آن الأوان لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحرب على غزة
انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل التى كانت قد شغلت العالم على مدى 12 يوماً، وهو ما يؤكد أن المنطقة على صفيح ساخن نظرا لما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة من قتل وتدمير ومجاعة وانتهاكات وإبادة جماعية، على مدى عام و٩ أشهر ومازالت إسرائيل تمارس أبشع المجازر تجاه الفلسطينيين، والعالم يقف متفرجاً وكأن هذه المشاهد أصبحت معتادة يومياً، فالسؤال المهم هل سيظل العدوان والممارسات الإسرائيلية تجاه غزة كما هى بل وتزداد يومياً أم ستكون هناك نهاية لهذه المأساة التى ستظل عالقة فى الأذهان؟ الإجابة بكل وضوح هى نأمل ونتمنى أن يكون هناك جديد خلال الأيام المقبلة لكى يتم وقف هذه الحرب من أجل إنقاذ الفلسطينيين مما عانوا منه منذ ٧ أكتوبر 2023، وهذا لن يتحقق إلا من خلال أمور عدة تتمثل فى الإرادة القوية للمجتمع الدولى من أجل مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل على تضافر الجهود من أجل فرض عقوبات على إسرائيل وألا تكون حبراً على ورق أو إدانة وسحب دون تنفيذ، فقد آن الأوان فعلياً لاتخاذ خطوات ملموسة من أجل العمل على إنهاء الحرب على غزة، وإعادة الإعمار فى القطاع دون خروج الفلسطينيين من أرضهم.
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رئيسها دونالد ترامب تريد أن توقف الحرب على غزة مثل ما فعلت بين إيران وإسرائيل وتم وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب، فعليها أن تفعل وتضغط وإلا فإنها ستكون من أعطت الضوء الأخضر لعدم وقف إطلاق النار فى غزة والتمادى الإسرائيلى فى هذه الحرب، بل والأدهى ما تقوم به الولايات المتحدة من استخدام حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن فى كل مرة يتم رفع مشروع القرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى يتم الموافقة عليه بأكثر من الثلثين ويمكن أن نقول أغلبية لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وكأنها هى المتحكم فى هذا العالم، فقد أصبح على المجتمع الدولى مسئولية كبيرة تقع على عاتقه وهى ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل وقف حربها على قطاع غزة، كما أن هناك ضرورة لتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية الموجودة بالفعل ولكنها تحت الاحتلال، لترسيخ وجودها بالمجتمع الدولى والمنظمات الدولية وذلك لحمايتها من المخططات الإسرائيلية الرامية للقضاء عليها، فالاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون أيضاً بمثابة التزام على الدول التى اعترفت بحماية تلك الدولة والدفاع عن حقوقها.
المجتمع الدولى يمتلك الأدوات السياسية سواء من خلال مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، أو القانونية من خلال محكمة العدل الدولية التى تنظر بالفعل عدداً من القضايا تجاه إسرائيل وأصدرت أوامر مؤقتة وآراء استشارية، وأيضاً المحكمة الجنائية الدولية، ولكن ما يمكن وصفه بدقة هو غياب الإرادة الدولية الموحدة لإنفاذ القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وقرارات الأمم المتحدة، وهو بالطبع أمر خطير سيشكل سابقة فى باقى النزاعات الأخرى فى المستقبل، فهناك خطورة الوقوف ساكنين أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطينى الأعزل وإزاء الجرائم المرتكبة بحقه وبحق الأمم المتحدة والعاملين فى المجال الإنساني، فهذا الشلل الدولى سيضر بمصداقية المنظومة الدولية ككل وسيشجع على تكرار تلك الجرائم فى نزاعات أخري.
القضية الفلسطينية هى لب الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى فبدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام ولا استقرار فى المنطقة، وهناك ضرورة لإيجاد أفق سياسى يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية استناداً لحل الدولتين، ويؤدى إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.