ويبقي 25 أبريل رمز السلام.. سواء عام 1979.. أو عام 1982.. ومن حسن حظي ان عشت هذه الأيام وشاركت فيها كصحفي.. تولي التغطية الصحفية.. ومن قبل هذا التاريخ.. حصلت علي شرف المشاركة في تحقيق نصر أكتوبر العظيم في ٦ أكتوبر 1973.. كواحد من رجال القوات المسلحة.. الذين كان لهم شرف العبور في الموجة الأولي.. ولابد ان نعترف بأن انتصار أكتوبر.. قلب موازين القوة في ذلك العصر.. وان انتصار أكتوبر.. مهد للسلام.. وقد شهدت لحظة رفع الرئيس الأسبق حسني مبارك.. علم مصر في طابا.. عام 1989.. عشت هذه اللحظات التاريخية.. التي ما زالت في وجداني.. وبالرغم من مرور 35 عاما.. إلا أنني أراها وكأنها بالأمس القريب.. وقد تجددت أمامي هذه الذكريات وأنا أتابع حرب فلسطين وإسرائيل.. وهذا الدمار والخراب الذي ألحقته إسرائيل بغزة.. أو بمعني أدق هذه الإبادة للشعب الفلسطيني.. والذي ليس له مثيل في أي مكان في العالم!! ولابد ان أحيي الشعوب الحرة التي خرجت تطالب بإيقاف هذه الابادة.. من هنا يقفز السؤال الذي يضرب الرءوس بعنف.. هل ما قامت به حماس يوم ٧ أكتوبر صح أم خطأ؟.. وهل رد فعل إسرائيل المبالغ فيه.. يتفق مع حجم ما فعلته حماس؟! وهل يتطلب تحرير غزة من الحصار الإسرائيلي المحكم.. الجاسم علي صدرها.. مليون شهيد.. كما حدث عند تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.. أسئلة واستفسارات كثيرة.. لعل أحدثها.. التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل.. والانقسامات غير العادية داخل إسرائيل نفسها التي تكاد تكون المرة الأولي في كل تاريخها.. والأكثر قلقا تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل.. وما يحدث علي الجبهة اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل.. وتلويح إسرائيل بالاعتداء علي رفح الفلسطينية.. أقول: من حقنا ان نحتفل بذكري استعادة كامل أرضنا.. سيناء الحبيبة.. في مثل هذا اليوم منذ 42 سنة ومن حقنا ان ننظر حولنا.. ونتأمل ونتوقف أمام ما يحدث علي أرض الواقع.. نحن امام اسئلة واستفسارات وتحاليل.. تبحث عن اجابة.. والاكثر صعوبة.. عن المستقبل.. خاصة بعد فشل مجلس الأمن في الأمم المتحدة.. والاعتراف بدولة فلسطين منذ أيام قليلة.. بالرغم من ان العالم كله ينادي بإقامة دولة فلسطين إلي جانب دولة إسرائيل.. أقول: ان المشهد حاليا أكثر ضبابا من أي وقت آخر.. ويبقي ان أقول: السلام إلي أين؟! وهو ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة!!