«سيناء الأرض الطاهرة ومعبر الأنبياء، وهى درة التاج المصري، ومصدر فخر واعتزاز هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التى تجلت عليها الذات الإلهية».. هذا هو وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى لأرض سيناء الغالية.. وهى أجمل كلمات قيلت عن أرض الفيروز.
فرمال سيناء ارتوت بدماء أبطال خير أجناد الأرض على مر العصور حتى وصلنا الى معركة تطهيرها من الإرهاب وهى لا تقل بحال عن معركة التحرير فى أكتوبر 1973م، فسيناء ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هى تراثنا الحضارى ومكان للتعبير عن الهوية المصرية العريقة.
لقد خاضت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ 2013 معركتان من اجل سيناء وهما « التطهير والتعمير» ونجح فيهما بامتياز.. ففى معركة التطهير بذلت القوات المسلحة الغالى والنفيس من أجل دحر الإرهاب واستشهد كثير من الابطال على رأسهم الشهيد احمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة.. وتنتصر مصر فى اشرس معاركها وتحرر سيناء من يد الإرهابيين.. اما معركة التعمير والبناء فهى مستمرة منذ عشر سنوات.. تحت شعار» يد تبني.. ويد تحارب الإرهاب».
الرئيس السيسى تحدث عن ذلك مؤكدًا أنه كان أمام خيارين بعد توليه مسئولية الحكم، أحدهما إما توجيه جهود الدولة وحشد الإعلام نحو الحرب على الإرهاب، أو بذل الجهد فى مكافحة الإرهاب بالتزامن مع إعادة الإعمار والبناء، وبالفعل اختار الرئيس المسار الثانى .. وبدأت مصر رحلة إعادة إعمار تدفع بيد التنمية على أرض سيناء وتعبر محاور التنمية لتربط شرقها بغربها ويتم ربط جزيرة سيناء بالدلتا المصرية؛ لتسهيل حركة التنقل للبضائع والأفراد، وتبنى فرصاً واعدة للاستثمار.
عبرت بذلك عقوداً طويلة افتقرت فيها أراضى سيناء للبنية التحتية، والخدمات كالصحة والتعليم، وكذلك افتقرت للمشروعات الاستثمارية، وشبكة الطرق والكبارى والمواصلات التى تربط سيناء بباقى أنحاء الجمهورية، إلا أن هذه النظرة اختلفت الآن وأصبحت التنمية والإعمار هما خط الدفاع الأول عن المنطقة، لتشهد سيناء عبوراً جديداً على غرار عبور 1973 المجيد، لكن هذه المرة العبور تنموي، اختارت فيه الدولة الخيار الأصعب بالتحرك بالتوازى فى التخلص من الإرهاب واطلاق شرايين التنمية بمختلف قطاعاتها بكافة أجزاء سيناء.
تركزت جهود الدولة على مدار السنوات العشر الماضية على تنمية وتطوير سيناء، وهو ما تجلّى فى إعلان الرئيس السيسى عام 2014 عن مشروع قومى متكامل لحماية وتنمية شبه جزيرة سيناء على كافة الأصعدة، واشتملت خطة تنمية سيناء ثلاثة محاور رئيسة هي: التنمية العمرانية المتكاملة، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، وتنمية اقتصادية وجذب استثمارات جديدة، وبلغت إجمالى الاستثمارات التنموية المنفذة لتنمية سيناء حوالى 610 مليارات جنيه.
بحسب أرقام وزارة التخطيط المعلنة أخيراً.. فإن عدد المشروعات التنموية بمحافظة شمال سيناء يصل إلى 152 مشروعًا، وأن قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للمحافظة تبلغ 7.9 مليار جنيه بنسبة زيادة 27.4 ٪ عن خطة 2021/ 2022، وفيما يخص محافظة جنوب سيناء فإن عدد المشروعات التنموية بالمحافظة يصل إلى 208 مشروعات، وتبلغ قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للمحافظة 9.2 مليار جنيه، بنسبة زيادة 124 ٪، وهذا يعنى إجمالى ما يتم انفاقه وتنفيذه يتخطى تريليون ونصف التريليون جنيه.