ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلى على غزة إلى 34305 شهداء و77293 مصابا، وفى الوقت الذى تتزايد فيه التحذيرات الدولية من خطر اجتياح رفح تشير الأنباء إلى إصرار جيش الاحتلال على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية وسط انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة بالمدينة.. يأتى هذا بينما أكد القيادى البارز فى حماس خليل الحية أن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة خمس سنوات مع إسرائيل إذا اقيمت دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 43 شهيدا و64 إصابة.. وأشارت إلى أن آلاف المواطنين لازالوا فى عداد المفقودين تحت الأنقاض وفى الطرقات.
قال الدفاع المدنى بغزة إنه انتشل نحو 392 جثة فى مجمع ناصر الطبى بخان يونس بعد انسحاب الاحتلال، مضيفا: أن 58٪ منها لم نستطع التعرف عليها.
أضاف الدفاع المدني: لا نعرف سببا لوجود جثث أطفال فى المقابر الجماعية بمستشفى ناصر، واكتشفنا آثار تعذيب على جثث بعض الشهداء.. وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب إعدامات ميدانية بمجمع ناصر الطبي، مطالبا بفتح تحقيق دولى فى هذه الجرائم.. وأكد أن الاحتلال دفن عددا من الجثث بمجمع ناصر فى أكياس بلاستيكية على عمق 3 أمتار ما سرع تحللها.. وقال: نعتقد أن الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر الطبى وهم أحياء.
فى الوقت نفسه، أفادت مصادر بانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة فى مدينة رفح.. وجاءت هذه الأنباء وسط تركيز وسائل إعلام عبرية على عملية اجتياح الجيش الإسرائيلى لرفح بعد تسارع كبير شهده الملف فى الأحداث عقب موافقة تل أبيب على خطة رفح للمرة الرابعة بعد معالجة التحفظات الأمريكية.
وفى تقرير نشرته هيئة البث الرسمية، يستعد جيش الاحتلال للعمل على منع هروب سكان غزة عبر محور فيلادلفيا.. بينما ذكر رئيس الأركان لجيش الاحتلال أن الخطط الخاصة برفح عرضت على المستوى السياسى وهى جاهزة للتنفيذ عندما يصدر الأمر بها.
على صعيد متصل، أظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعى صفوفا من الخيام البيضاء مربعة الشكل فى مدينة خانيونس، التى تبعد عن رفح نحو 5 كيلو مترات إلى الجنوب من قطاع غزة.
ورغم أن وكالات الأنباء لم تتمكن من التحقق من صحة اللقطات، فإن «رويترز» حصلت على صور من شركة «ماكسار تكنولوجيز» الأمريكية المتخصصة فى التصوير عبر الأقمار الاصطناعية، تظهر مخيمات على أرض فى خانيونس كانت خالية قبل أسابيع.. ويعتقد أن هذه الخيم نصبها جيش الاحتلال، لنقل سكان رفح إليها قبل هجومه المتوقع على المدينة الواقعة فى أقصى جنوب غزة.
قال مصدر بالحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب الذى يرأسه بنيامين نتنياهو، يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين فى عملية من المتوقع أن تستغرق نحو شهر.
وفيما يخص ملف الهدنة، أكد خليل الحية القيادى البارز فى حماس أن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة خمس سنوات أو أكثر مع إسرائيل.. كما أضاف أن الحركة ستقبل «بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة فى الضفة الغربية وغزة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرارات الدولية على حدود عام 1967». وأردف «إذا حدث ذلك، فسيتم حل الجناح العسكرى للجماعة».
أضاف الحية، الذى يمثل حماس فى مفاوضات الأسري، ان كل تجارب الذين ناضلوا ضد المحتلين، تدل على أنهم عندما استقلوا وحصلوا على حقوقهم ودولتهم تحولوا إلى أحزاب سياسية، والقوات المقاتلة المدافعة عنهم تحولت إلى الجيش الوطني».
أشار إلى أن الحركة تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية.
أما فيما يتعلق بخطط إسرائيل لاقتحام مدينة رفح الجنوبية التى تعتقد أن الكتائب الأربع المتبقية من حماس متحصنة فيها، قال الحية إن مثل هذا الهجوم لن ينجح فى تدمير الحركة. والقوات الإسرائيلية «لم تدمر أكثر من 20 بالمائة من قدرات حماس، لا البشرية ولا الميدانية»، وفق قوله.
فى الوقت نفسه ومع ثالث ايام «عيد الفصح اليهودي»، حوّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس لثكنة عسكرية، تزامنا مع استباحة المئات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق.
انتشرت قوات الاحتلال بفرقها المختلفة على أبواب الأقصى وطرقاته، خاصة فى شارع الواد وطريق باب السلسلة «الطريق المؤدى إلى ساحة البراق.. واقتحم المئات المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة «بركة الكهنة» و»الموساف»، وأغلقت القوات الشوارع المحاذية لتأمين وصول المستوطنين.
أما المسجد الأقصي، فقد تجاوزت أعداد المقتحمين له ألف مستوطن، على شكل مجموعات متتالية وكبيرة، وأدى المستوطنون الصلوات خلال الاقتحام بحراسة قوات الاحتلال المنتشرة فى الأقصي. والتى منعت المقدسيين من التواجد والجلوس فى منطقة باب السلسلة، ولاحقتهم وأجبرتهم على الخروج من البلدة القديمة بالكامل.
كشف المرابطون أن قوات الاحتلال منذ 3 أيام تمنع تواجدهم وجلوسهم على عتبات الأقصي، كذلك تخرجهم خارج أسوار البلدة القديمة.. لكن الابعادات والاعتقالات لا تمنعهم من الرباط فى القدس والأقصي.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين فى الأردن سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلى للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والقيام بممارسات استفزازية تنتهك حرمته، إضافة إلى فرض قيود على دخول المصلين للحرم القدسى الشريف، وبما يعد خرقاً للوضع التاريخى والقانونى القائم فى المسجد الأقصى المبارك، وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة.
طالب الناطق الرسمى باسم الوزارة السفير د.سفيان القضاة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات ومشدداً على ضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شئون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه.
على صعيد متصل، قالت هيئة الأسرى والمحررين، ونادى الأسير الفلسطيني، إن حصيلة الاعتقالات ارتفعت بعد السابع من شهر أكتوبر الماضى إلى أكثر من 8455 معتقلا.
أوضحا فى بيان صحفى مشترك أن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت 12 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طفل، ومعتقلون سابقون، وتركزت عمليات الاعتقالات فى محافظة طولكرم، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، الخليل، والقدس.
فى سياق منفصل، لجأت إسرائيل لاستخدام «تكتيكات الحرب المتبعة فى غزة، ضد مسلحين فلسطينيين فى بعض مخيمات اللاجئين الـ 19 بالضفة الغربية»، حسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
قال مسئول عسكرى إسرائيلى لم تكشف الصحيفة عن هويته، إن الجيش «نفذ حوالى 40 غارة بطائرات بدون طيار فى الضفة الغربية، خلال الفترة من أكتوبر إلى مارس.. رغم أنه فى الأعوام العشرين التى سبقت السابع من أكتوبر، لم يكن هناك سوى عدد قليل من هذه الضربات الجوية فى الضفة الغربية.
وحسب الصحيفة، فإن «الغارات الجوية بالطائرات بدون طيار وعمليات القوات البرية التى تستهدف المسلحين، تحوّل الضفة الغربية إلى جبهة حرب أخرى فى الأراضى الفلسطينية.
فى السياق ارتفع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر الماضى إلى 141 شهيداً، وأفاد المكتب الاعلامى الحكومى بارتفاع الشهداء الصحفيين بغزة بعد استشهاد الصحفى محمد بسام الجمل.
على جانب أخر أصدر قادة 18 دولة بيانا مشتركا، يدعون فيه حركة حماس للإفراج فورا عن جميع الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة.
قال نص البيان الذى نشره البيت الأبيض إن «مصير الرهائن والسكان المدنيين فى غزة المحميين بموجب القانون الدولي، يثير قلقا دوليا»، داعيا إلى «الإفراج فورا عن كل الرهائن الذين تحتجزهم حماس فى غزة منذ أكثر من 200 يوم وبينهم مواطنونا».
وحسب البيان، فإن الاتفاق المطروح على الطاولة للإفراج عن الرهائن سيفضى إلى وقف فورى طويل الأجل لإطلاق النار فى غزة.
والدول الموقعة على البيان، هي: الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا.