تولى الدولة المصرية اهتماماً خاصاً بشبه جزيرة سيناء التى تمثل بوابة مصر فى الاتجاه الشمالى الشرقي، وبخلاف أهميتها الاستراتيجية، فإن أرض الفيروز تعد كنزاً تعدينياً لمصر نظراً لما تحتويه هذه المنطقة من موارد وإمكانيات اقتصادية كبيرة، علاوة على أنها تمثل الرابط بين قارتى إفريقيا وآسيا وهو ما يجعل لها أهمية بالغة وثقلاً تاريخياً على خريطة التوازنات الدولية والإقليمية.
خاضت مصر فى شبه جزيرة سيناء حروباً كثيرة وارتوت أرضها بدماء الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للوطن، وتحتفل مصر فى 25 أبريل من كل عام بذكرى عيد تحرير سيناء حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصرى فى 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بخروج دولة الاحتلال ورفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها من المحتل الإسرائيلي، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982.
فى الذكرى الثانية والأربعين استطلعت «الجمهورية» آراء عدد من شيوخ وعواقل القبائل فى سيناء حول جهود الدولة والقوات المسلحة فى تنمية سيناء فأكدوا أنهم يشهدون طفرة تنموية لم يسبق لها مثيل فى شبه جزيرة سيناء خاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم وتمكن القوات المسلحة من دحر الإرهاب فى سيناء حيث وضعت الدولة تنمية سيناء على رأس أولوياتها وأعدت برنامجاً للتنمية الشاملة فى أرض الفيروز.
شمال سيناء :
الشيخ عبدالقادر سلمى: ورثنا حب الوطن والتضحية والفداء عن آبائنا وأجدادنا
أبناء سيناء فخورون بخوضهم الحرب ضد الإرهاب
شرف كبير للسيناوية.. اختلاط دمائهم بدماء إخوانهم من القوات المسلحة والشرطة
أكد الشيخ عبدالقادر سلمي، أحد كبار العائلات بمدينة العريش، أن أهالي سيناء يشعرون هذا العام بأجواء الاحتفال بذكرى تحرير سيناء لأنهم يرونها الآن كما كانوا يتمنونها منذ تحريرها آمنة عامرة متقدمة ومزدهرة بسبب جهود الدولة التنموية التي طالت كل شبر على أرض سيناء.
وقال إنه توجد مطامع في شبه جزيرة سيناء منذ زمن بعيد بسبب موقعها الجغرافي المتفرد وإمكاناتها الاقتصادية الواسعة، وأن الدولة خلال أخر 10 سنوات كانت تحارب الإرهاب، وفي الوقت نفسه تقوم بالتعمير والتنمية، وهو ما يؤكد أن القيادة السياسية أعطت أولوية لتنمية سيناء ضمن خطة تنموية شاملة وغير مسبوقة.
وأوضح أن محافظة شمال سيناء شهدت تنفيذ مشروعات بنية تحتية عملاقة، أبرزها إنشاء مدينة رفح الجديدة، ومحطات كهرباء وتحلية مياه، وتطوير ميناء العريش وكليات جامعة العريش، وتجمعات تنموية بوسط سيناء، وتطوير مستشفى العريش وإنشاء عدد من المستشفيات والوحدات الصحية بمدن وقرى المحافظة، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والتأكد من جودة الخدمة التي يحصل عليها المواطن، وهو ما يجعلنا نشعر بأننا نجني ثمار انتظارنا للتنمية طوال السنوات الماضية.
وشدد على أن أهالي سيناء ورثوا عن آبائهم وأجدادهم حب الوطن والتضحية والفداء ويفخرون بأنهم عين الدولة في سيناء وخط الدفاع الأول ضد أية تهديدات تهدد أمن مصر من الاتجاه الشمالي الشرقي، مؤكداً أن القوات المسلحة والشرطة المدنية خاضتا حرباً عنيفة خلال السنوات الماضية ضد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية في شبه الجزيرة بمساعدة أهالي سيناء، مشيراً إلى أن أبناء سيناء يفخرون بخوضهم الحرب ضد الإرهاب وأن دمائهم اختلطت بدماء إخوانهم من القوات المسلحة والشرطة المدنية.
ولفت إلى أن أهالي سيناء الذين راحوا ضحية الإرهاب عددهم كبير ممن كانوا يحاربون مع القوات المسلحة بشكل مباشر للقضاء على الإرهابيين، تعاونهم مع رجال القوات المسلحة، مؤكداً أن جهود القيادة السياسية وأجهزة الدولة في تنمية سيناء من خلال إقامة المشروعات التنموية في شتى المجالات هي ما تجعلنا نشعر بأن دماء أبنائنا وإخواننا لم تُهدر.
وقال إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لمحافظة شمال سيناء في أكتوبر الماضي ولقائه شيوخ القبائل وأهالي سيناء ومتابعته لسير تنفيذ المشروعات التنموية يؤكد العزم الجاد للقيادة السياسية على تطوير وتنمية سيناء، وأن سيناء كانت وستظل أغلى جزء على قلب كل مصري، وأن الدولة تدرك تماماً أن تأمين سيناء لابد أن يصاحبه عمليات تنمية، وأن يتم تعميرها بسكان للدفاع عن هذه الأرض كخط دفاع أول ضد أي فكر خبيث يحاول استغلالها، كما تؤكد هذه الزيارة أن مصر لن تسمح أبداً بتصفية أية قضايا إقليمية على حساب سيناء.
كما أشار إلى أن تطوير ميناء العريش يضع سيناء على خريطة التجارة العالمية، وقال إن كل شيء اختلف هنا للأفضل، فالشوارع أصبحت أكثر اتساعاً من ساحل البحر بالعريش حتى مدينة رفح، مروراً بمنطقة وسط سيناء، وهناك مئات المشروعات يجرى العمل بها في كافة المجالات من إسكان وكهرباء وشبكات مياه وصرف صحى وطرق وغيرها من الأعمال الكبيرة التي ظلت مطلباً لأبناء سيناء سنوات طويلة، وقد أنفقت الدولة عليها مئات المليارات خلال الفترة الماضية، وعملت الدولة على تغيير النظرة إلى سيناء وتبنت القيادة السياسية خطة طموح للتنمية الشاملة.
وأكد أن تطوير ميناء العريش البحري وربطه بالمطار الجوي ومنطقة وسط سيناء برفح والشيخ زويد تساهم بشكل كبير في تسهيل عملية التجارة العالمية أحد المحاور الأساسية لخطة الدولة الطموح للتنمية الشاملة في سيناء، بالإضافة لتطوير الخدمات في سيناء بشكل كامل، وإنشاء خطوط السكك الحديدية والمحاور بهدف وضع سيناء على خريطة التجارة والسياحة عالمياً.
ووجه الشيخ عبدالقادر سلمي رسالة شكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وأجهزة الدولة والقوات المسلحة على تنمية وتأمين شبه جزيرة سيناء وتغيير وجه الحياة على أرضها، مؤكداً أن أبناء وأهالي سيناء فداء للوطن كما عهدتهم مصر دائماً.
جنوب سيناء :
الشيخ سالم موسى: المشروعات التنموية غيرت وجه وطبيعة الحياة فى سيناء
الدولة نجحت فى استغلال الإمكانات الاقتصادية لأرض الفيروز
أكد الشيخ سالم موسى من قبيلة المزينة في جنوب سيناء فخره وجميع أهالي سيناء بما يشهدونه من مشروعات تنموية تساهم في تغيير وجه الحياة على أرض الفيروز، مضيفاً أنه لا يستطيع أحد أن يُنكر الدور الوطني لقبائل جنوب سيناء خاصة أبناء قبيلة المزينة الذين وقفوا مع الدولة وبجانب القوات المسلحة قبل وأثناء حرب الاستنزاف وما بعدها وحتى بعد 2011 في دحر الإرهاب وخروجه من سيناء.
وقال: «تعلمنا الوطنية من أجدادنا الراحلين ومازلنا نسرد قصصهم وما قدموه للوطن حتى يتعلم النشء الانتماء والوطنية من سير الراحلين، حيث كان لهم دور بارز طوال فترة الصراع المصري الإسرائيلي منذ 56 وحتى بعد 73 لذلك لم يستطع العدو الإسرائيلي أن ينجح في مخططه لاحتلال سيناء لبسالة وشجاعة قيادات القوات المسلحة ووقوف أبناء القبائل معهم، وفي 25 يناير من عام 2011 اتخذنا موقفاً جاداً في الحفاظ على مقدرات الدولة والبنية التحتية والمرافق فقمنا بعمل نوبات حراسة لمنع سرقات محطات رفع مياه الشرب أو تسلل الخارجين عن القانون لإحداث أعمال تخريبية، وخلال السنوات الماضية لم ندخر جهداً في مساندة القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه تماماً».
وأكد أن القيادة السياسية والحكومة المصرية تضع سيناء دائما على رأس أولوياتها في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويظهر ذلك من حجم الاستثمارات الحكومية التي تقوم بضخها لتنمية سيناء، ونحن في جنوب سيناء نشهد ونشارك في تنفيذ مشروعات تنموية عملاقة في مختلف المجالات بصورة لم يسبق لها مثيل سواء في شبكة الطرق والكباري أو الخدمات الصحية أو مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والصرف الصحي ومياه الشرب والنقل.
وأشار إلى أنه تم إنشاء 15 تجمعاً زراعياً، وإنشاء سدود للحماية من أخطار السيول وإحلال وتجديد محطات وشبكات مياه الشرب وإنشاء شبكة طرق عالية المستوى بدهب ومستشفى جديد بمدينة دهب سيتم افتتاحه قريباً، علاوة على إنشاء مجمع مدارس أزهرية بالمناطق المحرومة من التعليم الأزهري واستكمال تطوير وإنشاء المستشفيات بالمحافظة، وإحلال وتجديد المساجد القائمة بالمحافظة، وإنشاء مساجد بالمدن الجديدة وترميم المواقع الأثرية وتطوير مضمار الهجن.
وأوضح أن منطقة جنوب سيناء بها العديد من المقومات السياحية وفرص الاستثمار الواعدة نظراً لما تملكه من أنماط سياحية شديدة التنوع والخصوصية، حيث تعد محافظة جنوب سيناء من أهم المقاصد السياحية العالمية حيث تمثل المحميات الطبيعية 33٪ من إجمالي مساحة المحافظة، كما يوجد بجنوب سيناء الكثير من المزارات التاريخية والأثرية مثل (دير سانت كاترين، جبل موسي، سرابيط الخادم، قلعة صلاح الدين، قلعة الجندي)، كما تتمتع المحافظة بنحو 600 كم شواطئ ذات رمال ناعمة ومياه دافئة صافية زرقاء بكل ما تحتويه من أحياء مائية نادرة ومجموعة فريدة من الشعب المرجانية بمدن رأس سدر، شرم الشيخ، دهب، نويبع، طابا. وقال إن محافظة جنوب سيناء بها العديد من الأنماط السياحية المختلفة منها السياحة الترفيهية، الغطس، تسلق الجبال، السفاري والمغامرات، السياحة البيئية بمحمية نبق رأس محمد وسانت كاترين وطابا، والسياحة العلاجية والرياضية، وسياحة التأمل ومشاهدة النجوم، بالإضافة للسياحة الدينية والاثرية، وسياحة الفعاليات والمهرجانات، وسياحة المؤتمرات، وأن الدولة نجحت في استغلال هذه الإمكانات وضمها في خطة التنمية الشاملة بسيناء لتبرز المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها في مختلف المجالات على أرض سيناء لما تمثله هذه المنطقة من أهمية بالغة تساهم في نمو الاقتصاد المصري