركة السياحية من الإمارات مباشرة إلى العلمين، لتضيف فلاي دبي وجهة جديدة إلى شبكتها ووجهة جديدة في مصر بجانب مطار برج العرب ومطار سفنكس، مشيرًا إلى زيادة عدد الرحلات من دبي إلى مطار سفنكس لتصبح 10 رحلات أسبوعية.
السموات المصرية تستقبل كثافة حركة جوية غير مسبوقة
واستمرارًا أيضًا لمتابعة أهم الأحداث التي شهدها شهر يونيو الجاري، كان إغلاق عدد من المجالات الجوية للدول المجاورة خلال عمليات القصف المتبادل خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
وخلال زيارته لمركز القاهرة للملاحة الجوية يرافقه محمد أبو بكر فارع المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للطيران المدني “الإيكاو”، أشاد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني بالمستوى الاحترافي الذي ظهرت به كوادر المراقبة الجوية المصرية وجميع القائمين على سلامة المجال الجوي المصري خلال الأيام الماضية، خاصة في ظل كثافة الحركة الجوية التي وصلت إلى حوالي 1500 طائرة يوميًا.
وأعرب محمد أبو بكر فارع عن شكره وتقديره للدور الحيوي الذي قام به رجال المراقبة الجوية في إدارة الملاحة الجوية، وأشاد بحرفيتهم العالية التي تعد مثالًا يحتذى به في التخطيط التشغيلي والاستجابة السريعة للأزمات.
وقال إن ما شهدناه في مركز القاهرة للملاحة الجوية يعكس تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والاعتماد على التقنيات المتقدمة، وهو الأمر الذي يجسد المستوى الفني والتنظيمي الرفيع الذي وصلت إليه مصر في هذا المجال.
غموض يكتنف حادث تحطم طائرة هندية
وشكلت حادثة سقوط الطائرة الهندية التابعة لشركة “إير إنديا” من طراز البوينج 787 دريم لاينر بعد إقلاعها من أحمد آباد في طريقها إلى العاصمة البريطانية لندن في النصف الأول من شهر يونيو الجاري لغزًا جديدًا من ألغاز حوادث الطيران. وإن كانت هيئة الطيران المدني في الهند قد أعلنت عقب وقوع الحادث أن الطيار وجه نداءات استغاثة قبل تحطم الطائرة إثر اصطدامها بمبنى سكني تابع لكلية طبية في منطقة مأهولة بالسكان شمال غرب مدينة أحمد آباد بعد دقائق من إقلاعها.
ونجا من الحادث راكب واحد من بين 230 راكبًا و12 من أفراد الطاقم، من بينهم 169 هنديًا و53 بريطانيًا و7 برتغاليين وكندي واحد. ولا تزال التحقيقات جارية بمعرفة سلطات الطيران المدني الهندية والشركة المصنعة للطائرة والشركة المصنعة للمحركات، في إطار الحرص على الوصول لأسباب سقوط الطائرة وإصدار توصيات تمنع تكرار الحادث في المستقبل.
